جدول رحلات مزدحم في ظل عجزها عن الوفاء بالتزامات الشركة.. ستجد الشركة الوطنية للخطوط الجوية نفسها في ورطة تجاه التزاماتها بنقل المسافرين من وإلى الجزائر بداية مع الدخول الاجتماعي المقبل الذي سيشهد لا محالة حركة اكتظاظ واسعة في حركة النقل الجوي كونه سيتزامن مع عودة المغتربين إلى أراضي المهجر، إضافة إلى نقل الحجاج إلى البقاع المقدسة، وهي التزامات يشكك البعض في قدرة "اير الجيري " على تلبيتها في ظل ورود تقارير تكشف تقلص أسطولها الجوي بعد إلغاء عقود استئجار كل الطائرات القادمة من شركة سويفت إير الإسبانية. ويبدو جليا أن الخطوط الجوية الجزائرية بدأت في الترنح إزاء وفائها بالتزاماتها في ضمان رحلاتها منذ بداية الشهر الجاري، حيث قضى المسافرون على متن هذه المؤسسة العمومية أسبوعا أسود نتيجة تأخيرات بالجملة وإلغاء رحلات وتغيير وجهات أخرى في آخر لحظة مثلما كان عليه الحال مع المسافرين في رحلة الجزائر - عنابة أمس الأول، حيث تم إلغاء رحلتهم التي أجلت أربع مرات مما أثار سخط واحتجاج المسافرين داخل مطار هواري بومدين وهي الأجواء تقريبا التي عاشها 160 مسافرا في مطار مدينة ليل الفرنسية أول أمس بعد أن احتجزوا في مكانهم مدة 13 ساعة كاملة بفعل تأخر رحلتهم إلى العاصمة في نفس اليوم الذي تأخرت فيه طائرة "اير الجيري" القادمة من سطيف عن ميعاد وصولها إلى مطار أورلي في باريس 8 ساعات كاملة, متاعب المسافرين على متن الخطوط الجوية الجزائرية في ذلك اليوم لم تتوقف هنا فقد علق 130 راكبا على متن رحلة طيران الجزائر من ليون إلى تلمسان لمدة 12 ساعة بعد أن وصلت الطائرة منتصف الليل عوض الساعة الواحدة بعد الظهر، كما تم تسجيل عدد من الحالات المشابهة منذ بداية الأسبوع الماضي. كل هذه الحالات فتحت بابا من النار بين الشركة المذكورة وزبائنها، وقد أشار مصدر "البلاد" إلى اعتزام مجموعة من المسافرين معظمهم من المغتربين رفع دعوى قضائية جماعية ضد الخطوط الجوية الجزائرية لفرض تعويضات عن تذاكر الرحلات المؤجلة "القانون الدولي للطيران المدني يجبر كل مؤسسة ضامنة لرحلات تعويض تذاكر السفر بشكل كلي عن كل تأخر يدوم أربع ساعات"، ويضيف نفس المصدر "أكثر من مائة مسافر قرروا مقاضاة الشركة وكلفوا بالفعل مجموعة من المحامين من باريس". وقد حاولت "البلاد" الاتصال بخلية الإعلام التابعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية للاستفسار عن الأمر، إلا أن الهاتف ظل يرن دون إجابة.