يحتفظ صانع الألعاب الأبرز في تاريخ منتخب الجزائر إبان الاستعمار وحتى بعده، رشيد مخلوفي، بشرف كونه أول من حمل الرقم 10 ل”الخضر”، رغم أن تألقه مع ناديه بمشواره الاحترافي الأول “سانت إيتيان” أبرز مطامع ناخب فرنسا آنذاك بول نيكولا لاستدعائه والمشاركة بمونديال السويد العام 1958. غير أن نشاط أعضاء جبهة التحرير الوطني خطفه يوما قبل السفر نحو جنة أوروبا، وانضم مخلوفي رسميا لمنتخب جبهة التحرير الوطني، كما سمي وقتها، حيث يعد من ألمع اللاعبين بريقا في تاريخ كرة القدم الجزائرية. بداية المشوار لصاحب الرقم 10 كانت بمسقط رأسه، وتحديدا مع اتحاد سطيف، في خمسينيات القرن الماضي، مظهرا إمكانات ومواهب خارقة، ما جعل احترافه بنادي “سانت إيتيان” أحد أعمدة الكرة الفرنسية سهلا ومتوقعا، واعتبر أحد أبرز الهدافين وصانعي الألعاب في القارة العجوز كما وصفته صحافة فرنسا في ذلك الوقت، ومازال رشيد مخلوفي يحتفظ بالرقم القياسي في عدد الأهداف مع نادي سانت إيتيان برصيد 111 هدفا في كل المنافسات. ليلة واحدة قبل أن يضبط المدرب الفرنسي القائمة المسافرة لخوض مونديال 1958 بالسويد، وتحديدا يوم 8 أفريل، اتصلت جبهة التحرير الوطني بمجموعة من اللاعبين الجزائريين الناشطين في البطولة الفرنسية، للالتحاق بمنتخب الجزائر، ولعب مباريات ودورات ودية عبر العالم هدفها التعريف بالقضية الجزائرية عبر المحافل الدولية، رياضيا، ومن أبرزهم مدافع نادي موناكو مصطفى زيتوني والشاب الموهوب رشيد مخلوفي، اللذان اعتبرا وقتها من دعائم منتخب فرنسا، ولبى اللاعبون التسعة نداء واجب الوطن في سرية تامة، حيث توجهوا مباشرة إلى تونس الشقيقة، وتم الإعلان عن إنشاء فريق جبهة التحرير الوطني يوم 15 أفريل 1958، ليمثل الجزائر ويروج لقضيتها. توجه رشيد مخلوفي بعد استقلال الجزائر العام 1962 إلى سويسرا، لينضم لنادي سيرفيت جنيف ويتوّج معه ببطولة البلاد في ذات السنة، ورغم تخوفه من رد فعل الجماهير الفرنسية، إلا أن تألقه استوجب عودته إلى نادي سانت إيتيان، وكانت النتائج باهرة والعودة جد موفقة مع ناديه السابق، من خلال تحقيق ثلاث بطولات وكأس واحدة، طيلة الستة مواسم التي قضاها هناك، وفي العام1970 أنهى مشواره الكروي مع نادي باستيا الفرنسي الذي لعب معه موسمين كمدرب ولاعب في آن واحد. عاد رشيد مخلوفي إلى الجزائر ليفيد الكرة الجزائرية بخبرته الطويلة، حيث توّج مع منتخب الجزائر بميداليتين ذهبيتين، واحدة العام1975 في ألعاب البحر المتوسط بالجزائر العاصمة، وأخرى كمدرب العام1978 في الألعاب الإفريقية بالجزائر العاصمة، أيضا وكان درب رفقة محي الدين خالف منتخب “الأفناك” الذي شارك في كأس العالم1982 بإسبانيا.