بات المغرب في وضع الثور الجريح بعد اشتعال فتيل أزمة حقيقية مع مصر، إثر وصف التلفزيون المغربي الرسمي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب”الانقلابي”، وانتقاد الحياة السياسية في مصر بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، الذي وصفه ب”الرئيس المنتخب”، في تحول لافت لتعاطي الوضع العام في مصر، فتارة يتذرع المغرب بالتقارب الجزائري المصري، وتارة أخرى يقول إن تقريري التلفزيون الرسمي يمثلان رد فعل مغربي على ممارسات إعلامية مصرية متراكمة أساءت للرباط، وآن لها أن تنتهي، وأخيرا خرج مصدر مسؤول بالخارجية المغربية موضحا أن سبب الأزمة، كتاب صدر في الجزائر بعنوان “الصحراء الغربية بعيون مصرية”، وأن حضور السفير المصري بالجزائر لتلك الندوة هو سبب الأزمة. أوضح الكتاب الصحفي محمد السيد صالح، مدير تحرير يومية “المصري اليوم”، وعضو الوفد الصحفي المصري الذي زار الجزائر مؤخرا، أن عوامل عدة تسببت في اشتعال أزمة بين المغرب ومصر، في مقدمتها زيارة السيسي إلى الجزائر، وتوالي زيارة الوفود الإعلامية والصحفية، واصفا الهجوم المغربي على القيادة في مصر ب”الاستعجالي”، نافيا مشاركة أي مسؤول مصري رسمي في الندوة التي عرض فيها الكتاب الذي تذرع به المغرب في هجومه على السيسي، وقال في تصريح ل”الخبر”، “لم يشارك أي مسؤول رسمي مصري في المؤتمر، والوفد ضم مجموعة من الإعلاميين في إطار تغطية قضية إنسانية وفقا للثوابت الوطنية، وأنا كنت ضمن الوفد قبل الأخير الذي زار الصحراء الغربية، وأؤكد أن المشاركين في المؤتمر هم مجموعة من الإعلاميين المتعاطفين مع الصحراء، وهذه حرية، كما أن هناك نشاطا رسميا غير عادي بين القاهرة والرباط، وقد التقى السفير المغربي بالقاهرة عددا من الصحفيين المصريين الذين زار بعضهم الجزائر، وشرحوا له الموقف، وفوجئنا بحديث بعض المصادر المغربية عن كتاب قليل القيمة والأهمية لم نسمع عنه بالقاهرة”، وأضاف “بعض الصحف المصرية كتبت بحرية عن الصحراء الغربية، وهي لا تمثل الدولة المصرية ولا الخارجية ولا الرئيس السيسي، والإعلام المصري حر وتعددي ولا تستطيع الدولة أن تمنعه من أن يقول مايراه”. ويرى الكاتب الصحفي بأن المغرب استعجل إثارة الأزمة مع مصر: “يبدو أن المغرب كان ينتظر زيارة قريبة للسيسي، بعد زيارته للجزائر، وربما شعر بميل مصري لفهم القضية الصحراوية، لكن لا يوجد أي تغير مصري تجاهها، ولا أرى تغيرا للموقف المصري تجاه القضية الصحراوية على المدى القريب، فالمغرب استعجل ولم يفهم تواتر زيارات الوفود الإعلامية الثلاثة على مدى قصير، التي سافرت إلى الصحراء الغربية ويريد قطع تلك الزيارات، وحتى الآن لا يوجد موقف رسمي مغربي، وأعتقد أن الموضوع في طور الترضية، لإيجاد حل من الجانبين، ولا أستبعد أن هناك إذنا ما من السلطات المغربية، الخارجية والحكومة ووزير الإعلام وإعطاء الضوء للتلفزيون الرسمي على ما فعله”.