كشفت آخر التحريات الأمنية عقب توقيف موسى كوليبالي البالغ من العمر 30 سنة المعتدي على 3 جنود بخنجر زوال أمس الأول أمام مركز للجالية اليهودية ومقر راديو شالوم بقلب مدينة نيس جنوبي فرنسا، عن توقيف السلطات التركية لهذا الأخير بتاريخ 29 جانفي المنصرم بالمطار التركي حيث كان ينوي عبور الحدود التركية من أجل الالتحاق بسوريا، ليتم اتخاذ في حقه إجراءات الطرد وتحويله إلى نيس من قبل شرطة الحدود، التي بدورها تلقت إشارة من قبل الشرطة القضائية الفرنسية التي كانت تترصد تحركات موسى كوليبالي، الذي توجه بتاريخ 27 جانفي نحو مدينة “أجاكسيو”، حيث اشترى تذكرة سفر ذهابا فقط نحو تركيا بمحطتي هبوط، الأولى “بنيس” والثانية بروما، لتغيير المسار وإبعاد الشبهة عنه، وبرمجت رحلته يوم 28 جانفي الماضي، لكن الطائرة التي استقلها أرجعته من جديد إلى التراب الفرنسي وبالتحديد إلى نيس حيث تم الاستماع إليه من قبل الشرطة. وكانت الشرطة القضائية المختصة في مراقبة الأشخاص المرشحين للتجند ضمن الخلايا الجهادية بباريس وضعت المعتدي الموقوف تحت الرقابة المشددة منذ شهر ديسمبر الماضي، بعد إثارة هذا الأخير الشكوك حوله في إطار التطرف داخل قاعة الرياضات بمنطقة “إيفلين” التي يتردد عليها بالحي الذي يقطن فيه بمونت لا جوليه، حيث كان يقوم بتمارين رياضية لتحضير لياقته البدنية، كما كان يطلب من المشتركين داخل القاعة عدم الاستحمام عراة وارتداء ألبسة لائقة لممارسة تمارينهم الرياضية، فيما أوضحت الداخلية الفرنسية، في بيان لها، أن هذا الأخير معروف لدى الشرطة والقضاء، وقد تمت متابعته من أجل قضايا السرقة والإخلال بالنظام العام وكذا استهلاك المخدرات، حيث تمت إدانته 6 مرات بعقوبات حبس موقوف التنفيذ وغرامات مالية في السنوات ما بين 2006 و2009 ليتبين خلال الآونة الأخيرة بأنه أصبح من المتطرفين دينيا. ومباشرة بعد الاعتداء داهمت الشرطة القضائية المنزل العائلي للمعتدي بمونت لاجوليه بضواحي باريس، فيما تنقلت الفرقة المختصة في مكافحة الإرهاب بباريس إلى نيس لتولي التحقيقات الأولية والكشف عن أي جديد يتعلق بالمعتدي الذي اتضح بأنه لا توجد بينه وبين أميدي كوليبالي علاقة، باستثناء تشابه في الأسماء، بالرغم من عدم الإدلاء بأي تصريحات من قبل الموقوف الذي لا يزال ملتزما الصمت، فيما تمكنت الشرطة من العثور على وثائق ومنشورات تدعو إلى التطرف الديني والعملة التركية داخل غرفة الفندق التي استأجرها موسى كوليبالي، مباشرة بعد الانتهاء معه من التحقيق لدى عودته من تركيا، في حين لا تزال التحريات متواصلة مع الشخص الثاني الموقوف الذي أظهرت كاميرات المراقبة مرافقته لهذا الأخير داخل ميترو بنيس، 30 دقيقة قبل الاعتداء، ويتعلق الأمر بشاب من المنحرفين وبدون مأوى ثابت. وفي الصدد نفسه، مددت الحكومة آجال مخطط “في جي بيرات” على مستوى مقاطعة “آلب ماريتيم” برفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، لاسيما وأن هناك 30 موقعا حساسا بنيس، بينها المعابد والأماكن اليهودية، من أصل 830 موزعة على التراب الفرنسي، كما تجدر الإشارة إلى أن الجنود الثلاثة غادروا المستشفى بعد إصابتهم بجروح خفيفة باستعمال خنجر من قبل موسى كوليبالي، الذي أقدم، ظهيرة الثلاثاء، على توجيه طعنة على مستوى الرقبة والوجه واليدين لهؤلاء الجنود المكلفين بحراسة مركز الجالية اليهودية بنيس.