ورد لفظ (نذر) بمشتقاته في القرآن الكريم في واحد وثلاثين ومائة موضع، جاء في تسعة وأربعين موضعًا بصيغة الفعل، من ذلك قوله تعالى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} مريم:26، وجاء في اثنين وثمانين موضعًا بصيغة الاسم، من ذلك قوله سبحانه {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى} النَّجم:56. وأكثر الاشتقاقات تواردًا من هذا اللّفظ لفظ (النّذير)، فقد ورد في أكثر من ثلاثين موضعًا، من ذلك قوله تعالى: {فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} المائدة:19. وقد اقترن (التّبشير) مع (الإنذار) في القرآن الكريم في ستة عشر موضعًا، منها قوله سبحانه {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} البقرة:119. وجاء لفظ (نذر) وما اشتق منه في القرآن الكريم يفيد خمسة معانٍ، هي: تحذير الخلق وتنبيههم، من ذلك قوله سبحانه {أَنْ أَنْذِرْ النَّاسَ} يونس:2، ونظير هذا قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} البقرة:6. وبمعنى الخبر، كقوله عزّ وجلّ: {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى} النّجم:56، ونظير هذا قوله تعالى: {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلْيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ} التّوبة:122. والرسل، وهذا كثير في القرآن الكريم، من ذلك قوله سبحانه {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُر} القمر:23، ونظير هذا قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} الملك:8. والنَّذْر الّذي يوجبه العبد على نفسه، كقوله سبحانه {وَلِيُوَفُّوا نُذُورَهُمْ} الحجّ:29، ونظير هذا المعنى قوله عزّ وجلّ:{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ} البقرة:270. والمعني الأخير: النّبيّ محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم، كقوله سبحانه {وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ} فاطر:37.