اضطرت سلطات ولاية الطارف للعودة ثانية الى غلق أسواق الماشية ومنع تجميع وتنقل رؤس الماشية لتفادي تنقل عدوى الحمى القلاعية من الولايات الداخلية وخطره من حدودها مع الجارة تونس، رغم سلامة وعافية قطعان الماشية بجميع بلديات ولاية الطارف. عادت السلطات وبموجب قرار ولائي الى غلق أسواق الماشية للمرة الثانية ومنع تجميع وتنقل القطعان داخل الولاية وباتجاه خارجها، حيث سمحت فقط بنقل الرؤوس الموجهة للمذابح المحلية مع شهادات الوقاية البيطرية. كما أبقت المفتشية البيطرية لمصالح مديرية الفلاحة بالولاية مخططها الوقائي في حالة تفعيل متواصل ودون انقطاع، خاصة ما تعلق بغلق المنافذ الحدودية في وجه حركة تنقلات الماشية أو احتكاكها مع القطعان التونسية في المراعي الجبلية الحدودية المعزولة المفتوحة، عززتها بحملة تحسيسية مست فئة المربين والموالين وجلابة أسواق الماشية وسكان المشاتي في الحزام الحدودي. وكانت ذات المصالح قد جندت وسخرت كل إمكانياتها المادية والبشرية والأطباء البياطرة عموميين وخواص في حملة وقائية ولقحت طيلة شهري ماي وجوان ألف رأس من البقر و180 ألف رأس من الغم و45 ألف رأس من الماعز، وفرضت إجراءات وقائية صارمة على معبري الحدود العيون وأم الطبول مع المداومة اليومية على مدار 24 ساعة للفرق البيطرية بما فيها أيام العطل وأيام الراحة الأسبوعية، ولمدة تجاوزت 45 يوما أغلقت أسواق الماشية في وجه الحركة التجارية من 6 ماي إلى 20 جوان الماضيين. وشملت التغطية البيطرية إجراء 500 اقتطاع عينة من المواشي المشكوك فيها، وبعد معالجتها المخبرية بالمخبر البيطري الجهوي بالكوس في الطارف، أظهرت كل نتائجها عدم تسجيل أي حالة مرضية وسط قطعان الماشية. وتزامنت حالة الاستنفار مع تنظيم ملتقيين وطنيين الأول خصص للحمى المالطية والثاني للحمى القلاعية شارك فيهما جامعيون وبياطرة وفلاحون ومربون من 12 ولاية شرقية. وكانت عمليات سرقة وتهريب الماشية عبر الحدود من أخطر عوامل تنقل المرض وانتشاره، وهو ما فرض تعزيز المراقبة الأمنية على الحدود والمتابعة اليومية للفرق البيطرية على قطعان ذات المنطقة وفي اتصال “الخبر” أشار أول أمس الجمعة مدير المصالح بأن نفس الإجراءات الوقائية الصارمة تبقى سارية المفعول مع التغطية البيطرية لكافة أقاليم وبلديات الولاية، خاصة وأن الخطر مازال قائما في الضفة التونسية على الشريط الحدودي، يضاف إليه خطر الولايات الداخلية بعدما ضرب المرض بعض الولايات منها سطيف على وجه الخصوص، بما يجعل المراقبة البيطرية يومية وخاصة بأسواق الماشية وحركة تنقلاتها.