العلاقات الجزائرية الصومالية "متينة وأخوية"    وزارة التضامن الوطني تحيي اليوم العالمي لحقوق الطفل    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بصمات "داعش" ورائحة الموساد !
نشر في الهداف يوم 10 - 01 - 2015

نشرت : المصدر الشروق الجزائرية السبت 10 يناير 2015 09:04 أنهت وحدات النخبة في الأمن الفرنسي، فصول مسلسل الاعتداءات غير المسبوق الذي طال صحفيين وعناصر شرطة، في مناطق متفرقة من العاصمة باريس، وهي الحوادث التي أدخلت "الرعب" في نفوس الفرنسيين، وأسدل الستار عن فصول الحادث غير المسبوق في التاريخي الفرنسي بمقتل المشتبه فيهم المفترضين، وهم ثلاثة، وكانت السلطة الفرنسية قد جندت 88 ألف شرطي لتأمين مواطنيها.
قتلت قوات النخبة الفرنسية، أمس الجمعة، الشقيقين المتهمين بتنفيذ الهجوم الدامي على أسبوعية "شارلي إيبدو" خلال هجومها على مطبعة في شمال شرق باريس حيث كانا يحتجزان رهينة تم تحريره دون أن يصاب بأذى، بحسب مصدر قريب من التحقيق.
ونفذ الهجوم بالتزامن مع مهاجمة قوات الأمن متجرا يهوديا بباريس لإنهاء عملية احتجاز رهائن آخرين، وتم تحرير الكثير من الرهائن بحسب مراسلي "فرانس برس"، وسمع خلال ذلك دوي انفجارات وشوهدت أعمدة دخان فوق الموقع.
وفي الوقت الذي كانت تنفذ فيه قوات النخبة في الأمن الفرنسي، عملية مهاجمة الشقيقين كواشي، كانت عناصر أخرى قد داهمت المطبعة التي اختبأ فيها المشتبه في قيامه بهجوم "مونروج" مساء الخميس، والذي أودى بحياة شرطية وإصابة آخر، واتهم فيها المدعو كوليبالي.
وحسب صحيفة "لوموند"، فقد قُتل كوليبالي خلال عملية المداهمة وتم تحرير الرهائن، فيما قتل شرطيان، ونشرت الشرطة الفرنسية كذلك صورة لشابة تدعى حياة بومدين قالت إنها شريكة كوليبالي في مقتل الشرطية . وبحسب مصادر إعلامية كذلك، فقد طلب أميدي كوليبالي خلال احتجازه الرهائن، بفك الحصار عن الأخوين كواشي.
كوليبالي، وبحسب ما توفر من معلومات، له عدة سوابق في السرقة باستعمال السلاح وأمضى عقوبات في السجن متعددة سنوات 2002 و2004 و2006 إحداها كان بسبب ترويج المخدرات وخرج من السجن في ديسمبر الماضي .
وفي الوقت الذي توقع فيه الجميع، انتهاء الكابوس الذي حل بفرنسا منذ الاربعاء الماضي، حتى شهدت مدينة مونبولييه حادثا زاد المشهد ارتباكا، حيث اقتحم مسلح محلا لبيع المجوهرات واحتجز شخصين داخله، لكن وكيل الجمهورية بالمدينة نفى وجود علاقة بين الحوادث، وأكد أن الأمر يتعلق بعملية سطو مسلح لا غير.

قالت إن ذلك نصرة للرسول
داعش تتبنى الهجوم على "شارلي إيبدو"
تبنى تنظيم داعش، الهجوم الذي استهدف مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة الفرنسية في باريس عبر محطة البيان الإذاعية، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.ا" أن "إذاعة البيان" التابعة لتنظيم داعش وتبث من مدينة الموصل قد قالت في نشرتها الاخبارية إن "الهجوم الذي طال مقر صحيفة (شارلي إيبدو) الفرنسية في باريس نفذه المجاهدون الابطال وقتلوا اثني عشر صحافيا وجرحوا أكثر من عشرة آخرين يعملون في الصحيفة وذلك نصرة لسيدنا محمد".
وأوضحت أن "الصحيفة الفرنسية تعرضت لشخص الرسول الكريم منذ عام 2003 وكان من ضمن هؤلاء القتلى رسامي الكاريكاتير الذين يسخرون من الاسلام وشخصياته العظيمة".

