التلفزيون المغربي يصف الرئيس المصري ب"الإنقلابي" أقحمت وزارة الخارجية المغربية، اسم الجزائر، كبلد "متهم" بما وصفته "التنسيق مع مصر من اجل عزل المغرب دوليا، وذلك في أعقاب الأزمة الدبلوماسية التي نشأت بين المغرب ومصر، عقب بث التلفزيون المغربي لتقرير يصف فيه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي ب"الرئيس الإنقلابي". وأضافت المملكة المغربية، لحصيلة اتهاماتها المتكررة، للجزائر بالوقوف وراء كل ما يتعرض له المغرب من عزلة دولية، إتهاما آخرا، وهذه المرة، ركبت السلطات المغربية موجة الأزمة التي نشبت مع القاهرة للزج بالجزائر في أتون أزمة "ثنائية" أرادتها أن تكون "ثلاثية" ومحصلتها أن الجزائر تعمل على التنسيق مع القاهرة من أجل عزل المملكة دوليا، وذلك موازاة مع عزم المغرب على شن حرب على الجزائر بعنوان سنة 2015، مثلما ذكر وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار منتصف شهر ديسمبر المنقضي، وأول محطة وجدت فيها المملكة، طعما لكيل التهم ضد الجزائر، كانت المحطة المصرية، ونسج نظام المخزن علاقة أو ربط، مفاده أن "العلاقة الجزائرية المصرية عرفت تطورا في المرحلة الأخيرة، إذن هناك تواطؤ جزائري مغربي من اجل تحييد المغرب عن المحافل الدولية، وعمل الجزائر على كسب القاهرة في قضية الصحراء الغربية، وكل هذا تطلب من المغاربة أن يبثوا تقريرا عبر تلفزيونهم الرسمي، يصف الرئيس السيسي ب" الرئيس الإنقلابي". وصارت وزارة الخارجية المغربية، تتحدث بمصدر مجهول في أزمتها الجديدة مع المغرب، وفقا ل"قال مسؤول بوزارة الخارجية"، على غرار ما نقل أمس، من أن مسؤولا في الدبلوماسية المغربية "قال إن تنسيقا مصريا جزائريا لدعم جبهة البوليساريو، التي تنازع المغرب على إقليم الصحراء، وهجوم الإعلام المصري المستمر على الرباط، سببا تغيير خطاب التلفزيون المغربي (الرسمي) تجاه القيادة المصرية الحالية". واعتبر المسؤول المغربي، في تصريح له أمس، أن زيارة وفد مصري خلال الأسبوع الماضي للعاصمة الجزائرية من أجل حضور مؤتمر دولي داعم لجبهة البوليساريو أغضب الرباط. وأضاف أن سبب التغير الحاصل في موقف الإعلام العمومي المغربي "يرجع، أيضا، لهجوم الإعلام المصري المستمر تجاه الرباط، والذي تجاوز الحدود، وهم الشعب المغربي ومسؤوليه". ومعلوم ان الجزائر ومصر دخلتا في أزمة أعمق بكثير من الأزمة الجديدة مع المغرب، وكان ذلك عام 2009، عقب مباراة كرة القدم التي جرت بين المنتخبين ، في أم درمان بالسودان، في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وعرفت الأزمة منحنيات خطيرة تدخلت خلالها العديد من البلدان لتلطيف الأجواء بين البلدين ولم يتم ذلك إلا بعد رحيل مبارك ومجيء الإخوان للحكم في مصر بقيادة الرئيس محمد مرسي، لذلك رأت المغرب أن التقارب الجديد بين الجزائر ومصر بعد تلك الأزمة، أمر غير طبيعي ويراد منه الإساءة للمغرب وعزلها دوليا وأن مصر اتخذت من تقرير بث على التلفزيون الرسمي المغربي سببا في التصعيد ضد الرباط ، بينما يسود حديث على أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، سيجري زيارة للمغرب قريبا من أجل إيجاد حل لهذا التوتر في العلاقات بين البلدين؛ وهو ما رجحه دبلوماسي مصري بالقاهرة أيضا بغرض "وأد الأزمة الأخيرة بين البلدين". وكانتا القناتان الأولى والثانية بالمغرب وصفتا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب"قائد الانقلاب" في مصر، و(الرئيس الأسبق) محمد مرسي ب"الرئيس المنتخب"، وذلك للمرة الأولى، منذ الإطاحة بمرسي في جوان 2013، إثر احتجاجات مناهضة له، في عملية يعتبرها أنصار مرسي "انقلابا عسكريا"، ويراها معارضون له "ثورة شعبية". ولم يتخلف أحد الدبلوماسيين المغربيين عن إتهام الجزائر بصب الزيت على النار في الأزمة المغربية المصرية، وزعم أمس في تصريحات له دون ذكر هويته "هناك خصوم للبلدين يريدون للمغرب أن تبقى معزولة، وبالنسبة للجزائر فبالطبع هي تريد للمغرب أن تنعزل دبلوماسيا، وتوتر العلاقات المغربية – المصرية قد يريحها حتى وإن لم تسعى إليه". لكن ذات المسؤول لم يكن مقتنعا بما يقول، عندما تابع "لا أستطيع أن أؤكد أو أنفى إن كان للجزائر دخل في ذلك التوتر وهو الأمر الذي سيتضح مع الأيام .. لكننا نعرف في الوقت نفسه أن هناك مساعي جزائرية لإقامة علاقة قوية مع مصر على حساب الرباط".