يصاب عدد من الأطفال في بطون أمهاتهم بأمراض القلب، نتيجة عدم اكتمال نمو هذا العضو طول مدة الحمل. وأحيانا تكون إصابة القلب وحيدة، وأحيانا تصحبها إصابات جانبية تعقد أمر المريض أكثر وتعرض حياته للخطر. وتمثل هذه الأمراض القلبية أكثر من ثلثي الوفيات عند الأطفال قبل بلوغهم سن الخامسة. القلب مكون من قسمين: الأيسر والأيمن يفصل بينهما حجاز، حيث يحتوي كل قسم على بطين وأذين، بينما يحمل البطين الأيسر الشريان الأورطي أو الأبهر الذي يدفع بالدم إلى باقي الجسم، والبطين الأيمن يكون حاملا للشريان الرئوي الذي يدفع بالدم إلى الرئتين، كما يستقبل الأذين الأيسر دم الرئتين والأذين الأيمن دم باقي الجسم. إن مختلف أجزاء القلب المذكورة بالإضافة إلى الصمامات، وعددها أربعة، كلها معرضة للإصابة بشذوذ أو ضرر ما طوال مدة الحمل، وتسمى الأمراض القلبية الخلقية، وهي ليست وراثية، أي أن الوالدين ليسا المسؤولين عن نقل هذا المرض لأبنائهم، وإنما يصاب به الابن وهو جنين في بطن أمه، وتتمثل أسباب الإصابة به في: 1- اتصال غير طبيعي ما بين الفجوات اليمنى واليسرى، ما يسبب اختلاط الدم الصافي الناقل للأكسيجين بالدم غير الصافي الذي ينقل ثاني أكسيد الكربون. 2- شذوذ يمس إحدى صمامات القلب الذي يعيق وظائفها عند مرور الدم. 3- شذوذ عضلة القلب. 4- تضرر الغلاف الداخلي أو الخارجي للقلب. 5- الإصابات الفيروسية التي تتعرض لها الأم أثناء الحمل مثل داء الحمراء، أو تناولها لبعض الأدوية، أو ربما لتحولات تمس المورثات بسبب من الأسباب. وتبقى هذه الأمراض دائما تمثل خطرا على الطفل طوال حياته، وتحتاج إلى التكفل بها، قبل أن تخلق مضاعفات وتضر بالقلب وتعكر وظائفه، لأن الشفاء منها ممكنا.