انتقاما على تصويت البرلمان الفرنسي لصالح مشروع فلسطيني
موقع أمريكي يتهم الموساد بالوقوف وراء حادث شارلي إيبدو
بعد نحو ساعتين من النشر، حذف موقع إنترناشونال بيزنس تايمز الأمريكي، خبرا اتهم فيه جهاز الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء الاعتداء الارهابي على مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية.
ووفق ما تناقلته مواقع إلكترونية عدة، منها تابعة لوسائل اعلام معروفة، استطاعت قراءة الخبر قبل حذفه، فإن الموقع الأمريكي قال إن "الموساد رغب في الانتقام من تصويت البرلمان الفرنسي لصالح فلسطين، إضافة إلى التصويت لصالح مشروع القرار الفلسطيني في الأمم المتحدة، فقام الموساد بالهجوم على مقر الصحيفة لإلصاق التهمة بالمسلمين".
ويلفت متابعون إلى أن تاريخ الكيان الصهيوني الغاصب متخم بالعمليات الإرهابية، إن كان داخل الأراضي العربية المحتلة أو في دول أخرى، لكن إسرائيل تبقى هاربة من العدالة الدولية، كونها محمية الإدارات الأمريكية المتعاقبة المرتهنة للوبي الصهيوني، والتي لا تتوانى عن استخدام الفيتو لإجهاض مشروع أي قرار دولي، يدين جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي.
موقع إنترناشونال بيزنس تايمز الأمريكي، تعرض لهجوم من وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي، التي استخدمت عبارتها المكررة ضد كل من يشير إلى جرائم إسرائيل، إذ اتهمت صحيفة معاريف الإسرائيلية الموقع الأمريكي بعد نشره الخبر بمعاداة السامية! وأنه ضمن مجموعة من المواقع الغربية التي تحاول توريط جهاز الموساد في قتل صحفيي شارلي إيبدو.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية "إن هذه المواقع تكن عداوة ضد إسرائيل، وتختلق ذرائع لتوريط الموساد، مستغلة أن البرلمان الفرنسي صوت لصالح فلسطين". وأوضح الموقع الأمريكي في خبره أن "هجوم الصحيفة على أبو بكر البغدادي متزعم تنظيم داعش الممول من مصادر أجنبية، دفع الموساد أيضا للتخلص من منتقديه"، مؤكدا أن الموساد استأجر اشخاصا من أصول عربية لتنفيذ الهجوم "لزيادة العداء ضد المسلمين في العالم".

بطاقة الهوية وأين كان الأمن الفرنسي أثناء وبعد تنفيذ الهجوم
نقاط ظل تتكتم عليها باريس في قضية شارلي إيبدو
يحمل السيناريو الذي قدمته فرنسا لحد الساعة حول الاعتداء المسلح على صحيفة شارلي إيبدو، الكثير من الغموض، ولاتزال الكثير من الأسئلة لم يكشف عنها، بل لم يرد ان يكشف عنها، ومن ذلك بطاقة الهوية لأحد المشتبه فيهم، وتقديم فرنسا الرواية التي تريد تقديمها فقط عبر تسجيلات فيديو موجزة.
أكبر علامة استفهام يتم طرحها، كيف يمكن لمعتد وصف من قبل السلطات الأمنية الفرنسية ب"المحترف"، مقبل على عملية نوعية خلفت مقتل 12 شخصا، أن يقدم على فعلته وهو يحمل بطاقة تعريفه، والأغرب أن "تسقط منه" أو "ينسى" البطاقة في السيارة التي استقلها بعد تنفيذ مخططه، وفي هذا الخصوص يقول الخبير الأمني احمد ميزاب للشروق "إذا سلمنا أن المعتدي محترف، فإن خطأه ذلك يسقط عنه هذه الصفة التي ركز عليها الإعلام الفرنسي وقبله الجهات الأمنية والسياسية"، ويجزم أحمد ميزاب أن هذا الأمر أريد من خلاله "إقحام اسم حتى تكون التهمة جاهزة لجهة معينة، هي الجالية المسلمة وتحديدا ذوي الأصول الجزائرية".
وتوقف احمد ميزاب عند نقاط ظل أخرى في القضية، ومن ذلك كيفية معرفة الطرف المهاجم بتفاصيل داخلية في المجلة، كالاجتماعات الأسبوعية لطاقهما، ما يعني أن الأمر جرى التخطيط له على الأقل بتواطؤ، ويجزم محدثنا أن التوقيت والمكان ومجريات الحادث بصفة عامة يتسم بكثير من اللبس، والهدف منه القبول بالسيناريو الذي تقدمه فرنسا وهذا خدمة لمصالح خاصة بها، ومن ذلك "إقناع المجتمع الفرنسي وبعده اوروبا ان المعتدي ذو توجه اسلامي وجب نصب العداء له".
ومن النقاط التي تبقى مثار جدل كذلك، المدة الزمنية لتنفيذ هجوم كبير بذلك الحجم، حيث لم يدم لأكثر من 5 دقائق، ليغادر المهاجملن -حسب الرواية الفرنسية- المكان دون أن يتم تعقبهما، أو رصدهما من قبل أجهزة الأمن الفرنسية، ثم تحركهما لأزيد من 50 كلم، وقبل ذلك، ثم كيف أمكن الوصول إلى مقر الجريدة ودخولهما بأسلحة رشاشة وقاذفات صواريخ دون أن يراهما أحد، خاصة مع وجود حراسة أمنية دائمة عند مقر الصحيفة منذ سنوات.

