حضرت إفريقيا في السهرة ما قبل الأخيرة من مهرجان تيمڤاد الدولي في طبعته ال 36 وشكّلت وصلات الفرق الإفريقية تمازجا جميلا مع الأغاني الجزائرية بشتى طبوعها، حيث تزاوجت فيها مختلف الأصوات المتميزة من الراب إلى الشاوي وحتى الشعبي، ورسمت لوحة غنائية جميلة، تجاوب معها جمهور ثاموقادي على اختلاف مشاربه. انطلقت السهرة من عمق إفريقيا وفرقة “بادو مزباند” القادمة من إثيوبيا بباقة من أغانيها المعروفة على إيقاعات إفريقية بلمسة حديثة تجاوب معها الشباب بالرقص، لتترك بعدها الركح لنجم الراب “ميستريو” الذي كان في قمة السعادة وهو يلاقي الجمهور الجزائري من جديد. وأطلّ الفنان “مستريو” على محبيه من ثاموڤادي بباقة من أغانيه المعروفة، على غرار “علاش قولي علاش” و”ارواح تشوف” التي تصوّر الواقع الحي لشباب يعاني يوميا من أزمة البطالة والفقر والتهميش. لم يفوّت الفنان “مستريو” الفرصة ودعا الجميع للوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء غزة. وتتواصل السهرة مع كريم القانق على النسق نفسه وسط تجاوب كبير من الحضور، فخطف الأضواء واستقبله الجمهور مرددا معه وهاتفا بحماس لغزة الجريحة. وانتقلت السهرة من الأغاني الشبابية إلى الكلمة التي تنبع من القلب وإلى القلب، ومن زخم التراث الجزائري عامة والوهراني خاصة، أطلّ عبد القادر الخالدي، مقدما باقة من أحسن ما غناه طيلة مسيرته الحافلة بالعطاء فكانت أغنية ‘'ظالمة ولا مظلومة''، التي أهداها لشهداء غزة، وتغنى بالأم في ‘'لميمة''، ثم ‘أرفدها''، و”جيت نزور” وغيرها من الأغاني الهادفة والتي أطرب من خلالها الجمهور الحاضر، ليبصم علان نورالدين حضور الطابع الشعبي في فعاليات مهرجان تيمڤاد الدولي في طبعته ال 36 ويوقّع مشاركته الأولى مع باقي النجوم. والذين أمتعهم بباقة من أغانيه، على غرار “نهدي لك روحي ومالي”، أهداها خصيصا لفلسطين وغنى كذلك “أيامنا”، “وين العهد والبال” ورائعة أغنية “ياما” التي تجاوب معها الجمهور خاصة لموسيقاها وإيقاعاتها الخفيفة. وكما تعوّد الجمهور مسك الختام بالنغمة الشاوية مع سليم الشاوي الذي أدى باقة من أغانيه المعروفة على غرار ‘'زوالي وفحل''، و''هذاك ماعندي''، و''خوذ راي اللي يبكيك''، وغيرها من الأغاني التي لقيت تجاوبا كبيرا وتفاعلا من طرف الجمهور الحاضر، مما أعطى الحفل طابعا خاصا في سهرة مزجت بين الطبوع المختلفة التي اشتركت في هدف واحد وهو الغناء لغزة الجريحة التي ألهمت الكثير من الفنانين للغناء لها، والرفع من غبن ما يعانيه سكانها في لفتة هي أبسط الإيمان لمن تبقى الكلمة هي سلاحه.