اتهمت موسكو السبت الولاياتالمتحدةوكندا بتأجيج النزاع في اوكرانيا مع فرض عقوبات جديدة على المصالح الروسية في وقت تسعى فيه كييف والانفصاليون الموالون لروسيا بعناء الى معاودة اطلاق محادثات السلام. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ان العقوبات تهدف الى زعزعة العملية السياسية في اوكرانيا"، معتبرة ان واشنطن واوتاوا تدعمان بذلك "حزب الحرب في كييف". والمحادثات بين كييف والانفصاليين المفترض ان تجري في مينسك بمشاركة روسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا ارجئت مرات عدة بالرغم من الضغط الغربي على كييف وموسكو للتقدم في تسوية نزاع خلف اكثر من 4700 قتيل منذ منتصف نيسان/ابريل الماضي. واكد الرئيس بترو بوروشنكو هذا الاسبوع ان لقاء مينسك سيعقد الاحد ودعا الى انعقاد مجلس الامن القومي السبت في الساعة 14,00 بتوقيت غرينتش لكن هذا الموضوع غير مدرج على ما يبدو على جدول الاعمال. وصرح المتحدث العسكري الاوكراني فولوديمير بوليوفي ان المجلس سيتمحور حول "امداد الجيش الاوكراني" في منطقة النزاع. وتابع في مؤتمر صحافي "ان موعد (اجتماع مينسك) لم يحدد" بعد. وعبر احد القادة الانفصاليين دنيس بوشيلين من جهته عن تأييده لموعد الاحد. ونقل عنه موقع الكتروني انفصالي "ان موعد 21 كانون الاول/ديسمبر يناسبنا تماما". والعقبة الرئيسية تتمثل في طلب الانفصاليين بان تستأنف كييف تمويل المناطق المتمردة الذي اوقفته منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر. وتطالب كييف في المقابل بالغاء نتائج التصويت الانفصالي في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الذي نسف برأيها اتفاقات السلام المبرمة في الخامس من ايلول/سبتمبر في مينسك. واعتبر وزير الخارجية الالماني فرنك فالتر شتانماير الذي زار كييف الجمعة انه يتوجب القيام بكل المساعي لاستئناف محادثات مينسك ان امكن الاحد. وقد فرضت عقوبات اميركية وكندية جديدة الجمعة على روسيا التي تواجه اصلا عقوبات غربية كبيرة تضعف وضعها وتتسبب بتفاقم ازمتها المالية منذ ضمها لشبه جزيرة القرم الاوكرانية. وعلق المتحدث باسم الخارجية الاوكرانية يفغيني بيريبينيس على ذلك بقوله في تصريح لوكالة فرانس برس السبت "نرحب بهذه العقوبات. ان ذلك يؤكد دعم اوكرانيا من جانب هاتين الدولتين". وقد حظرت الولاياتالمتحدة كل المبادلات التجارية باتجاه القرم والاتية منها كما اوضح الرئيس الاميركي باراك اوباما غداة فرض عقوبات مماثلة من قبل الاتحاد الاوروبي. ودعا الرئيس الاميركي روسيا الى "وقف احتلالها للقرم" وكذلك وقف "دعمها للانفصاليين في شرق اوكرانيا". وتتهم كييف والغرب روسيا بتسليح المتمردين الموالين لموسكو في شرق اوكرانيا ونشر قوات في هذه المنطقة، لكن موسكو تنفي اي تورط مباشر في النزاع. واعلن الرئيس فلاديمير بوتين الخميس ان الجنود الروس الموجودين في اوكرانيا "يتصرفون بواعز من ضميرهم". وبعد ان نفى في البداية احتلال القوات الروسية للقرم قبل ضمها، شكر بوتين الجمعة "قيادة وزارة الدفاع والقوات على شجاعتهما ومهنيتهما اثناء الاحداث في القرم" . واعلنت كندا من ناحيتها الجمعة فرض قيود على التصدير الى روسيا للتكنولوجيات المرتبطة باكتشاف واستخراج النفط في القطب الشمالي وفي المياه العميقة وكذلك النفط الصخري. كما منعت ايضا دخول نحو عشرين مسؤولا سياسيا روسيا وانفصاليا اوكرانيا الى اراضيها. واعتبر رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر "ان نظام بوتين انتهك بشكل دائم وحدة اراضي اوكرانيا وسيادتها واستقلالها" مؤكدا ان كندا "لن تقبل باحتلال القرم غير المشروع". واستقبلت القرم من جهتها السبت وزير البيئة في زيمبابوي سافيور كاسوكويري اول مسؤول اجنبي يزور شبه الجزيرة بعد ضمها كما ذكرت وكالة الانباء الروسية العامة ريا نوفوستي. وفي اشارة الى العقوبات الغربية المفروضة على زيمبابوي منذ اكثر من 14 عاما، اكد كاسوكويري ان ذلك ليس من شأنه سوى ترسيخ وحدة الشعب بحسب المصدر نفسه.