في خضم توغله المستمر في العراق، يبدو أن داعش يستغل الأطفال أيضاً للقتال على جبهاته، بحسب ما أفادت صحيفة "إنبندنت" البريطانية، أمس الأربعاء. وأظهرت لقطات لقافلة من المتمردين تمر عبر الموصل، يوم الثلاثاء الماضي، صبيةً صغاراً يحملون ما بدا أنها بنادق، ويجلسون في شاحنات مليئة بالمسلحين. وتشير الصحيفة إلى أن الأسلحة والذخيرة الأمريكية هي ضمن المؤونة العسكرية التي نهبت من مخازن الجيش العراقي، عندما فر الجنود. وتؤكد "هيومن رايتس ووتش" أن المقاتلين في سوريا جندوا الأطفال قناصين بالفعل، إلا أنه لم يتم تأكيد دورهم في العراق بعد. وتلفت الصحيفة إلى أن عدد الأطفال الذين قتلوا في الصراع المتنامي في العراق غير معروف للآن، إلا أن الصور تشير إلى أنه يجري استدراجهم في "حمام الدم" الجاري في العراق، من الجانبين. ونشرت صور، الثلاثاء الماضي، تظهر تنظيم داعش يشجع الأطفال على مشاهدة عمليات الإعدام. وأظهرت صور من بغداد أطفالاً يحملون البنادق، فيما بدا أنه انضمام للمتطوعين الشيعة في قتال داعش. وخلَّف تنظيم داعش وراءه الدمار، في حملة دموية شمال العراق، فيما سيطر على عدة مدن، فضلاً عن مساحات شاسعة من الأراضي، على مدى الأسبوعين المنصرمين. وتنوه الصحيفة إلى أنه تم توثيق الفظائع التي قام بها داعش، بما في ذلك قطع الرؤوس والإعدامات والمجازر، وفرار الآلاف من المدنيين خوفاً على حياتهم. عراق جديد وينال داعش دعم قطاع من العراقيين - الذين لم تطالهم بهجماته - نظراً لشعوره بالغضب والسخط من سوء المعاملة من قِبَل حكومة المالكي . يذكر أن عمليات داعش عززت الخلافات الدينية والإثنية العميقة في العراق، الأمر الذي اعتبره الرئيس الكردي مسعود بارزاني "واقعاً جديداً، وعراقاً جديداً". وحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، القادة الأكراد على الوقوف مع بغداد لمحاربة داعش، إلا أن بارزاني أكد أنه "من الصعب جداً" أن يبقى العراق متماسكاً مع بعضه البعض في ظل هذه الأحداث. وفي هذه الأثناء، يبقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رافضاً لحكومة "إنقاذ وطني" انتقالية، والتي تأمل في تحويل دعم السنة العراقيين بعيداً عن داعش. وشدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، على المالكي بأن يشكل "حكومةً أكثر شموليةً"، أو يخاطر بسقوط بلاده في براثن حرب أهلية طائفية.