اليوم سا: (20.00)، بملعب ماراكانا بريو دي جانيرو: ألمانياالأرجنتين تتوجّه أنظار عشاق الكرة المستديرة، اليوم (سا: 20.00)، إلى ملعب ماراكانا بمدينة ري ودي جانيرو البرازيلية، الذي سيحتضن نهائي الطبعة العشرين للمونديال، بين المنتخبين الأرجنتيني والألماني، في نهائي واعد ينشطه نجوم كبار فوق المستطيل الأخضر، كافحوا بجد من أجل الوصول إلى هذه المحطة النهائية، ولن يرضوا بمغادرة بلد “السامبا”، إلا والتاج العالمي بين أيديهم. ينشط نهائي أكبر تظاهرة كروية عالمية، اليوم، بمعقل الكرة بالبرازيل، لاعبون من الوزن الثقيل، سواء في تشكيلة “المانشافت” أو في تشكيلة “التانغو”، ولن يتسامحوا أبدا فوق الميدان، حيث كشف ميسي وماسكيرانو ودي ماريا وأغوييرو من جانب الأرجنتين ومولر ولام وكروس وكلوزه ونوير من الآلة الألمانية نيتهم في كسب التاج العالمي، بعد مسيرة كفاحية في هذا المونديال الذي عرف مستوى عال، بشهادة التقنيين، وفي مقدمتهم المدرب العالمي المعروف الايطالي فابيو كابيلو الذي قال: “طوال مسيرتي الكروية، لم أعش نهائيات مثل التي عشتها في البرازيل، فأي خطأ له وزنه في هذه المنافسة، وصاحبه يدفع الثمن نقدا”. ووقف البرازيليون بحسرة وبعد فوات الأوان على ما قاله كابيلو، حيث خرجوا من المونديال الذي نظموه وصرفوا عليه قرابة ال11 مليار دولار، بطريقة مذلة، بعد أن أخطئوا التقدير أمام الألمان في الدور نصف النهائي، فكانت النتيجة “سباعية العار” التي ستبقى وصمة عار في جبين تشكيلة سكولاري مدى الحياة. حفظت تشكيلة المدرب الأرجنتيني، أليخاندرو سابيلا، درس البرازيل وأعادت مباراة رفاق دافيد لويز أمام رفاق مولر، مرات ومرات، على أمل تفادي تكرار الأخطاء نفسها أمام آلة “جرمانية” تنتهز ربع الفرصة للتهديف، بالنظر إلى قوة لاعبيها نفسيا وتقنيا وتكتيكيا، وخاصة بدنيا، فتشكيلة يواخيم التي لعبت قرابة ال3700 دقيقة (مجمل دقائق لعب رفاق مولر مع أنديتهم)، لا تعرف التعب ولا الملل، ولا الشفقة ولا الرحمة، فالألمان يلعبون مع منافسيهم دون تمييز، بشعار “نلعب من أجل الفوز وليس من أجل تفادي الهزيمة”، على حد تعبير المدرب لوف الذي أعدّ هو الآخر العدّة لمواجهة الأرجنتين بميسي ودي ماريا وماسكيرانو. نهائي المونديال في طبعته ال20، ستنشطه هذه المرة مدرستان مختلفتان من حيث التكتيك، مع أنهما سبق وأن التقتا مرتين في النهائي، الأول في مونديال المكسيك عام 1986، وعادت فيه الكلمة لرفاق مارادونا بنتيجة (3/2)، والثاني في نهائي مونديال 1990، عندما استرجع الألمان التاج، بفضل ماتيوس الذي أبكى آنذاك مارادونا، ليلتقيا اليوم في نهائي ثالث، سيبحث من خلاله ميسي إضافة النجمة الثالثة إلى قميص منتخب بلاده، بعد كأسي 1978 و1986، في حين سيسعى نظيره الألماني كلوزه لإضافة النجمة الرابعة إلى قميص “المانشافت” بعد سنوات 1954 و1974 و1990. كوكبة من النجوم لن ترضى إلا بالكأس وبالرغم من التحضيرات الجيدة لكل من الأرجنتينيين والألمان لهذا الموعد الحاسم، مع استفادة المنتخبين من كل لاعبيهما، بمن فيهم المصابين من أمثال دي ماريا الذي سيكون بمثابة ورقة رابحة للمدرب سابيلا، إلا أن التكهن بنتيجة المقابلة عجز عنه أكبر العارفين بخبايا الجلد المنفوخ، ليس لرغبة كل منتخب في معانقة اللقب فحسب، وإنما لطريقة لعب المنتخبين وقدرتهما وفقا لما يملكانه من لاعبين بإمكانهم قلب موازين أي مباراة مهما كان المنافس، كما هو الحال بالنسبة ل”البرغوث” ميسي الذي تذوق كل الألقاب الفردية والجماعية، ولا ينقص خزانته إلا الكأس العالمية لمضاهاة الأسطورة دييغو أرموندو مارادونا الذي قاد بلاده في مونديال المكسيك إلى التتويج بالتاج العالمي. ويدرك ميسي ورفاقه أن المهمة لن تكون سهلة أمام منتخب ألماني، أذل رفاق أحسن لاعب في العالم كريستيانو رونالدو برباعية كاملة في دور المجموعات، وألحق العار بتشكيلة “السيليساو” في عقر دارها وأمام جماهيرها، بسباعية تاريخية، وهو في منحى تصاعدي مرعب، يصعب لأي دفاع إيقاف الرصاصات القاتلة لكلوزه ومولر وكروس وحتى شورلي. الأرجنتين ليست البرازيل من جهتهم، الألمان وبعد النتيجة التاريخية أمام البرازيل، وضعوا أقدامهم فوق الأرض ونسوا حتى مباراة الدور نصف النهائي، معترفين أيضا، كما قال مولر، إن “الأرجنتين ليست البرازيل، وكل مباراة تختلف عن الأخرى”، وهو ما يترجم تحضيراتهم الجدية لهذا الموعد، غير مبالين بما يقال هنا وهناك في الصحافة “فتركيزنا منصب حاليا على النهائي لا غير ولا يهمني ما يقال في الصحافة، حتى أنني لم أقرأ الصحافة منذ مجيئي إلى البرازيل”، يوضح مهندس الماكينة الألمانية يواخيم لوف، مازحا أمام الصحفيين. الأكيد أن المباراة التي سيديرها الحكم الايطالي نيكولا ريزولي، ستكون عرسا كرويا بأتم معنى الكلمة، عرسا كان يحلم به البرازيليون، إلا أن القدر أراد غير ذلك، ليبقى ال200 مليون برازيلي وبرازيلية في منازلهم يتابعون المونديال عبر الشاشة، حلمهم الضائع الذي سيتحوّل دون شك إلى حقيقة، لكن لمن: للمانشافت أو التانغو؟ هذا ما سنتعرف عليه بعد نهاية المباراة التي ستلعب بشبابيك مغلقة، حيث حجز أكثر من 75 ألف مناصر مقاعدهم في هذا النهائي الذي سيحضره 11 رئيس دولة، وشخصيات رياضية وفنية وتاريخية من كل أرجاء العالم.