كشف عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سيجري تعديلا حكوميا نهاية الأسبوع الجاري، وعلى صعيد آخر رافع سعداني لصالح مقاربة معتدلة في التعاطي مع إشكالية استغلال الغاز الصخري بالجزائر كطاقة بديلة عن البترول، مشيرا إلى التجربة الأمريكية التي وصفها بالناجحة في هذا الميدان. تصريحات الأمين العام للأفلان، جاءت على هامش اللقاء الذي جمعه، أمس، بسفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، جوان بولاشيك، بمقر الحزب، فبعد أن قال سعداني بأن التعديل الحكومي بات وشيكا، أكد مرة أخرى أن هذا التعديل سيكون هذا الأسبوع، بما يعني أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سيجري تعديلا وزاريا اليوم، يفترض أن يشمل عديد القطاعات الوزارية، ولتكون التشكيلة الجديدة قادرة على مواجهة التحديات التي تشهدهما الساحتان الوطنية والدولية. وعلى صعيد آخر، تحدث سعداني، عن فحوى اللقاء الذي جمعه بالسفيرة الأمريكيةبالجزائر، حيث قال في هذا الصدد، إن السفيرة جاءت لتدعم العلاقات الأمنية بين الجزائر وأمريكيا وتدعم الاقتصاد والتجارة وكذلك التقارب بين الشعبين الجزائري والأمريكي، »لقد تطرقنا إلى هذه المواضيع وتكلمنا عن كل ما يتعلق بالعلاقات الثنائية، تكلمنا عن مصالح الجزائر«. وأضاف سعداني، قائلا »تكلمنا بكل صراحة عن سعر النفط ودور أمريكا في ذلك وقلنا إن سعر النفط هو دخل الجزائريينوأمريكا لديها دور في السوق العالمية للنفط، وعليه طلبنا منها أن تبلغ ذلك لسلطات بلادها«، ليؤكد أن »كل ما صرح به، لا يخرجه لا دائرته الحزبية فنحن لسنا هيئة دبلوماسية« على حد تعبيره. كما أشار سعداني إلى قضية الغاز الصخري إلى أن الجزائر بإمكانها أن تستفيد من التجربة الأمريكية في هذا المجال، كما تطرق الطرفان إلى أمن الجزائر الذي يهم المنطقة. وفي رده على سؤال حول تراجع أسعار النفط والاحتجاجات التي عرفتها بعض ولايات الجنوب بسبب إشكالية استغلال الغاز الصخري، أكد سعداني »أنه لا يجب التسرع في إصدار الأحكام، خاصة وأن الجزائر تعتمد على عائدات النفط بنسبة 93 بالمائة وليس لديها أي بديل حاليا، وعليه فإن الغاز الصخري يمكن أن يكون مكسبا فيه خير للجزائر وليس علينا إلا أن نترك الحكم للخبراء ولا نتسرع كسياسيين أو مواطنين وأن تكون مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار«. وبالنسبة للأمين العام للأفلان، فإن »هذه الطاقة الجديدة، لو كانت بالفعل ملوثة أو عديمة الفائدة، لكن الأمريكان أكثر وعيا بذلك، كيف وهم يستغلونها أحسن استغلال، وهم الأدرى والأكثر قدرة على التحكم في مثل هذه الاستراتيجيات والطاقات من غيرهم بحكم التطور التكنولوجي الذي يحرزونه؟«. واستطرد قائلا »صحراءنا لا يوجد فيها حتى السكان، لا يمكن الحديث عن التلوث، ما يهمنا هو تطوير كل مواردنا، لحد الآن لم نطور الطاقة الشمسية، إذا قمنا باستغلال الغاز الصخري قد نصبح الأوائل ونصبح المصدرين الأوائل لأوروبا، نحن نعطل الأمور بشكل سياسي وشعبوي دون دراسات، هناك عدة مجالات يمكن استغلالها كبديل للبترول، لكن للأسف كلما حاولنا أن نخطو خطوة نحو الأمام تتعالى أصوات صاخبة لتعطلنا«. ويرى سعداني، أن قضية الغاز الصخري هي قضية كل الجزائريين وأن الرأي الفصل يجب أن يكون لخبراء سوناطراك، مؤكدا أن هناك إمكانيات كثيرة في الجزائر ويمكن استغلالها خاصة بعد سقوط أسعار النفط ولا بد كما قال، من العمل على تنويع مصادرنا في هذا الميدان. وأشار سعداني إلى وجود مساهمة جزائرية ودعوة من طرف الجزائر للسعودية والدول المنتجة لمناقشة مشكل تراجع النفط، موضحا أن الرئيس الفينيزولي سيزور الجزائر، وعليه لا بد كما أضاف، من فتح النقاش مع الدول المتضررة والمساهمة في تجاوز الأزمة، مذكرا بأنه أخبر السفيرة الأمريكية، أنه لا يجب أن تقع الدول المنتجة للبترول ضحية صراعات بين القوى الكبرى، معلقا بالمثل القائل »إذا تعاركت الفيلة لا يجب الدوس على الحشائش«. أما عن دور أمريكا في الشأن الليبي، اكتفى سعداني بالقول »إن التدخل في ليبيا يعني أوروبا وهي المسؤولة عليه ولا يعني أمريكا«.