لفت وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، الى ان "تحريف إسرائيل للمفاوضات من خلال ابتداع شروط تعجيزية إضافية في مواجهة الطرف الفلسطيني يمثل برهانا آخر على أن إرادة السلام لا تزال غائبة لديها". واتهم مزوار خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع غير عادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، "إسرائيل بالإخلال بالتزامات السلام مع الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن "مجمل الحيثيات الأخيرة تجعلنا نتفهم قرار رئاسة دولة فلسطين الانضمام إلى 15 اتفاقية دولية"، مؤكدا أن "القرار عبرت فلسطين من خلاله عن حقها في ممارسة سيادتها كدولة لاسيما بعد قبولها في الأممالمتحدة بصفتها دولة مراقب غير عضو". وأشاد "بجهود الولاياتالمتحدة في إشرافها على استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في تموز 2013"، لافتا إلى "أنها بذلت جهودا حثيثة وأظهرت التزاما قويا في إنجاح مسلسل المفاوضات"، موضحا ان "هذه الجهود ظهرت في خطوات وتحركات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أكد خلال زيارته إلى الرباط قبل أربعة أيام حرصه على ألا يفوت الطرفان هذه الفرصة التاريخية وأن تتواصل المفاوضات لبلوغ تسوية شاملة وعادلة لهذا النزاع". وأشار مزواد إلى "استمرار إسرائيل في سياسة مصادرة الأراضي وسلب الممتلكات ومحاصرة المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكثيف وتيرة الاستيطان والانتهاكات المتتالية في القدس وحول المسجد الأقصى"، مجددا "دعم خيار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، مضيفا أن "أي تمديد لأمد هذه المفاوضات لن يكون ذا جدوى إلا بتجسيد الالتزام عمليا بالسير نحو الرفع النهائي للاحتلال وإيجاد حلول توافقية لجميع القضايا العالقة". ورأى مزواد أن "تحقيق هذا الالتزام من جانب إسرائيل رهن بالدور الضاغط للولايات المتحدة على الجانب الإسرائيلي من اجل ثنيه على الاستمرار في تعويم المفاوضات والتنصل من العهود ومواصلة سياسة الاستيطان بهدف تغيير الوضع على الأرض وفرض سياسة الأمر الواقع". وأكد مزواد "أهمية ألا تحجب أي مراوغة أو استفزاز إسرائيل عنا هدفنا الأسمى كوننا أصحاب حق ألا وهو تحقيق سلام عادل وشامل يعالج جميع قضايا الحل النهائي ويؤدي إلى إقامة دولة فلسطين قابلة للحياة ومتصلة الأجزاء وعاصمتها القدس الشرقية". وأشار مزوار إلى أن "استمرار إسرائيل في سياساتها الاستيطانية يزيد من إشاعة أجواء اليأس والإحساس بالغبن وبالظلم ويساهم بالتالي في تغليب كفة الأصوات الرافضة للسلام في وقت ما أحوج المنطقة فيه إلى ثقافة السلام أمام التحولات الجيوسياسية التي لا يمكن التنبؤ بمآلاتها".