شهدت مختلف أقسام مستشفيات العاصمة، منذ حلول شهر الصيام، توافدا كبيرا للمواطنين بسبب مضاعفات صحية تعرضوا لها ساعات قبل الإفطار أو بعده، تتصدرها استعجالات القلب والأمراض الصدرية التي غصت بالمرضى خلال موجة الحر الأخيرة، حيث يعرف مستشفى مصطفى باشا وحده توافد أكثر من 500 مريض يوميا، باعتباره أكبر مستشفى للعاصمة والوجهة الرئيسية لسكان ولايات وسط البلاد. وقفنا خلال جولتنا، سهرة السبت إلى الأحد، عبر بعض مصالح استعجالات مستشفيات الجزائر العاصمة على حالات كثيرة لمواطنين من مختلف الأعمار، أصيبوا بعد الإفطار بمضاعفات صحية تطلبت نقلهم إلى المستشفى، غالبتهم متقدمون في السن أصروا على الصيام رغم معاناتهم من أمراض مزمنة، على رأسها السكري والقلب، وهي الحالات التي أكد الدكتور قادري بدر الدين، اختصاصي أمراض السكري، أنهم يقفون عليها كل سنة أثناء شهر رمضان، مشيرا إلى أنه رغم نصائح المختصين بعدم الصوم، يتعمد بعضهم مخالفة رأي الطبيب، ليتفاجأوا بانخفاض مفاجئ في معدل السكر في الدم، مما قد يدخلهم في غيبوبة، مثلما حدث لعجوز في السبعين من العمر رافقها أبناؤها وهي فاقدة للوعي تطلب الإسراع في إسعافها بمجرد وصولها مصلحة استعجالات مستشفى مصطفى باشا. من جهتها، تشهد استعجالات الأمراض الصدرية وأمراض المعدة لكل من مستشفى مصطفى باشا و”بارني” توافد حالات كثيرة للمواطنين، بين من أصيب باختناق على مستوى الصدر، وخاصة الأشخاص الذين يعانون مضاعفات مرض الربو، بسبب ارتفاع حرارة الطقس، خلال اليومين الأخيرين، ومنهم من اشتكوا من مضاعفات قرحة المعدة، إلى جانب التهابات المعدة وحالات أزمات البواسير، التي يتسبب فيها تناول الأطعمة الحارة، وكذا حالات الأمعاء المتهيجة، أو ما يطلق عليها بأزمات القولون. ومن بين هؤلاء، شاب اصطحبه أخوه الذي استأذن من كانوا في قاعة الانتظار لدخول قاعة الفحص بسبب الحالة المزرية التي كان عليها مريضه الذي كان يتلوى من الأوجاع، وهي الحالات التي يقول أحد اختصاصيي أمراض الجهاز الهضمي إن المتسبب الرئيسي فيها هي المشروبات الغازية التي يقبل المواطنون على استهلاكها بكثرة خلال شهر رمضان. وعن الحالات التي تستقبلها يوميا مصلحة استعجالات مستشفى مصطفى باشا الجامعي، أكد لنا البروفيسور ڤرينيك محمد رئيس المصلحة ذاتها، أنهم يستقبلون يوميا أكثر من 500 حالة استعجالية، يمثل أصحاب الأمراض المزمنة نسبة كبيرة منها، مضيفا أن مصلحته تعاني ضغطا كبيرا، خاصة وأن كل الحالات الاستعجالية تقصد المصلحة في وقت واحد، علما بأن ذلك يتزامن مع نقص في المستخدمين والأطباء بسبب تواجد عدد منهم في فترة الإجازة السنوية.