شهدت الأزمة الليبية تصعيداً خطيراً خلال الساعات الماضية، حيث تعرض مطار العاصمة طرابلس لقصف كثيف بالصواريخ، في الوقت الذي يواصل فيه مئات الآلاف من الأجانب الفرار من الدولة العربية التي تشهد اضطرابات واسعة. وذكرت قناة "ليبيا الوطنية" أن عدة أحياء سكنية بمدينة طرابلس تعرضت لتساقط قذائف صاروخية، أسفرت عن حدوث أضرار جسيمة بعدد من المنازل والسيارات، دون أن تورد الفضائية الرسمية أي معلومات حول سقوط ضحايا خلال القصف المتبادل بين الأطراف المتقاتلة. وفي أعقاب طلب مجلس النواب الليبي تدخل المجتمع الدولي لحماية المدنيين، نتيجة الاقتتال الدائر في مختلف المدن الليبية، قامت العديد من الدول بإجلاء رعاياها، مما تسبب في حركة نزوح كبيرة إلى الدول المجاورة، خاصةً في كل من تونسوالجزائر ومصر، إضافة إلى مالطا. كما تسبب فرار آلاف الأجانب من العاملين في القطاع الطبي، خاصةً من الجالية الفلبينية، في أزمة حادة داخل العديد من المستشفيات، تتمثل في نقص شديد بعدد الأطباء وأطقم التمريض، بحسب المتحدث الرسمي باسم جمعية "الهلال الأحمر الليبي"، محمد المصراتي. ونقلت وكالة الأنباء الليبية "وال" عن المصراتي قوله إن عدد أفراد الجالية الفلبينية العاملين في القطاع الطبي بالمنطقة الشرقية يبلغ نحو 2100 شخصاً، يعملون كأطباء وأطقم طبية مساعدة، وأكد أن "مغادرتهم للبلاد ستكون انتكاسة كبيرة للرعاية الصحية في ليبيا." وأشارت "وال" إلى أن أكثر من ألف عامل من الفلبينيين والهنود تم إجلاؤهم الجمعة، على متن عدد من السفن توجهت إلى مالطا، التي استقبلت في وقت سابق من الأسبوع، سفينة تقل مئات العاملين بشركة "هيونداي" الكورية الجنوبية، إضافة إلى عشرات من جنسيات أخري. كما قامت الحكومة الفيتنامية بإجلاء ما يزيد على 1200 شخص من رعاياها العاملين في ليبيا، والبالغ عددهم نحو 1550 عاملاً، وذكرت الخارجية الفيتنامية، في بيان نقلته الوكالة الليبية، أن 294 فيتنامياً فروا إلى "دول مجاورة"، من بينها مصر، ينتظرون العودة لبلدهم. وأعلنت باكستان عن قيامها بإجلاء 500 من رعاياها العالقين في المدن الليبية، نتيجة تدهور الأوضاع هناك، على متن رحلة جوية خاصة، أمر بتسييرها رئيس الوزراء نواز شريف، وقالت إن هؤلاء هم دفعة أولى من إجمالي 2500 باكستانياً تقطعت بهم السبل في ليبيا. أما بالنسبة للمصريين العالقين وسط مناطق الاقتتال في ليبيا، فقد نقلت وسائل إعلام رسمية في القاهرة أن السلطات الجزائرية أمرت بفتح الحدود البرية مع جنوب ليبيا "بصفة استثنائية"، لعبور الرعايا المصريين إلى داخل الجزائر، حتى يتم إجلاؤهم إلى القاهرة. وذكرت قناة "النيل" أن الخطوة الجزائرية جاءت استجابة لطلب من "القيادة المصرية"، بعد تعرض عدد من المصريين لإطلاق نار من قبل مسلحين ليبيين عند معبر "رأس جدير" مع تونس، مشيرةً إلى أن الجزائر أغلقت حدودها مع ليبيا منذ مايو/ ايار الماضي. ولفتت الفضائية الرسمية إلى أن ما لا يقل عن 1251 مصرياً دخلوا الجزائر عبر بوابة "الدبداب"، خلال اليوم الأول لفتح المعبر الحدودي، ومن المتوقع إجلاؤهم على متن رحلات "مصر للطيران"، من مطاري "عين أميناس" أو "حاسي مسعود" بالجزائر. في الوقت نفسه، قال السفير المصري لدى تونس، أيمن مشرفة، إن السلطات التونسية وافقت على التصريح بتواجد طائرات مصرية في أحد مطاراتها العسكرية، للمساعدة في نقل آلاف المصريين الفارين من العنف في ليبيا، والعالقين على الحدود بين البلدين.