يرتقب أن يخصص مجمع سوناطراك حوالي 20 مليار دولار في مجال الاستكشاف والتطوير لضمان تجديد الاحتياطي وتدعيم قدرات استغلال عدة حقول استراتيجية غازية بالخصوص، ويأتي هذا المسعى في سياق الجدل القائم بخصوص تراجع مخزون الغاز الجزائري بالخصوص وانخفاض مستوى الصادرات إلى 35 ألف مليار متر مكعب و53 مليار متر مكعب على التوالي. وأفادت مصادر مقربة من قطاع الطاقة ل ”الخبر” أن عدة برامج تطوير ستعتمد وتشمل حقولا غازية وأخرى بترولية، بالإضافة إلى توسيع نطاق الاستكشاف، حيث تظل الجزائر بمعدل 13 بئرا في كل 10 آلاف متر مربع بعيدة عن المستويات الدولية في مجال الاستكشاف. ومن بين الحقول المرشحة للتطوير توات المقدر مخزونه ب68.5 مليار متر مكعب، والذي تنشط فيه غاز فرنسا وسوناطراك والشركة الإسبانية ريونيداس، إضافة إلى حقل حاسي بركين الذي يتوفر على قدرات هامة، فضلا عن أورهود وإليزي. بالموازاة مع ذلك، فإن إدخال تقنيات جديدة يمكن أن تضمن مضاعفة قدرات الاستكشاف، علما أن الجزائر قامت خلال العقود الماضية بحفر حوالي 12 ألف بئر، ونجحت خاصة مع اعتماد قانون 86-14 من تحقيق نسب اكتشاف رفعت من خلالها مستوى الاحتياطات إلى حدود 12.2 مليار برميل من النفط. بالمقابل، تعتمد الجزائر على سياسة خاصة تضمن عدم إرهاق بعض الحقول التي تصنف ”استراتيجية” من بينها ”الميرك” الذي يتم استغلاله بالشراكة بين سوناطراك وأناداركو وميرسك، حيث تشدد الجزائر من خلال مجمع سوناطراك على الإبقاء على مستوى إنتاج معقول في حدود 90 ألف برميل يوميا، بينما يرغب الشركاء الأجانب في مضاعفة الإنتاج إلى مستوى أعلى بكثير، وتندرج السياسة الجزائرية في سياق الرغبة على المحافظة على مستوى احتياطي مقبول وعدم استنزافه، خاصة مع مؤشرات تراجع مخزون أكبر الحقول منها حاسي مسعود وحاسي الرمل، وأيضا حاسي بركين رغم أنه اكتشف حديثا مقارنة بحاسي مسعود المكتشف عام 1958. يضاف إليها الحقول المتوسطة في أورهود وأهنات بتيميمون وغيرها من الحقول التي تشكل مناطق دعم للحقول الجزائرية الكبيرة المتمركزة في حاسي مسعود وحاسي الرمل وحاسي بركين المتاخمة لحاسي مسعود.