تعرضت 10 مراكز انتخابية، صباح أمس، ببلديات شرق ولاية البويرة إلى الحرق والتخريب، منها 3 في بلدية صهاريج و5 في أمشدالة وواحد في كل من بلدية أحنيف وآث منصور. وتم تعويض 4 مراكز من المجموع، بحيث بقيت 6 مراكز لم تجر بها الانتخابات. أولى المواجهات اندلعت في حدود الساعة الثانية صباحا بقرية ”رافور” الواقعة في بلدية مشدالة بين عشرات المتظاهرين وعناصر الدرك الوطني الذين استعملوا الآليات والغاز المسيّل للدموع، واحتدمت المواجهات أكثر ابتداء من الساعة الخامسة صباحا. ولعل ما آثار شباب القرية أكثر، حسب بعض المتظاهرين، هو تسرّب الغاز المسيّل للدموع إلى داخل المنازل، حيث سجلت إغماءات في صفوف النساء وحتى الأطفال. وأثناء توجهنا إلى هذه المنطقة، أول ما شد انتباهنا هو العجلات المطاطية المشتعلة وسط الطريق ابتداء من المخرج الشرقي لقرية إيغرم، إلى مدخل رافور، التي لاحظنا في سمائها مروحية قيل لنا إنها كانت تصوّر المتظاهرين، ولم نتمكن من الدخول إلى القرية إلا بصعوبة بسبب الحجارة والمتاريس على امتداد عشرات الأمتار، وفي مركز القرية كانت المواجهات عنيفة بين الطرفين. وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر أمنية أن عدد الجرحى لم يتعد 6 مصابين في صفوف الدرك، تحدث السكان عن 35 مصابا من الدرك و10 مصابين من المتظاهرين. وأثناء عودتنا، وجدنا أن أعمال العنف قد انطلقت ببلدية أحنيف، أين أضرم المتظاهرون النار في العجلات المطاطية، بعدما أخرجوا صناديق الاقتراع وحطموها، وقد سلّمنا أحدهم ورقة الانتخاب الخاصة بالرئيس المرشح، وقال لنا ”بوتفليقة الله يرحمه”. الأحداث نفسها شهدتها بلدية صحاريج، الواقعة في أعالي جبال جرجرة، أين اندلعت مواجهات بين عناصر الأمن وعشرات المتظاهرين الذين حطموا صناديق الاقتراع. وقد أفادت بعض المصادر من هناك أن عدد الجرحى وصل إلى 19 جريحا، جلهم من عناصر الأمن. وفي بلدية ”اغبالو”، أغلق المتظاهرون مراكز الانتخابات، وفي حدود منتصف النهار وقعت مشادات في بلدية حيزر بين عناصر مكافحة الشغب وعشرات الشباب الذين حاولوا إغلاق مركز التصويت. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، عن مصدر أمنى وجود بين هؤلاء الشباب مناضلين ينتمون ل«الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل” (ماك - غير المعترف بها)، مضيفا أن ”الأوضاع لا تزال متوترة وأنه تم تعزيز قوات الدرك الوطني المنتشرة في عين المكان”.