أعلن أمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، عن تعديل حكومي قريب جدا من دون تحديد تاريخ. وكان في وقت سابق تحدث عن “تعديل حكومي وشيك” لكن ذلك لم يتم. ذكر سعداني، أمس، ردا على سؤال ل«الخبر” بمناسبة لقاء جمعه بالسفيرة الأمريكية، جوان بولاشيك، بمقر الحزب بالعاصمة، أن “التعديل الحكومي سيكون هذه الأيام”. وتتزامن تصريحات سعداني بهذا الشأن مع المعلومات المتداولة التي تتحدث عن قرب إعلان الرئيس بوتفليقة عن تعديل يشمل تنحية عدد من الوزراء، فيما ذهبت معلومات أخرى إلى احتمال أن يشمل التعديل تنحية الوزير الأول عبد المالك سلال، وعودة رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى. وبخلاف التطمينات التي تطلقها الحكومة بشأن تداعيات انهيار أسعار النفط على الجزائر، اعترف الأمين العام للحزب بأن الجزائر دخلت في أزمة بفعل ذلك، وقال: “نحن في أزمة بمجرد أن انهارت أسعار البترول”، وأكد أن “هناك مسعى للتشاور مع السعودية والدول المنتجة بشأن أزمة النفط”. وأعلن سعداني عن زيارة مرتقبة للرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، إلى الجزائر الأسبوع المقبل لمناقشة الأزمة النفطية. واعتبر سعداني أن دخول الجزائر في مناخ أزمة النفط ما يفرض، حسبه، “العمل على تنويع مصادر الطاقة كاستغلال الطاقة الشمسية، والاهتمام بقطاع الفلاحة والأراضي الزراعية والغاز الصخري”، وهذا في سياق تعليقه على الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مدن ولاية تمنراست والجنوب، بعد حفر أول بئر للغاز الصخري في عين صالح، قائلا: “كلما اتجهت الجزائر إلى استغلال شيء ما يحدث ضجيج هنا أوهناك”. وأدرج سعداني هذه الاحتجاجات في سياق مواقف سياسوية وشعبوية لا تستند إلى حكم خبراء. وقال: “لا يتوجب التسرع في الحكم على مسألة الغاز الصخري بشكل سياسي أو شعبوي”، مشيرا إلى أنه “لا أحد له الحق في الحديث عن الغاز الصخري عدا الخبراء الذين لديهم الحق وحدهم في الحكم على ما إذا كان الغاز الصخري يلوث أو لا يلوث الصحراء”. ودافع المتحدث نفسه عن استغلال الغاز الصخري الذي سيمكن، بحسبه، الجزائر من أن تتحول إلى الدولة الأولى المصدرة للغاز. واستدل سعداني بالتجربة الأمريكية في استغلال الغاز الصخري، وقال: “لو كان يلوث لكان لوث أمريكا، ولو لم تكن فيه فائدة لما اتجهت أمريكا إليه”، فقال إن هذا الملف كان بين الملفات التي جرت مناقشتها خلال لقائه السفيرة الأمريكية، إضافة إلى “العلاقات الأمنية، والتشاور فيما يتعلق باستغلال الغاز الصخري والتجارة”.