إجماع على مقاطعة الرئاسيات بغرداية تحولت، أمس، الوقفة الاحتجاجية التي دعا إلى تنظيمها المجتمع المدني الميزابي لمنطقة الشمال بدار الصحافة الطاهر جاووت بالعاصمة إلى محاكمة الأجهزة الأمنية من شرطة ودرك، بعد أن أخفقوا في إعادة الأمن والاستقرار لولاية غرداية، وهي التي تشهد يوميا أعمال عنف. وصف الناطق باسم المجتمع المدني الميزابي لمنطقة الشمال أبو الربيع الجزائري ”ما يقع في غرداية من دمار وخراب بالإبادة والتصفية في حق سكان الميزاب”، داعيا الجيش الجزائري إلى التدخل ووقف إراقة الدماء بقتل الأبرياء آخرهم شابان اللذان قتلا غدرا في أحداث دامية شهدتها بريان أول أمس. وأضاف أبو الربيع في تصريح ل”الخبر” بأن الدولة أضحت عاجزة عن السيطرة على شرذمة من المجرمين، على حد تعبيره، في حين يستغرب ممثل المجتمع المدني أزغار يحيى من حالات الانفلات الأمني التي تشهده منطقة غرداية، وتزيد الأوضاع الأمنية ترديا، يقول نفس المتحدث ”كلما زار أي مسؤول أمني أو وزير هذه الولاية”، ويقصد زيارة على التوالي وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز والمدير العام للأمن الوطني اللواء هامل عبد الغني، بغرض وضع خطة أمنية لاستتباب الأمن، لكن الأمور تسيير عكس ذلك، فهل الأمور مدبرة، يتساءل ممثل المجتمع المدني. وأجمع المشاركون في هذا التجمع الحاشد، المنظم بإحكام وجعل قوات الأمن التي حضرت بقوة إلى دار الصحافة تراقب الوضع فقط، على مقاطعة الانتخابات وعدم التصويت الخميس القادم، حاملين شعارات تندد بصمت الحكومة مما يجرى، حيث حمل أحد الأطفال لافتة تقول ”يا سلال هل الانتخابات الرئاسية أولى من حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم”. في حين تساءلت شعارات أخرى مكتوبة بالبنط العريض عن ”أرواح أزهقت ومنازل أحرقت وممتلكات سرقت والمجرمين طلقاء”، كما حمل آخرون شعارات تؤكد بأن ”استقرار غرداية من استقرار الجزائر”، كما حمل المحتجون صورا لضحايا القتل في غرداية، محمّلين المسؤولية للأجهزة الأمنية التي عجزت عن إخماد نار الفتنة ووقف التخريب الممنهج، على حد تعبيرهم.