منحت جامعة سعد دحلب بالبليدة، أمس، شهادة الدكتوراه الفخرية للكاتب الصحفي الفرنسي جان دانيال بن سعيد، نظير حسه الإنساني، ووقوفه إلى جانب الشعب الجزائري في نضاله ضد النظام الكولونيالي. وعبّر جان دانيال، الذي يشارف سن 94 عاما، عن انتمائه للأرض الجزائرية التي شهدت، حسبه، إقامة أفراد عائلته منذ أكثر من ألفي عام، فخاطب الحضور بكلمة “أعزائي المواطنين”. عاد الصحفي الفرنسي وصديق الثورة الجزائرية جان دانيال، أثناء تسلمه شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية، إلى سنوات طفولته الأولى بمسقط رأسه البليدة، وتحدّث عن الظروف التي أوصلته إلى الوقوف إلى جانب نضال الجزائريين ضد النظام الاستعماري. واعتبر دانيال، الذي تحدث أمام ممثلين عن سفارة فرنسابالجزائر، وابنته سارة دانيال، المتخصصة في شؤون العالم العربي، أن حياته “سارت على وقع الالتزام بالثورة الجزائرية”. وبعد أن تأسّف لعدم قدرته على تعلّم اللغة العربية، عاد إلى ذكرياته ولعائلته التي عاشت في البليدة منذ ألفي عام، على حدّ تعبيره. كما استعاد دانيال سنوات الدراسة في ثانوية البليدة إلى جانب المجاهد سعد دحلب، وقال: “أنا بليدي بشكل كامل”، ليتوقف بعدها عند من اعتبرهم بمثابة أساتذته الذين مكّنوه من اكتشاف التاريخ الحقيقي للجزائر، والذي كانت المنظومة الاستعمارية تسعى لطمسه، فرفع تحيته لكل من شارل أندري جوليان وجاك بيرك وشارل روبير أجيرون، وقال: “هؤلاء جعلوني أكتشف نضال الكاهنة وماسينيسا ويوبا”. واعتبر دانيال، في كلمته، أن الجزائر عبارة عن بلد متعدد الثقافات والأعراق، مذكرا بمواقف صديقه كاتب ياسين بخصوص رفض الانتماء للعروبة، من دون الانتماءات الأخرى التي تشكّل النسيج الحضاري الجزائري، موضحا أنه من أنصار الوطنية المنفتحة التي ترفض الانغلاق. وبالمناسبة، نظمت جامعة سعد دحلب زيارة خاصة لجان دانيال، عرّج من خلالها على أماكن طفولته في البليدة التي ولد بها يوم 21 جويلية 1920، لعائلة جزائرية من أصول يهودية.