أعلن مسعود بارزاني أنه سيعرض على وزير الخارجية الأمريكي خلال اجتماعه به في أربيل اليوم استقلال إقليم كردستان محملاً المالكي مسؤولية ما يحدث في العراق، وداعياً إياه إلى التنحي. وقال بارزاني خلال استقباله كيري في مقر رئاسة الوزراء في أربيل عاصمة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي: "في ظل هذه التغيرات، أصبحنا نواجه واقعاً جديداً وعراقاً جديداً". وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري وصل إلى كردستان العراقية، اليوم الثلاثاء، لحث زعمائها على عدم الانسحاب من العملية السياسية في بغداد، بعد أن سيطرت قوات الأمن الكردية على مدينة كركوك النفطية بشمال العراق. وسيطر مقاتلو قوات البيشمركة الكردية على كركوك في 12 من الشهر الجاري بعد فرار القوات العراقية أمام تقدم مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. لكن كيري الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط لبحث الأزمة في العراق يأمل بأن يقنع القيادة الكردية بالمشاركة في الحكومة الجديدة في بغداد وتولي مناصب رفيعة تتيح لها المشاركة في القرارات المتعلقة بالثروة النفطية. وتعليقاً على الزيارة، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية للصحافيين "إن زيارة وزير الخارجية ستكون مهمة جداً من أجل الاجتماع مع القيادة الكردية وتشجيعها على القيام بدور فعال في عملية تشكيل هذه الحكومة، بما في ذلك اختيار رئيس قوي جداً يمكن أن يمثل كلاً من المصالح الكردية والمصالح العراقية على السواء". وأضاف "إذا قرر الأكراد الانسحاب من العملية السياسية في بغداد فإن ذلك سيعجل كثيراً من التطورات السلبية". ويُذكر أن الأكراد يحلمون منذ فترة طويلة بالسيطرة على كركوك، وهي مدينة غنية باحتياطيات نفط كبيرة ويعتبرها الأكراد عاصمتهم التاريخية. وفي حالة إصرار الأكراد على الاحتفاظ بكركوك ستدر عليهم إيرادات نفطية تتجاوز أي ميزانية قد يحصلون عليها من بغداد، ما يعزز طموحهم بالانفصال وتشكيل دولة مستقلة كلياً. أما الأراضي الجديدة التي سيطر عليها الأكراد فتحوى مكامن نفط ضخمة يعتبرها الأكراد حقاً، ويعولون عليها لرخاء دولتهم في المستقبل. من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أثناء زيارته لبغداد إن المالكي أكد بقوة في المحادثات التزامه بموعد الأول من جويلية لتشكيل حكومة جديدة. وأضاف أنه لا توجد دولة بما في ذلك أمريكا لها الحق في انتقاء زعماء العراق. وقال إن تنظيم "داعش" والمسلحين الذي شنّوا هجوماً واسعاً سيطروا خلاله على مناطق شاسعة شمال بغداد يشكلون "تهديداً وجودياً" على العراق. ووعد جون كيري بأن الولاياتالمتحدة ستوفر الدعم "المكثف" للعراق لمساعدتها على مواجهة هجوم المسلحين، مضيفا أن "الدعم سيكون مكثفاً ومستمراً، وإذا ما اتخذ القادة العراقيون الخطوات الضرورية لتوحيد البلاد فإن هذا الدعم سيكون فعالاً". ومن جانبه أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لوزير الخارجية الأمريكي ، أن الهجوم الكاسح الذي يشنه مسلحون متطرفون يشكل خطراً على "السلم الإقليمي والعالمي"، داعياً "دول العالم، لاسيما دول المنطقة، إلى أخذ ذلك على محمل الجد". وفي تطور آخر، أعلنت الأممالمتحدة أمس، أن أكثر من ألف شخص قتلوا، معظمهم من المدنيين وأصيب عدد مماثل تقريباً في المعارك وأعمال العنف التي بدأت في العراق مع اجتياح مسلحي داعش شمال البلاد، في الخامس من يونيو. ويضم عدد الضحايا من أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وسجناء قتلتهم القوات العراقية أثناء تقهقرها، فضلاً عن ضحايا عمليات قصف وتبادل إطلاق النار.