يخوض اليوم المنتخب الوطني لكرة القدم، مباراة حاسمة، بملعب أرينا دا بيسكادا بكوريتيبا، بداية من الساعة التاسعة ليلا بالتوقيت الجزائري (الخامسة بالتوقيت المحلي) أمام المنتخب الروسي، برسم آخر مباريات المجموعة الثامنة لمونديال البرازيل، وهي المباراة التي يريد "الخضر" الخروج منها بنقطة التعادل على الأقل، لتحقيق التأهل التاريخي للكرة الجزائرية إلى الدور الثاني من هذه المنافسة الكروية العالمية، بعد ثلاث مشاركات لم يتمكن خلالها المنتخب من اجتياز الدور الأول. تتوجه أنظار الشعب الجزائري اليوم إلى ملعب أرينا دا بيسكادا بكوريتيبا، الذي قد يكون فال خير على رفاق القائد مجيد بوقرة، لتحقيق ما عجز عنه السابقون، وهو التأهل إلى الدور الثاني من المونديال، وهو ما يجعل من مواجهة اليوم نهائيا بأتم معنى الكلمة، بين الجزائروروسيا، إذ تتطلع تشكيلة المدرب فابيو كابيلو، هي الأخرى، بعد غياب عن المونديال لمدة 12 سنة، لتحقيق الفوز ولا بديل عنه، لكسب التأشيرة الثانية من المجموعة الثامنة بعد أن انتزع المنتخب البلجيكي الورقة الأولى. علما أن المنتخب الروسي، بعد أن فض الشراكة مع بقية دول الاتحاد السوفياتي، لم يتذوق هو الآخر طعم الدور الثاني. المسؤولية اليوم كبيرة وكبيرة جدا على عاتق التشكيلة الوطنية الممثلة الوحيدة للعرب في هذا المونديال، وهو ما شعر به هذه الساعات اللاعبون الذين يحاولون بكل ما لديهم من قوة، تخفيف الضغط الذي يعيشونه من خلال تكثيف اللقاءات فيما بينهم، غير أن “الأدرينالين” في ارتفاع مستمر، لاسيما وأن شعب برمته ينتظر هذا الإنجاز التاريخي الذي أصبح على مقربة من العناصر الوطنية التي تكفيها التعادل لكتابة تاريخ جديد للكرة الجزائرية. المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش الذي برمج أمس حصة تدريبية واحدة هنا بكوريتيبا، منذ وصول التشكيلة أول أمس إلى فندق بيستانا المتواجد في وسط المدينة، ركز على الجانب النفسي مع محاولة تخفيف الضغط على لاعبيه، بدليل أنه برمج صباح أمس نزهة للاعبيه، ليحتكوا بالأنصار، في محاولة منه لجعل لاعبيه يتذوقون شوق المناصر الجزائري الذي ازداد حلمه بعد الفوز برباعية أمام كوريا الجنوبية في المباراة الفارطة. رفاق عبد المومن جابو يدركون أن لقاء اليوم أمام روسيا ليس كلقاء كوريا الجنوبية، لا من حيث الشكل ولا حتى من المضمون، لكن يدركون في نفس الوقت أنه لا يمكنهم التفريط في هذه الورقة التاريخية في أقل من 90 دقيقة، وهو ما جعلهم يعقدون العزم على “الموت” فوق الميدان، من أجل إسعاد الشعب الجزائري. من جهته، يدرك المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش أن مباراة اليوم، ستكون مباراة “رجال” فوق المستطيل الأخضر، لاغير، وهو الخطاب الذي وجهه للاعبيه سهرة أمس، خلال الاجتماع الذي عقده معهم، بحضور رئيس الفاف محمد روراوة، الذي نقل إليهم رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التحفيزية، رغم أنه يدرك أن اللاعبين ليسوا بحاجة إلى تحفيز، لأنهم سيلعبون مباراة العمر. فالمعنويات، الأجواء وكل الظروف مواتية لرفاق الحارس مبولحي لتحقيق الوثبة التي انتظرناها منذ مباراة ألمانيا بمونديال 1982، وهي المباراة التي بقت في الأذهان لحد الآن، رغم مرور أكثر من 32 سنة على ثنائية ماجر وبلومي في مرمى الحارس الألماني هارالد شوماخير. “الدّب الروسي” جاهز بعناصره الأساسية المهمة بالتأكيد لن تكون سهلة أمام “الدب” الروسي الذي وصل صباح أمس إلى كوريتيبا، قادما من مدينة أيتو، مقر إقامته، بعد إجرائه لحصتين تدريبيتين، منذ مباراة بلجيكا التي انهزم فيها بهدف يتيم، كان كافيا لتوتير العلاقة بين الصحافة الروسية والتقني الإيطالي فابيو كابيلو، الذي بدا واثقا رغم كل الانتقادات من إمكانية تحقيق منتخبه الفوز أمام الجزائر. التقني الإيطالي الذي يعرف الكرة الجزائرية، بعد أن فرض عليه عندما كان مشرفا على العارضة الفنية لمنتخب إنجلترا، أبناء المدرب رابح سعدان في مونديال 2010، بجنوب إفريقيا، التعادل السلبي، شرّح هذه المرة طريقة لعب المنتخب الجزائري، مرات ومرات، وهو ما أكده لنا أحد الصحفيين الروسيين الذي قال ل”الخبر”: “كابيلو سيخوض مباراة اليوم أمام منتخب بلادكم بنية الثأر لنفسه، بعد أن قالت الصحافة الروسية إن المدرب البلجيكي البالغ من العمر 45 سنة، تفوق عليه، رغم تجربته الكبيرة وسنه ال68 “. كابيلو، الذي يساعده في مهامه مواطنه اللاعب المتميز لأسي ميلان الإيطالي كريستيان بانوتشي، لم يكترث لهذه الانتقادات، وصرح قائلا للصحافة العالمية “تشكيلتي تتحسن تدريجيا من مباراة لأخرى، وهي في منحى تصاعدي، وعليه أثق في إمكانات تشكيلتي في مباراة الجزائر”. الثقة لا تعني أن كابليو سينتهج خطة هجومية، بل بالعكس، سينتهج حسب ما تداولته الصحافة الروسية هنا بكوريتيبا، خطة حذرة، لاسيما وأنه سيستفيد من كامل عناصره الأساسية، وهو ما يتيح له خيارات كثيرة لاجتياز العقبة الجزائرية. ومهما قيل عن معطيات هذه المقابلة، إلا أن الأكيد أنها ستبقى راسخة في تاريخ الكرة الجزائرية، إذا ما حقق خلالها المنتخب الوطني نتيجة إيجابية تمكنه من بلوغ الدور الثاني في أكبر تظاهرة كروية عالمية. أنشر على