يفيد كلام صاحب “معجم اللغة” أنّ الأصل في مادة (نُسك) يدل على عبادة وتقرُّب إلى اللّه تعالى، ومنه رجل ناسك. وذكر أيضًا أنّ هذا الأصل يدلّ على معنى الذّبيحة الّتي يُتقَّرب بها إلى اللّه نسيكة. وذهب بعض أهل العلم إلى أنّ أصل مادة (نسك) الذّبح، والنَّسيكة الذّبيحة. و(المناسك) جمع مَنْسَك، الموضع الّذي يُنسَك للّه فيه، ويُتقرَّب إليه فيه بما يرضيه من عمل صالح، إمّا بذبح ذبيحة له، وإمّا بصلاة، أو طواف، أو سعي، وغير ذلك من الأعمال الصّالحة. ولذلك قيل لمشاعر الحجّ (مناسكه)؛ لأنّها أمارات وعلامات يعتادها النّاس، ويتردّدون إليها. ومادة (نسك) وردت في القرآن الكريم في سبعة مواضع، وردت في ستة منها بصيغة الاسم، من ذلك قوله تعالى: {فَفِدْيَةٌ مِن صِيَام أوْ صَدَقةٍ أوْ نُسُك} البقرة:196، ووردت في موضع واحد بصيغة الفِعل، وهو قوله تعالى: {لِكُلِّ أمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوه} الحجّ:67. فمادة (نُسُك) في القرآن الكريم جاءت إمّا بمعنى “الذّبائح” الّتي يُتقرّب بها إلى اللّه سبحانه، وإمّا بمعنى “شعائر الحجّ”، وإمّا بمعنى “الأماكن” الّتي تُؤدَّى بها شعائر الحجّ، وإمّا بمعنى “الموضع” الّذي تقدّم به الذّبائح تقرُّبًا إلى اللّه تعالى، وجاءت أيضًا بمعنى “العبادة” مُطلقًا، كما هي في أصل اشتقاقها اللّغوي. أنشر على