رفض الانفصاليون الموالون لموسكو جملة وتفصيلا الاعتراف بالاتفاق الذي وقع في اللقاء الرباعي (روسيا، أوكرانيا، الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي) أول أمس بجنيف، وأعرب انفصاليو دانتسك عن نواياهم في إقامة استفتاء للانضمام إلى روسيا. وعن شروط إخلاء البنايات العمومية والشارع التي نص عليها اتفاق جنيف، قالوا إن ذلك سيكون ممكنا عندما ”تغادر السلطات الموالية لأوروبا البنايات التي تحتلها منذ الانقلاب”، لأنه لا يمكن فرض شروط عليهم وترك ”برافي سكتور” (جناح اليمين المتطرف لحكومة كييف الجديدة) يصول ويجول، كما اشترطوا أن يكون الانسحاب بعد ”الإصلاح الدستوري”، وتحججوا في ذلك بعدم إشراكهم في محادثات جنيف، كون الاتفاق يلزم روسيا فقط. وأكدوا أنهم يعملون بجد على إجراء استفتاء يقر ”استقلالية المنطقة” في 11 ماي المقبل. ويصب موقفهم هذا في اتجاه تقديرات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي تنبأ ب ”عدم تطبيق الاتفاق على أرض الواقع”، بحكم السند الروسي القوي للانفصاليين. في حين وعد الوزير الأول البريطاني ديفيد كامرون بمنح 1,2 مليون أورو لمهمة تأمين أوكرانيا. ويقضي الاتفاق بإرغام الجميع على وضع السلاح وإخلاء البنايات العمومية مقابل العفو الشامل الذي يستثني أولئك الذين ارتكبوا جرائم، على أن يقوم خبراء المنظمة للأمن والتعاون الأوروبي بالسهر على تطبيقها. وتجنب كاتب الدولة الأمريكي جون كيري الحديث عن القرم في محادثاته مع الوفود الأخرى، لكنه أدان بشدة المناشير التي وزعت شرق أوكرانيا وتدعو اليهود إلى تسجيل هويتهم اليهودية في السجل المدني، واعتبر أن العملية ”غير مقبولة”. وقال حاخام دانتسك بنخاس فيشدسكي إنه يجهل هوية من كان وراء المناشير التي وزعت واعتبر أن ”الملف طوي”. فيما وزعت مناشير أمس في دانتسك تدعو اليهود إلى دفع جزية قدرها 50 دولارا في 3 ماي المقبل وتقديم الوثائق التي تثبت امتلاك السكن والسيارة وتهديدهم بالطرد. وتحمل الوثيقة ختم السلطة الانفصالية في المدينة.