قناة "إي تيلي" الفرنسية تكشف:
المخابرات الجزائرية حذرت فرنسا من هجوم إرهابي استعراضي وشيك
كشفت القناة الإخبارية الفرنسية "إي تيلي" عن تحذير وجهته المخابرات الجزائرية لنظيرتها الفرنسية قبل أيام من احتمال جد مرتفع لوقوع هجوم إرهابي على التراب الفرنسي.
وقالت القناة الإخبارية الفرنسية، أمس، إن التحذير الذي صدر من المخابرات الجزائرية كان في 6 جانفي الفارط فقط، وكان مفاده أن هجوما إرهابيا استعراضيا وكبيرا يتم التحضير لتنفيذه خلال أيام على التراب الفرنسي، مشيرة إلى أنها معلومات مؤكدة تحصلت عليها القناة.
وبحسب ذات القناة فإن المشتبه فيهم في تنفيذ الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو هم في الحقيقة النواة التي كان شكلت فرع تنظيم القاعدة في فرنسا منذ سنوات، وتلقت تدريبا في اليمن، ومنهم من كان على علاقة بالمدعو بن يطو الذي هو في السجن حاليا، ومنهم من كان متورطا في محاولة الهجوم على سجن لإخلاء سبيل إسماعيل آيت بلقاسم قبل سنوات.
وحاولت القناة الفرنسية مثلما هو سائد في معظم وسائل الإعلام الفرنسية هذه الأيام، التأكيد وإعادة التأكيد على أن كافة أفراد هذه الجماعة هم في الحقيقية من أصل جزائري، ولم تذكر أنهم قبل ذلك مواطنون فرنسيون.

أكدوا أنها مخطط سعت إليه إسرائيل وحلفاؤها.. خبراء أمنيون
أطراف فرنسية ستستغل الهجوم الإرهابي للانتقام من المسلمين
أجمع خبراء في الشأن الأمني أن الاعتداء على مجلة "شارلي ايبدو" بقلب باريس هي فعلا قرينة أحداث 11 سبتمبر، وأكدوا على أن العملية تعتبر مصيبة كبرى للمسلمين المقيمين بفرنسا وأوروبا والغرب بصفة عامة، لأنه جاء في ظرف بلغت فيه حدة انتقاد الإسلام والمسلمين مستويات غير مسبوقة في الدولة الفرنسية وأوروبا عامة، حيث برز خطاب عنصري معاد، وصل إلى درجة المطالبة بطرد وترحيل المسلمين إلى بلدانهم، وهي المخططات التي يسعى إليها بنو صهيون وحلفاؤهم المفترضون .
أكد الخبير الأمني المتقاعد العقيد بن جانة، أن الاعتداء الذي عرفه مقر شارلي اإيبدو "ضربة قوية" وجهتها الجماعات الإرهابية لفرنسا، ووصف المنفذين ب"المحترفين"، لافتا إلى أن حادثا بهذا الحجم وبالعاصمة الفرنسية باريس، لابد وأن تكون قد سبقته عمليات تخطيط وترصد لفترة طويلة من المنفذين.
وتابع بن جانة في تصريح ل "الشروق"، "فرنسا تشهد حالة من الترقب وسط إجراءات أمنية مشددة مفروضة من قبل رئيس الجمهورية لإعادة وبث روح الطمأنيئة للمواطنين، خاصة أن الاعتداء الإرهابي يعتبر ضربة موجعة ليس لفرنسا فقط وإنما لجميع الدول الأوربية".
من جهته، اعتبر اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد، الاعتداء على مقر جريدة "شارلي إيبدو"، بمثابة هدية غالية الثمن للتيار الفرنسي المتطرف والصهاينة وحلفائهم المفترضين، حيث أن هذا الهجوم، - يقول مجاهد - سيعطيهم حجة أكبر لتغذية المشاعر المعادية المسلمين، الذين يدفعون ضريبة كل الأعمال الإرهابية التي تقع في مختلف أنحاء العالم باسم الإسلام، خاصة في ظل النقاشات والكتابات الجارية في الآونة الأخيرة بفرنسا بشأن هذه المسألة الحساسة، على غرار ما قاله إيريك زمور، الذي تخصص له يوميا مساحات واسعة في وسائل الإعلام.
وفي رده على السؤال المتعلق بطريقة الهجوم الإرهابي على شارلي إيبدو في الوقت الذي كانت فرنسا تقول دائما أن أمنها القومي مهدد وأنها معرضة لهجمات إرهابية، واتخذت تدابير أمنية مشددة، لتفاجأ بهجوم مسلح في وضح النهار وأمام كاميرات المراقبة ووسط العاصمة باريس، قال مجاهد "دخول أسلحة جد متطورة واستخدامها من طرف أشخاص للقيام بعمل إرهابي مماثل في الدائرة 11 قلب باريس، يثير الكثير من التساؤلات ويدل على وجود خلل ما في الإستراتيجية الأمنية الفرنسية"، خاصة أن المسلحين الملثمين الذين اقتحموا مقر الصحيفة كانوا يتحدثون الفرنسية بإتقان وتصرفوا كمقاتلين مدربين وأطلقوا النار على الضحايا في هجوم تم الإعداد له جيدا على الأرجح، وظهر في لقطات فيديو شخص واحد على الأقل يصيح قائلا "الله أكبر" بعد الهجوم، مما يؤكد أن العملية كان مخططا لها وبتواطؤ كبير من أطراف داخلية وتحت إشراف وتمويل وتدريب الصهاينة لهؤلاء الإرهابيين".
وأضاف مجاهد أن "هذا الاعتداء الإرهابي سيتم توظيفه واستغلاله من طرف بعض الجهات التي تكن الحقد والكراهية للمسلمين لتطبيق سياستها المتعفنة والمتمثلة في طرد المسلمين المقيمين بفرنسا بينهم جزائريون".

