يحاول المدربان البوسني وحيد حاليلوزيتش والإيطالي فابيو كابيلو، هذه الساعات، تجنيب عناصرهما الضغط الزائد، باعتبار أنهما يدركان جيدا “ثقل” هذه المباراة ووزنها وأهميتها للتشكيلتين الجزائرية والروسية اللتين تبحثان عن تأشيرة واحدة من المجموعة الثامنة المؤهلة للدور الثاني للمونديال البرازيلي. استعمل المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش ونظيره من روسيا فابيو كابيلو، خطابا واحدا للاعبين هذه الساعات، لامتصاص الضغط الزائد لعناصر التشكيلتين، نظرا لأهمية المقابلة، لاسيما بالنسبة للتشكيلة الجزائرية التي توجد أمام فرصة لا تعوض لدخول أو بالأحرى كتابة تاريخ جديد للكرة الجزائرية التي لم تعش ولو ثانية واحدة في كتلة المتأهلين إلى الدور الثاني من المونديال، رغم أن المنتخب الوطني للثمانينات كان على مقربة كبيرة من تحقيق هذا الهدف بعد انتصارين أمام ألمانيا والتشيلي، لكن فضيحة “مباراة العار” بين ألمانيا والنمسا حالت دون أن يواصل آنذاك رفاق رابح ماجر مغامرتهم المونديالية. المدرب الوطني الذي صرح أن لاعبيه بدأوا يتحررون بعد فوزهم العريض أمام كوريا الجنوبية، يتحدث بكل هدوء مع رفاق فيغولي، حيث رفض، حسب مصادر عليمة من داخل المنتخب، مطالبة لاعبيه بالفوز، مكتفيا في كل مرة بتقديم نصائح وتعليمات تقنية للاعبيه، في انتظار ربما خطابه سهرة اليوم للاعبين خلال الاجتماع الذي سيحضره أيضا رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة. حاليلوزيتش الذي بدا متحمسا، بعد الفوز أمام كوريا الجنوبية، لقيادة الكرة الجزائرية إلى دخول تاريخ الكرة العالمية، من خلال قوله: “نحن أمام فرصة لكتابة التاريخ.. وما علينا إلا استغلالها وعدم التفريط فيها”، خفض من حجم التدريبات، اقتناعا منه بأن المباراة ستكون مباراة “رجال” فوق الميدان ومباراة تحد، لأن الهزيمة وحدها التي تبخر الحلم، وبإمكان الجزائر فقط خطف التعادل للمرور إلى الدور الثاني. وإذا كان المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش رفض دخول الحرب الكلامية مع نظيره الروسي، إلا أنه يحاول في كل مرة نقل الضغط إلى الدب الروسي، قائلا: “سنلعب أمام منتخب روسي هو المرشح الثاني في المجموعة الثامنة لكسب تأشيرة التأهل بعد بلجيكا”، مضيفا: “روسيا لها لاعبون ممتازون وسنحاول أمامها الظهور بوجه لائق”. تصريحات حاليلوزيتش لا تعني أن التقني البوسني يحضر لهزيمة أمام روسيا، بل بالعكس فإنه يسعى جاهدا لرفع نسبة التحدي لدى لاعبيه، قصد إعطاء كل ما لديهم من قوة لكسب ورقة التأهل والوقوف الند للند أمام تشكيلة روسية تعادلت في مباراتها الأولى أمام كوريا الجنوبية وانهزمت في لقائها الثاني أمام بلجيكا بعد خطأ في “الكوتشينغ” يتحمله المدرب الإيطالي، الذي أعلن اعتزاله التدريب في مونديال 2018، عندما يصبح عمره يناهز ال 71 سنة. وإدراكا منه بأن العمل النفسي مهم في مثل هذه المقابلات، حتى لا يخرج لاعبيه عن إطار تركيزهم، يحاول التقني الإيطالي كابيلو، رفقة مساعده كريستيانو بانوتشي، استعمال لغة بسيطة للاعبيه، لجعلهم يلعبون مباراة غد بارتياح، بدليل أنه قلل من الهزيمة التي تلقاها أمام بلجيكا بالقول: “كان بإمكاننا الفوز أمام بلجيكا، لكن في الدقائق الأخيرة فقدنا التركيز”، قبل أن يضيف: “نحن هنا في المونديال من أجل التعلم ومعرفة المستوى الحقيقي لهذا الحدث الكروي، حتى نتمكن من التحضير بطريقة جيدة للمونديال الذي سنحتضنه في 2018”. هذا التصريح الذي فهمته الصحافة الروسية وكأن المدرب فابيو كابيلو يحضر الجميع لهزيمة أخرى أمام الجزائر، لا يعني أن المدرب السابق لأسي ميلانو الإيطالي سيهدر هو الآخر فرصة قيادة الروس إلى الدور الثاني من المونديال، بعد غياب عن هذه التظاهرة ل 12 سنة كاملة، بدليل أنه قال: “سوف نوظف كامل أوراقنا في مباراة الجزائر وسنلعب من أجل الفوز لا غير”. كابيلو، هو الآخر، حسب روستوف، صحفي روسي من وكالة الأنباء الروسية “أر سبور”، خفض من حجم التدريبات، وشرّح للاعبيه، عن طريق الفيديو، طريقة لعب المنتخب الجزائري، الذي قال بشأنه إنه يملك مهاجمين سريعين، مؤكدا لهم أن قوة الجزائر تكمن في إرادة لاعبيه الذين يملكون، حسبه، روحا قتالية عالية فوق الميدان، وهو ما شاهده بأعينه في مباراة الجزائر أمام إنجلترا في المونديال الأخير بجنوب إفريقيا، عندما كان يشرف على العارضة الفنية للأسود الثلاثة، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي، رغم أرمادة القاطرة الأمامية للمنتخب الإنجليزي بقيادة واين روني الذي وضعه آنذاك بوڤرة في “الجيب” كما يقال عندنا. أنشر على