قدم أمس المخرج الفرنسي دافيد افمان فيلمه الأخير ”بعيدا عن الرجال”، وذلك في إطار الأيام السينمائية للجزائر العاصمة التي انطلقت ليلة أول أمس، بحضور مخرج الفيلم وبطله الممثل الفرنكو جزائري رضا كاتب. حظي جمهور قاعة الموقار بفرصة هامة لمتابعة فيلم ”بعيدا عن الرجال” الذي قرر مخرجه الفرنسي دافيد افمان تقديمه في الجزائر قبل عرضه في فرنسا يوم 14 جانفي القادم، ويصور الفيلم الذي تدور أحداثه بإحدى القرى الجزائرية خلال السنوات الأولى لاندلاع ثورة التحرير الكبرى، رحلة مزارع جزائري اسمه محمد مع الخوف، جسد دوره الممثل رضا كاتب، بعد أن تم اتهامه بقتل ابن عمه، ليقرر الفرار وسط مطاردة القرويين له، فيجد في طريقه فرنسيا، جسد دوره الممثل الأمريكي فيغو مورتنسن، ويقرر مساعدته في النجاة. شكلت رحلة الفيلم المقتبس من القصة القصيرة ”المضيف” للكاتب ألبير كامو طيلة 110 دقيقة، فرصة كبيرة للتوغل في نفسية الفرد الجزائري: طفلا، شابا، وحتى عضوا في صفوف جيش التحرير الوطني في تلك الفترة، كما تلاقت مع عدة محطات في رحلة الاستعمار الفرنسي للجزائر نادرا ما تتناولها السينما الجزائرية، حيث سادت الفيلم أجواء إنسانية انتهت بتوقيع مشهد حزن الأجيال القادمة على رحيل المستوطن الفرنسي الذي اعتبر أرض الجزائر بلاده الأولى وشعب الجزائر شعبه. وقال المخرج الفرنسي دافيد أفمان من جهته عقب عرض الفيلم، إن أجمل شيء في قصة الفيلم هو أنها كتبت من طرف ألبير كامو خلال الثورة الجزائرية، ما يجعلها قصّة عالمية، في وقت كان العالم يعيش حالة فوضى مع نهاية الحرب العالمية الثانية. هكذا قررت الطبعة الخامسة للأيام السينمائية للجزائر العاصمة التي تنظمها جمعية ”لنا الشاشات”، أن تنطلق مع فيلم يرى التاريخ من زاوية ثانية عالمية نادرا ما يتم الحديث عنها في سرد تاريخ الجزائر، فلا معارك ولا أسلحة ثقيلة حررت الجزائر، يقول الفيلم، وإنما إرادة العاطفة التي تحدت جرائم المستعمر ضد الإنسانية، وتستمر رحلة الأيام السينمائية للجزائر العاصمة على مدار 4 أيام بقاعة الموڤار، بمشاركة 11 دولة وعرض 30 عملا، تتنوع بين أفلام طويلة وقصيرة ووثائقية، يميزها العرض الأول لفيلمين مهمين هما ”بومدين” و ”دحمان”.