مصطفى وراد أحد ضحايا استهداف "شارلي إيبدو"
عائلة الضحية تتلقى التعازي بمسقط رأسه بآث يني
شهد منزل عائلة "وراد مصطفى" المصحح بأسبوعية شارلي إيبدو الساخرة المنحدر من قرية بني الأربعاء ببلدية بني يني جنوب شرق تيزي وزو، شهد أمس، توافد عدد كبير من المواطنين وبعض جمعيات المجتمع المدني بولاية تيزي وزو لتقديم التعازي بعدما قتل ابنهم الذي اشتغل بذات الأسبوعية الفرنسية منذ سنوات، في الاعتداء الذي شهده المقر الأربعاء الماضين.
مصطفى وراد صاحب 60 سنة، كان قد ولد وترعرع ببني يني بولاية تيزي وزو، درس علوم الطب في بداية الثمانييات، هاجر إلى فرنسا بداية التسعينيات من اجل إكمال دراسته، كان هاويا ومحبا لمطالعة عدة كتب لفلاسفة وأدباء فرنسيين من بينهم البيرت كورسي ومونديون، اشتغل بعدها في مجلة بيفا ليلتحق بعدها بأسبوعية شارلي إيبدو الساخرة.
وبحسب أصدقاء الضحية كان"مصطفى" شخصية محبوبة كثيرا لدى أهله وأقربائه، لتغتاله أيادي الغدر يوم الأربعاء الفارط في كواليس مقر شارلي إيبدو، فيما طالبت عائلته السلطات الفرنسية بتسليم جثة ابنها، خيث سيتم دفنه في مسقط رأسه بآث لربعاء ببلدية بني يني في الأيام القليلة القادمة.

رئيس المرصد الأوروبي للغة العربية بشير العبيدي ل"الشروق":
النخب الغربية تكيل التهم للمسلمين استنادا إلى أوهام وخوف ينفخ فيه الإعلام
يحلل رئيس المرصد الأوروبي للغة العربية بشير العبيدي، الوضع الذي تعيشه الجالية المسلمة في أوروبا وفرنسا تحديدا بعد حادت القتل التي شهدها مقر صحيفة شارلي ايبدو، ويؤكد أن هنالك حالة كراهية ضد المسلمين تقودها بعض النخب الغربية، ويتحدث كذلك عن عدم اندماج الهاجرين في المجتمع الفرنسي.
هل الجالية المسلمة الآن محل عقاب من المجتمع الفرنسي؟
من زاوية النظر العددية، يمثل الفرنسيون من أصول عربية ومسلمة عُشر الفرنسيين اليوم. وهذا العدد يجعل المجتمع الفرنسي أحد أكثر المجتمعات الأوروبية تنوعا، إذ ينتمي العرب والمسلمون في أغلبيتهم إلى المغرب العربي الكبير، وينحدرون في عمومهم من أكثر من خمسين دولة مسلمة في العالم .
ولقد صار التنوع في المجتمع الفرنسي ظاهرة لا يمكن لأحد إنكارها. وككل تغيير تاريخي في المجتمعات، يرافق ذلك مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية، ناشئة بالأساس من رفض التغيير وفق فكرة وهمية مفادها "لقد كان الوضع أفضل في الماضي".
ما يحصل في المجتمع الفرنسي اليوم، أن فئة مهمة من النخب ومن عموم المجتمع لم تستطع هضم التغيير الاجتماعي الذي يجري الآن، فطفقت تكيل للعرب والأفارقة والمسلمين كل أنواع التهم، منها ما يستند إلى حقائق، وأكثره يستند إلى أوهام وخوف ينفخ فيه الإعلام. فالعقاب الجماعي في شكل كره الإسلام والعرب والأجانب بشكل عام موجود ولا سبيل لإنكاره، كما أن المنصفين والعقلاء والمنفتحين داخل المجتمع الفرنسي والغربي لهم وجودهم كذلك، ولا بد من التنويه لمواقفهم المشرفة.

من يتحمل تبعات العنف الذي يمارسه بعض أبناء الجالية؟
أولا، يبنغي ترك الأمن والقضاء ينهي عمله بعد جريمة قتل صحفيي جريدة شارلي هبدو، كي نتأكد من أن بعض أبناء العرب والمسلمين قاموا بذلك العمل الأرعن. ومهما كانت أصول الأيدي التي اقترفت الجريمة، ينبغي رفضها بالقوة نفسها والحزم ذاته. وإذا ثبت أن الفرنسيين الذين قتلوا هم من أبناء المسلمين ومن أصول عربية، فالذي يتحمل تبعات ذلك هو من قاموا بالعمل دون غيرهم، فلا تزر وازرة وزر أخرى. فلو قام أحد من الفرنسيين بقتل مسلمين، فهل سنحمّل جميع الفرنسيين وزر ذلك؟ قطعا لا.
إلا أنه من الناحية الأدبية والاجتماعية، إن ثبتت التهمة على أناس يدينون بالإسلام، فالمجتمع سيزيد من ضغطه وكرهه للمسلمين كافة. وكل العمل الذي قام به المسلمون لتحسين صورتهم منذ سنوات سيذهب أغلبه أدراج الرياح بسبب مثل هذه الأعمال. وفي ظني أن الوحدة الوطنية حيال هذه الأعمال ستكون صمام أمان، والمسلمون في غالبيتهم الساحقة يدينون هذه الأعمال، كما يدينون كره العرب والإسلام والعنصرية بكل أشكالها، ولا يرغبون أبدا في توريد مشاكل الوطن العربي إلى المجتمعات الأوروبية.

هل هنالك خلل في اندماج الجالية في المجتمع الفرنسي؟
نعم، يوجد خلل هيكلي كبير، وتداخل وتضارب مصالح، وتوجد مشكلة جهل بالدين ومشكلة جهل باللغة العربية، ومشكلة تدخل بعض القوى الإقليمية في شؤون المسلمين، ومشكلة تمذهب وترويج قراءات للإسلام غريبة عن الواقع الفرنسي، ومشكلة تواصل بالمجتمع... وهذا كله لا ينبغي أن يغيّب أيضا وجود خلل في الغيرية وفي قبول التنوع من طرف المجتمعات الأوروبية، وخلل في الخلط وقلب الحقائق على المستوى الإعلامي والسياسي، والتوظيف غير البريء للأحداث في الصراعات السياسية.
وعلى جميع المسلمين أن يتحدوا فيما بينهم أولا، ثم مع مجتمعاتهم الأوروبية من أجل إعطاء أرقى الصور الحضارية التي تشرف الدين الإسلامي، ذلك أن المسلمين في الغرب، أحببنا أم كرهنا، سيظل الناس ينظرون إليهم على أساس أنهم عيّنة عن المجتمعات الإسلامية وبشكل ما هم سفراء الإسلام. فأي صورة سيتركها هؤلاء السفراء؟ وهل نحن نسير في اتجاه الاندماج، أم في اتجاه إعادة إنتاج تجربة الأندلس بشكل مغاير؟ لا يمكننا الإفلات من هذه الأسئلة الإستراتيجية، لكن ثقتي كبيرة في توفيق الله لشباب المسلمين في الغرب.

نواب الجالية يؤكدون وجود حالة تخوف ويخشون عمليات انتقامية
النائب بلمداح للشروق: الجالية متخوفة كما حدث بعد هجمات سبتمبر
النائب شعابنة للشروق: الوضع عادي ومرتاحون للخطاب السياسي الفرنسي
أكد نواب في البرلمان عن الجالية في أوروبا، أن الجالية العربية والمسلمة تعيش حالة "تخوف" من إمكانية تعرضها لاعتداءات انتقامية عقب أحداث شارلي إيبدو، وفيما شبه النائب الأفلاني نور الدين بلمداح الوضع الذي تعيشه الجالية بما عاشته نظيرتها في أمريكا غداة هجمات 11 سبتمبر2001، حيا النائب عن جبهة المستقل سمير شعابنة "الخطاب السياسي الفرنسي".
قال البرلماني نور الدين بلمداح، أن هنالك تخوفا كبيرا في أوساط الجالية المسلمة، وذكر المتحدث للشروق من اسبانيا، ان الاتصالات التي وصلته من الجالية ومن بعض النخب تشير إلى وجود حالة "تخوف كبيرة من عمليات انتقامية"، كما أبدى البرلماني عن أوروبا تخوفا من انعكاس عملية شارلي ايبدو السلبي على التضامن الغربي من القضايا المصيرية للجالية العربية والمسلمة.
وأبدى بلمداح، انزعاجا بالغا من الخطاب الإعلامي الذي يعالج تداعيات الهجوم على شارلي ايبدو، ومكمن الغرابة عند البرلماني، تركيز الإعلام على أصول المشتبهين في الحادث -الشقيقين كواشي- والتذكير أنهما مسلمان وذوا أصول عربية، الامر الذي وصفه ب"المؤسف".
وأفاد نور الدين بلمداح، انه التخوف الذي تعيشه الجالية الجزائرية خاصة، قد فرض التنسيق مع التمثيلية الدبلوماسية في اسبانيا، للتعامل مع أية أحداث ممكنة.
أما النائب سمير شعانبة، فصنف وضع الجالية ب"العادي"، وقال للشروق من فرنسا "لا يوجد شيء... الوضع عادي، لقد كنا متخوفين من أي أعمال انتقامية، لكن الأمور تسير بشكل عادي".
وتفاعل سمير شعابنة ايجابيا مع الخطاب السياسي من المسؤولين في فرنسا، خاصة الرئيس هولاند ووزير داخليته برنارد كازنوف، وقال "الخطاب السياسي الفرنسي كان حكيما"، كما حيا توحد الأئمة من على المنابر الذين نزهوا الإسلام من أعمال العنف والتطرف.

الصحف الفرنسية تشدد على أن قنابل موقوتة في انتظار باريس
فرنسا تعيش أحداث 11 سبمتبر مكرّر
عكست الصحف الفرنسية الصادرة، أمس، حجم الصدمة التي تركها الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" الهزلية، وأجمعت على التنديد بما اسمته "الوحشية" و"الحرب ضد الحرية" و"الابتزاز المقزز"، واتشحت بعض العناوين بالسواد، حدادا على ضحايا الاعتداء، فيما عنونت العديد من الصحف مقالتها بالبند العريض ب "أحداث 11 سبتمبر تصل إلى فرنسا".
الصحف بمجملها ما زالت موشحة بالسوا،د حدادا على رسامي شارلي ايبدو، وكافة ضحايا الهجوم، فصور التجمعات التي عمت فرنسا تصدرت الصفحات الأولى للجرائد تحت عناوين عدة، "فرنسا اجتاحها التأثر وهجوم 11 سبتمبر على أمريكا يصل إلى فرنسا" تعنون "لوفيغارو"، التي خصصت النصف الثاني من المانشيت للتحقيق، "بعد المجزرة، مطاردة طويلة"، وتشير الصحيفة ذاتها إلى خروج حوالي 40 ناشطا إسلاميا من السجن كل عام، وإلى مطالبة الشرطة بأسلحة ومعدات أكثر تطورا.
ودوما في "لوفيغارو"، يعالج "ايف تريار" في افتتاحيته، موضوع تلك "القنابل الموقوتة التي يقدر عددها بالعشرات، لا بل بالمئات، معضلة التوازن بين الحريات الشخصية والأمن، تشكل تحديا لمعظم الديمقراطيات" يقول "تريار"، الذي يطالب بتشدد أكبر "ثمنا لأمننا وباسم حريتنا".
"منفذا الهجوم كانا معروفين من الأجهزة، لكن ذلك لم يمنعهما من تنفيذ مخططهما، المسألة تطرح نفسها بحدة" تقول "لوباريزيان"، ذلك "أن مجرد وجود سجل قضائي بحق شخص ما، كما هو حال شريف كواشي، لا يعني بالضرورة، إخضاعه لمراقبة تامة، عدا أن عودة مئات الجهاديين الذين حاربوا في سوريا والعراق، ضاعفت عدد المشتبهين" تقول الصحيفة.
الصحيفة ذاتها اهتمت برد فعل مسلمي فرنسا على مجزرة "شارلي ايبدو"، حيث جالت في إحدى مدارس "سان سان دوني" الفقيرة في ضواحي باريس، ونقلت عن بعض التلامذة شكهم في ما حصل، وتغليبهم مقولة المؤامرة، تنقل الجريدة عن أحد مسئولي المدرسة: "يعكس شعور بعض التلامذة أن المسلمين لا يحظون بمعاملة جيدة في فرنسا، لكنهم يسيئون التعبير عن شعورهم، ويتوصلون لنتائج خاطئة".
وبالبند العريض عنونت ليبراسيون (ذات التوجه اليساري) مقالها الصادر أمس "11سبتمبر الفرنسي بدأ"، وبكلمة واحدة قالت: "المطاردة" أي مطاردة الشقيقين شريف وسعيد كواشي بالطبع، بعد أن برزا بسرعة كمشتبهين أساسيين، وعادت بانطباعات مشابهة خلال جولتها في بعض المناطق ذات الأغلبية المسلمة، ورأت في مقولة المؤامرة ومحاولة للنأي بالنفس، ولرفض إلصاق صفة الإجرام على مسلمين، فيما "لومانيته" اختارت "نقف كلنا ضد الكراهية"، و"لي زيكو" "الوحدة الوطنية تتحدى الإرهاب".
ومن على صفحات "لاكروا" تكتب "دومينيك كينيو" "إن الإرهاب يولد الغضب والخوف، فرنسا تعرف أنها مهددة لأنها تشارك في التحالف ضد تنظيم "داعش"، وتقود الحرب في مالي. الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" يمكنه أن يغذي مواقف معادية للجالية المسلمة في فرنسا، كما يمكنه من ناحية ثانية، أن يولد انتفاضة مواطنة وتضامنا ضد الإرهابيين".

دعوا الجالية المسلمة للمشاركة في المسيرة السلمية يوم الأحد ضد الإرهاب
أئمة بفرنسا يدعون في خطبة الجمعة إلى نبذ الإرهاب باسم الإسلام
في ظل مخاوف من ازدياد العنف والتطرف ضد الجالية، دعا أئمة المساجد بفرنسا في خطبة صلاة الجمعة، أمس، إلى نبذ الإرهاب والعنف والتطرف، وفصل الإرهاب عن الإسلام، حيث تم توحيد موضوع خطبة الجمعة بعد الاعتداءات الإرهابية التي طالت صحفيين بمجلة "شارل إيبدو".
وندَد الأئمة عبر 2300 مسجد بفرنسا بالاعتداء الإرهابي الهمجي ضد "شارل أيبدو" وتشويه صورة الإسلام، ليؤكد الأئمة على أن الإسلام بريء من هذه التصرفات، وهو ما جعل الجالية المسلمة في فرنسا والتي يقدر عددها ما بين 3.5 إلى 5 ملايين مسلم تطلب من الأئمة المسارعة إلى نبذ العنف في خطبة الجمعة والتبرؤ من الإرهاب الذي لا يمت بصلة إلى دين الإسلام، وهذا بعد تعرض عدد من الجالية المسلمة إلى أعمال عنصرية.
وأكد عميد مسجد باريس دليل بوبكر، أن الجالية المسلمة في فرنسا مصدومة، واهتزت بشكل خاص بسبب الاعتداء الإرهابي الهمجي الذي استهدف الصحفيين بمجلة "شارل ايبدو"، وباقي أعمال العنف التي تبعت الاعتداء، وقال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أمس "نحن ندين كل أشكال التطرف والعنف وندعو كافة الجالية المسلمة للمشاركة في التظاهرات السلمية يوم الأحد لنبذ الإرهاب"، ولم يخف ذات المتحدث قلقه على مصير الجالية المسلمة بفرنسا وأوروبا عموما بعد هذه الأحداث، والتي غذت من جديد العنصرية وما يسمى ب"الإسلاموفوبيا"، وهو ما يفسر الاعتداءات التي تعرضت لها الجالية المسلمة بعد الأربعاء وكذا بعض التجاوزات أمام المساجد نفذها بعض المتطرفين.
كما تميزت خطبة الجمعة بمساجد فرنسا، بالدعوة إلى نبذ العنف والتطرف وكذا الدفاع عن الإسلام والتفريق بينه وبين الإرهاب، وتم التذكير بخطاب الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس الذي قال بعد اعتداء شارل ايبدو بأن فرنسا في حرب ضد الإرهاب وليس ضد ديانة ما، في وقت تم تسجيل عدة اعتداءات ضد المسلمين في أنحاء فرنسا بعد الأربعاء طالت مساجد وتميزت بالعنصرية، وآخرها، صباح أمس، حيث تم إلقاء أحشاء ورأس خنزير في قاعة صلاة بأحد المساجد لاستفزاز مشاعر الجالية المسلمة.
وطلب رئيس المرصد الوطني ضد الاسلاموفوبيا بفرنسا عبد الله زكري، من وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، ضمان أمن وسلامة وحماية الجالية المسلمة من الاعتداءات العنصرية ضدهم، وقال في الخصوص "المسلمون الآن في مأزق بسبب الاعتداءات الإرهابية التي تحدث باسم الإسلام، وكذا الاعتداءات العنصرية ضدهم من قبل المتطرفين والحاقدين على الإسلام الذين استغلوا فرصة ما حصل للانتقام".

دعا إلى مشاركة قوية للفرنسيين في مسيرة الغد.. هولاند
"فرنسا تشهد محنة بكل معنى الكلمة"
دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، جميع الفرنسيين إلى المشاركة بقوة في مظاهرات التي سيتم تنظيمها يوم غد، فيما يعرف بمسيرة "الجمهورية" بباريس وبجميع أنحاء البلاد، ووجه تعليمات صارمة إلى رجال الشرطة بضرورة ضمان وأمن سلامة المواطنين من أي اعتداء إرهابي محتمل.
وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن فرنسا "تشهد محنة بكل معنى الكلمة"وقال في كلمة له خلال اجتماع بمقر وزارة الداخلية الفرنسية، أمس، أن "فرنسا تحت وقع الصدمة وما زالت عملية القبض على مرتكبي جريمة "شارلي ابدو" مستمرة".
وأضاف هولاند أن "المهمة الأساسية حاليا هي ضمان أمن وسلامة المواطنين الفرنسيين وأنه يتعين على الشرطة حشد كل الموارد لدرء المخاطر لطمأنة الفرنسيين بأنهم يعيشون في دولة تلتزم القانون"، وشدد في هذا الصدد على ضرورة ضمان أمن المظاهرات التي تجري والتي يمكن أن يشارك فيها الجميع "دون تضييق" داعيا جميع الفرنسيين إلى المشاركة يوم الأحد المقبل في مسيرة "الجمهورية" بباريس وبجميع أنحاء البلاد.
ودعا المسؤول الأول عن قصر الإليزيه كافة الفرنسيين إلى التأكيد على أنهم عازمون على العيش معا ويرفضون الاستفزاز لافتا إلى "ضرورة تعزيز الوقاية من الأعمال الإرهابية التي قد تتكرر".
وقال إن بلاده ستتمكن "من الصمود أمام كل المحن وستكون قادرة على الوحدة" مضيفا "لقد تعرضنا في العقود الأخيرة لهجمات ذات طابع إرهابي وتم إحباط عمليات إرهابية في الأشهر الأخيرة" مشددا على ضرورة بذل كافة الجهود الممكنة لضمان أمن وسلامة المواطنين التي "تعد المهمة الرئيسية" على حد قوله.
ودعا هولاند قوات الأمن إلى الإظهار في كل محافظات فرنسا أن "الدولة حاضرة لتؤدي دورها لنشر كل الموارد لدرء المخاطر" وطمأنة المواطنين أنهم يعيشون في "دولة تحترم القانون" من خلال خطة "فيجي بيرات" التي تم رفعها لحالة تأهب قصوى.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الفرنسي "سيتعاون مع دول أخرى وينسق معها لتبادل المعلومات" مؤكدا أن "رد فرنسا يجب أن يكون على المستوى الدولي والأوروبي".
من جهة أخرى، أكد هولاند أن "فرنسا تدخلت في مالي لمساعدة هذا البلد على استعادة وحدته الوطنية ولتحمي نفسها من المخاطر القادمة من الخارج التي تضاف إلى المخاطر الداخلية".
وختم هولاند "إن هناك تضامنا دوليا كبيرا تم التعبير عنه على المستوى الأوروبي أولا، لأن الجميع معني وقد سبق أن طالت اعتداءات عدة عددا من الدول الصديقة على السنوات الماضية والآن حين طالت الاعتداءات فرنسا فإن هذه الدول يمكن أن تعتبر أنها معنية بما جرى، لذا لابد من تحرك جماعي على المستوى الأوروبي".

