أطفأ المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية شمعته السادسة، وسط حضور جماهيري غفير تباين بين المواطنين العاديين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، الذين حرصوا على متابعة العروض الموسيقية السيمفونية التي قدمها عشرات العازفين من 20 دولة، طيلة أسبوع كامل بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي. “إنه جمهور من ذهب”، كما قال محافظ المهرجان، عبد القادر بوعزارة، في كلمة الختام، حيث نجحت التظاهرة الموسيقية السيمفونية أن تكسر القاعدة العامة التي تعرفها معظم التظاهرات الفنية في الجزائر والتي تشتكي من عزوف الجمهور. وقد كان الحدث طيلة الأسبوع الأخير بالمسرح الوطني استثنائيا، واصطفت الجماهير أمام المسرح الوطني، محي الدين بشطارزي، للحصول على تذاكر الدخول للاستمتاع بغذاء الروح والفكر والعقل بأداء نخبة من ألمع العازفين الأوروبيين، على غرار الملكية لغرفة “فالونيا” البلجيكية المتكونة من 7 أعضاء، والأوركسترا السيمفونية لسانت بيترسبورغ من روسيا، والأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية، والثنائي “شميدت ميشال” من سويسرا، ومجموعة “كلانق إزنس” من ألمانيا، وأوركسترا غرفة مكتبة الإسكندرية من مصر، والمجموعة الإيطالية، وأوركسترا “كونسرفاتوار ليون” الفرنسية، والأوركسترا السيمفونية التونسية، والرباعي “ياكوهاما سيمفونييتا” من اليابان، والثلاثي “كارناس” من بولونيا، الذين عزفوا روائع بيتهوفن وموزار وتشايكوفسكي، وغيرها من المقاطع الذي صدحت عاليا وسط احترام منقطع النظير للجمهور على مستوى جميع مدرجات المسرح الوطني. وقاد سهرة الختام المايسترو الجزائري أمين قويدر، رفقة المايسترو وقائد الأوركسترا السويدي “ماتز رونلدي”، حيث قدّم في السهرة أربعة مقاطع موسيقية عالمية، قبل أن تستقر عند مقطوعة “كابرسيو أطاليان” للموسيقي الروسي تشايكوفسكي، التي أعلنت نجاح الطبعة السادسة للمهرجان الذي انطلق كالحلم سنة 2009 ليسعى كي يكون مخصصا لتبادل وإفشاء ثقافة السلام بين الشعوب. وقد تم، بالمناسبة، تكريم العديد من الوجوه الموسيقية الجزائرية خلال الحفل، حيث حرص المهرجان على مشاركة المبدعين بالورد في لقاء الموسيقى والجمهور الغفير.