اثارت تصريح جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الامريكي بالقاهرة الذي وصف فيه ما حدث بمصر في 30 جوان ب" الانقلاب العسكري " ردود فعل عاصفة على المستوى الرسمي والحزبي. وعبر أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المصري عن " استنكار" الرئاسة المصرية لما ورد في تصريح ماكين واعتبره " تدخلا في شؤون مصر " و" تزييف للحقائق". ومن المقرر ان تصدر الرئاسة المصرية بيانا في وقت لاحق توضح فيه نتائج اللقاءات التي اجرتها الوفود الدبلوماسية بالقاهرة في اطار استطلاع الراي بشان الازمة السياسية وكذا الرد على تصريحات ماكين. ومن جانبه أكد شريف شوقى المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء المصري أن هناك" تذبذبا" في الموقف الأمريكي ازاء تطورات المشهد السياسي في مصر, مشيرا إلى أن الوفود الأجنبية التى تزور مصر تأتي للتعرف على الموقف عن قرب و"لا يسمح لها بالتدخل في الشأن المصري". وبشان مطالبة عضوا مجلس الشيوخ الامريكي باطلاق سراح " المسجونين السياسيين " اوضح المسؤول الحكومي المصري في تصريحات له الليلة "أن هؤلاء المسجونين على ذمة قضايا وهذا من شأن القضاء المصري والحكومة لا تتدخل في الشأن القضائي". وأضاف أن مجلس الوزراء سيناقش في اجتماعه اليوم الاربعاء أخر تطورات الوضع في مصر وتداعيات زيارة عضوي مجلس الشيوخ لمصر. ومن جهة اخرى اكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية أن الجانب المصري يدرس حاليا تصريحات عضوي الكونغرس الامريكي وسيقوم بالرد المناسب عليها" مشددا على أن "الملايين التي خرجت للشوارع لا تنتظر اعتراف ماكين بالثورة المصرية". واكد المصدر رفض وزراة الخارجية المصرية لما ورد في هذه التصريحات لافتا إلى أن "الوفود الأجنبية التي تزورمصر لا تفرض إملاءات ولا تقود مفاوضات وإنما نتعامل معها في إطار الشفافية والتأكيد على أن موقف الحكومة المصرية يكشف التزامها بتطبيق خارطة الطريق للانتقال إلى الديمقراطية". ومن جهته عبر عمرو موسى عضو جبهة الا نقاذ والامين العام السابق لجامعة الدول العربية في بيان اصدره الليلة عن غضبه من التصريحات التي أطلقها عضوا مجلس الشيوخ الامركي من القاهرة مؤكدا ان "."أن المصريين هم وحدهم القادرون على تعريف ما حدث في بلادهم من تطورات وأنه ليس منوطا بأحد أن يفتح القاموس نيابة عنهم ليوصف ثورتهم الشعبية على نظام رفضوه". وطالب موسى في بيانه الإعلام والسياسيين المصريين الرسميين والشعبيين بالوقوف بحسم في وجه أي تدخل في الشؤون الداخلية المصرية وفي نفس الوقت التعامل برصانة مع العلاقات المصرية الأمريكية ". وكان السيناتور جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي طالب في مؤتمر صحفي بالقاهرة ب" إطلاق سراح السجناء السياسيين" داعيا إلى ضرورة إجراء "حوار وطني ونبذ العنف" كما حث على وضع" جدول زمني للاستحقاقات القادمة بما فيها الانتخابات البرلمانية والرئاسية". واعتبر ماكين ان الظروف التي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي كانت "انقلابا" داعيا الى ضرورة العودة الى الديمقراطية باعتبارها السبيل من أجل المصالحة وتحقيق النمو الاقتصادي وعودة الاستثمارات. ودعا الحكومة المؤقتة والقوات المسلحة للحفاظ على حقوق المتظاهرين السلميين كما دعا الحكومة إلى "تعديل الدستور ووضع جدول زمني محدد للانتقال إلى الديمقراطية". ومن جانبه قال السيناتو غراهام ليندسي في المؤتمر الصحفي أن "اعتقال المعارضة غير مقبول وممارسة غير شرعية للسلطة ولابد من إطلاق سراح السجناء السياسيين ". وعلى صعيد اخر أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي أن السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندساي غراهام يعبران عن نفسيهما والكونغرس خلال زيارتهما إلى مصر وأن نائب وزير الخارجية وليام بيرنز هو من يمثل الخارجية الأمريكية والإدارة الأمريكية غير مطالبة بوصف ما حدث في مصر بالانقلاب أو غير ذلك مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية أعلنت وجهة نظرها فيما يتعلق بالأحداث في مصر. هذا وقد اختصر وفد الكونغرس الأمريكي برئاسة جون ماكين زيارته للقاهرة التي غادرها مساء امس في اعقاب تلك التصريحات فيما كان قد التقى حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء وعبد الفتاح السيسي وزير الدفاع و محمد البرادعي نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية.