عاد هاجس غياب الأمن بالمؤسسات التربوية ليؤرق الأولياء والتلاميذ على حد سواء، فأيادي المجرمين أصبحت تطال “البراءة” في الشارع وبالقرب من المدارس، في ظل غياب عقوبات ردعية، والأمن الذي أصبح يقتصر فقط على بداية الدخول المدرسي. فسيناريو الاختطاف والاغتصاب تكرر الأسبوع الماضي بالقرب من مدرسة سويداني بوجمعة، والضحية تلميذة لم يتجاوز عمرها 11 ربيعا. تفيد المعلومات الأولية بأن التلميذة التحقت صبيحة 19 فيفري الماضي بقسمها وأتمت دراستها في الفترة الصباحية بشكل عادي، وحينما دقت أجراس منتصف النهار، خرجت بمفردها إلى بيت أهلها لتناول وجبة الغداء، ولم تكن تتوقع بأن وقوفها لبعض الوقت أمام أسوار المدرسة يسوقها إلى مخالب وحش بشري اعتدى عليها جنسيا. وحسب محاضر السماع، فقد كانت التلميذة تنتظر إحدى زميلاتها بعد فترة من خلو المكان والتحاق التلاميذ بمنازلهم، لتتفاجأ بالمتهم البالغ من العمر 20 سنة، يدنو منها محاولا الاستخفاف بعقلها واستدراجها إلى مكان مشبوه، فرفضت وحاولت الإفلات منه، ولأنه مقيم بجوار المدرسة استوقفها وقال لها إن والدته تناديها لتسألها عن أمور عائلية، كما لم يترك لها هامشا للتفكير أو التراجع، فألح عليها وترجاها فخطت خطوات متثاقلة إلى باب منزله، وحينها أمسك بيدها ودفعها إلى داخل منزله الذي كان خاليا من باقي أفراد عائلته. التلاميذ ينقذون زميلتهم و لما نجح في إقفال الباب الخارجي من الجهة الداخلية، استسلم الوحش لرغباته الحيوانية وأشبع نزواته بعدما وضع يده على فم الضحية التي لم تكن تقوى المقاومة أو الصراخ، ليبقى بعدها يفكر في سيناريو التخلص من تبعات فعلته. وأثناء تواجد الضحية بين مخالب ذلك الذئب البشري، كانت مجموعة من التلاميذ قد رصدت تحركاته المشبوهة، وشاهد بعضهم الطريقة التي استعملها في إدخال زميلتهم إلى منزله، فاحتشد بعضهم أمام منزله وقاموا بطرق الباب بكل قوة باحثين عن زميلتهم، فقرر المتهم الخروج إليهم لطردهم بعدما أمر الضحية بالبقاء داخل الغرفة، وما إن فتح الباب لمواجهة الزملاء الغاضبين حتى انطلقت الطفلة بسرعة وانفلتت من قبضته. وقد استقبلت فرقة الدرك الوطني بالقليعة والد الضحية، فأسرعت إلى إحضار التلميذة إلى موقع الجريمة وقامت بتتبع الأوصاف التي قدمتها، لتتمكن من إلقاء القبض عليه وتقديمه أمام الجهات القضائية بمحكمة القليعة. وتعيد حادثة اختطاف واغتصاب هذه الطفلة حالات أخرى مشابهة وقعت خلال السنوات الأخيرة، حيث اختطفت طفلة ذات 10 سنوات عند خروجها من مدرستها الابتدائية بحي تليملي بأعالي العاصمة، في أول يوم لها للدخول المدرسي عام 2011-2012، من قبل شخص عمره 49 سنة مطلق وأب لثلاثة أطفال، ترصد المجرم الطفلة عند خروجها من المدرسة، فأمسك بيدها بقوة وأخذها لإحدى العمارات المجاورة، وقام بالاعتداء عليها جنسيا، غير أن صراخ الضحية جلب انتباه شباب الحي الذين كان لهم الفضل في تخليصها من يديه، ليلقوا عليه القبض ويسلموه للشرطة. ويعاقب بعدها بخمس سنوات حبسا نافذا. وفي بلدية بابار (22 كم عن ولاية خنشلة) وبالضبط شهر ماي 2011، عثر مواطنون على تلميذة ذات 14 ربيعا، تدرس بالصف الثاني متوسط بإكمالية نصراوي عمار، وهي في حالة مزرية وعليها آثار عنف على مستوى الوجه، وتبين فيما بعد أنها تعرضت للاختطاف من قبل 3 أشخاص نزلوا من سيارة، ومن ثم اعتدوا عليها جنسيا بالقوة ورموها على قارعة الطريق. كما طالت أيادي المجرمين تلميذة أواخر العام الماضي باولاد جلال في بسكرة، ترصدوا لها أثناء عودتها من المؤسسة التربوية في الطريق للمسكن العائلي، وأجبروها على ركوب سيارة من نوع “طويوطا هيليكس”، ليتوجهوا إلى غابة نخيل على ضفاف المدينة، ويتم الاعتداء عليها.