إريك زمور وميشال ويلبيك وبيرنار ليفي
النافخون في نار الحقد!
قبل أن يتم الاعتداء على مقر الأسبوعية الساخرة "شارلي إيبدو"، وقع اعتداء سافر على الجالية المسلمة في فرنسا، بطريقة لا تقل عنفا، قاده مثقفون محسوبون على الأوساط الصهيونية واليمينية المتطرفة في هذا البلد.
وكانت البداية بالكاتب الصحفي "إيريك زمور"، وهو من أبناء اليهود المعمّرين، الذين هربوا من الجزائر خلال الثورة التحريرية، وكذا ميشال ويلبيك، وهو روائي يلتقي في الكثير من طروحاته وأفكاره الإيديولوجية مع الناشط الصهيوني الآخر، بيرنارد هنري ليفي، الذي يزعم بأنه عرّاب الثورات العربية ضد الأنظمة الديكتاتورية.
فإريك زمور لم يتردد في كتابه "الانتحار الفرنسي" في مهاجمة الجالية المسلمة في فرنسا، بل إن القنوات الإعلامية الفرنسية، جعلت منه بطلا، فيما حاربت المدوّن الفرنسي الآخر ذا الأصول الإفريقية، الفكاهي ديودوني، لكونه لا يتقاسم "زمور" و"ويلبيك" نفس القناعات بشأن دعم التوجهات الصهيونية.. فهو من بين القلائل الذين يدافعون عن القضية الفلسطينية.
ويقول إريك زمور في إحدى تصريحاته الاستفزازية، إن الفرنسيين "اضطروا لمغادرة الأحياء الشعبية والضواحي الفرنسية، بسبب التواجد الكثيف للمسلمين الذين يعيشون بينهم، ويطبّقون قانونهم المدني وهو القرآن".
ويكشف زمور عن مدى حقده على الجالية المسلمة، وعلى الجزائر خصوصا، عندما يقول في إحدى الحصص التلفزيونية: "أعرف أن ترحيل المسلمين (من فرنسا) ليس حلا واقعيا.لكن من كان يتخيّل أن يغادر مليون فرنسي من الأقدام السود الجزائر بعد الاستقلال".
أما ميشال ويلبيك وفي رواية صدرت الأربعاء المنصرم بعنوان: "رئيس مسلم لفرنسا في 2022"، فلم يتردد في الاستهزاء بالجالية المسلمة، وكتب ساخرا: "شجع النسوة على ترك أعمالهن، ما يؤدي إلى انخفاض معدل البطالة. الجريمة تختفي في الأحياء السكنية الفقيرة المكتظة.
الحجاب يصبح الزّي السائد، والحكومة تسمح بتعدد الزوجات. وتجبر الجامعات على تدريس القرآن. أما الشعب الفرنسي المخدر والفاسد، فيعود إلى سليقته التي عوّدنا عليها منذ الحرب العالمية الثانية، وهي التعاون مع المحتل آيا كان، ويتقبل فرنسا المتأسلمة الجديدة".
هكذا كان النقاش في الأوساط السياسية والإعلامية بفرنسا، قبل وقوع الاعتداء على الصحيفة الساخرة، سياق يوحي بأن هناك أطرافا أو جهات كانت تحضر لشيء ما، تتويجا للاعتداء اللفظي الذي تعرضت له الجالية المسلمة في فرنسا، على مدار أسابيع.. فمن يتحمل المسؤولية فيما حدث؟
من السهل إلقاء اللائمة على مرتكبي الاعتداء على "شارلي إيبدو"، لأنه عمل غير مبرر تحت أي مسوغ كان، غير أنه من غير العقلاني أيضا إهمال دور الحملة الإيديولوجية المسعورة، فيما حدث، بحجة أنها تدخل في سياق حرية التعبير والصحافة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.