تحوّل اللقاء المخصص، أمس، لمناقشة مسألة الاندماج الاقتصادي في إفريقيا، إلى منبر لسفراء مختلف الدول الغربية، لعرض الاستراتيجيات المختلفة للدول الأوروبية والأمريكية والآسيوية، التي تخطط من خلالها لتعزيز تواجدها في الدول الإفريقية بالاستمرار في استغلال ثرواتها، خاصة منها الصين التي تنوي الرفع من استثماراتها في الدول الإفريقية إلى 400 مليار دولار في آفاق 2020، مقابل 15 مليار دولار فقط استثمرها أفارقة في هذا البلد. قال رئيس الرابطة الجزائرية الموريتانية للتضامن، عبد الله أحمد سالم، على هامش الملتقى المنظم، أمس، من طرف كونفدرالية إطارات المالية والمحاسبة، بمكتبة الحامة بالجزائر، إن 90 في المائة من ثروات القارة الإفريقية تستغلها دول قارات أخرى، على حساب شعوبها التي تعاني الفقر، معلنا عن ميلاد رابطة ترقية العلاقات التجارية والاقتصادية الإفريقية، التي سيترأسها كريم محمودي، رئيس كونفدرالية إطارات المالية والمحاسبة. ويرى المسؤول نفسه أن الرابطة التي سيتم إنشاؤها تهدف إلى تعزيز ودعم العلاقات التجارية بين الدول الإفريقية التي تكاد تكون منعدمة. من جهته، كشف السفير الصيني في الجزائر، يانغ غوانغ يوي، خلال مداخلته، عن وضع بلده لمخطط تنموي للاستثمار في الدول الإفريقية، يرتكز أساسا على انجاز الهياكل القاعدية، مثل إنشاء شركات طيران مختلطة بين الصينية ونظيرتها الإفريقية، إلى جانب تحديث شبكات النقل بالسكك الحديدية. وبلغت استثمارات الصين، حسب السفير، ما تتجاوز قيمته 100 مليار دولار، تنوي الصين الرفع من مستواها إلى 400 مليار دولار في آفاق 2020. في الإطار نفسه، قال يانغ غوانغ يوي إن الصين باستثماراتها متواجدة في الأربعين بلدا إفريقيا، معترفا بإغراق أسواقها بالمنتجات الصينية التي تسببت في إضعاف سياستها التصنيعية. على صعيد آخر، أشار السفير المكسيكي في الجزائر إلى الجهود التي تبذلها المكسيك لتعزيز تواجدها في الدول الإفريقية، معترفا بتدني مستوى تبادلاتها التجارية مع دول القارة الإفريقية التي لا تتجاوز ما يعادل 2 مليار دولار. في السياق ذاته، أوضح ممثل سفير الاتحاد الأوروبي بالجزائر أن 10 في المائة من واردات دول الاتحاد متأتية من الدول الإفريقية بما قيمته 70 مليار دولار، فيما تقدر صادرات الاتحاد الأوروبي إلى إفريقيا بما يعادل 165 مليار دولار، ما يمثل 9 في المائة من صادراتها الإجمالية.