عاد المخرج بشير لعلالي من مسرح بجاية بمنتوج جديد هذا الأسبوع، تمثل في مسرحية “دز أخويا دز” التي عرضت ليلة أول أمس بالقاعة الكبيرة لمسرح بجاية، والتي حظيت بحضور قياسي للجمهور الذي أراد اكتشاف الطاقات الكامنة في روح المخرج لعلالي. ويأتي ذلك بعد الناجح الباهر الذي حققته مسرحيته السابقة “دينوصور” التي حصدت جوائز كثيرة على المستويين الوطني والدولي. عُرف المسرحي بشير لعلالي بميله لمسرح العبث الذي عادة ما يلجأ إلى التلقائية للتعبير عن محتوى الرسالة التي يرغب في إيصالها للجمهور العريض، وهو ما يتبين من خلال اختياره لعدد من الممثلين الذين نادرا ما يقتحمون الخشبة الركحية، منهم الممثل بوسكين الذي لعب دور المتطرف، ورضا عياش، سفيان بوكموش، وماسينيسا فتيس الذي يصعد لأول مرة لعالم الخشبة، وكذلك الممثل القادم من الصحراء الغربية شيخ سالك، إلى جانب الدور الرئيسي الذي لعبه المخرج نفسه، والذي حاول أن يكشف أنه إذا كان في مسرحية “دينوصور” قد ندد بالديكتاتورية، فإن “دز أخويا دز” جاءت للتنديد بتصرفات الحكومات العربية التي أصبحت تمثل خطرا على شعوبها أكثر من أعدائها الحقيقيين، من خلال التناحر الذاتي وتحولها إلى عصا مطواعة في يد الأعداء لتركيع الشعوب المقهورة. واعتبر المخرج من خلال العرض المسرحي أن ما يحدث في الساحة العربية اليوم من تجاوزات وتصادمات وتلاعبات، مسرحية من تأليف الغرب وإخراج ولعب الأدوار الحكام العرب. وبالنسبة للنص المسرحي المعتمد من طرف المخرج، فهو مليء بالرمزية والإيحاء واللعب بالكلمات وسط موسيقى صاخبة تعبر عن سخط المجتمع تجاه واقعه. وقد لجأ المخرج إلى تقليد طريقة العرض لعبد القادر علولة وسليمان بن عيسى. وحول هذه المسرحية، قال المخرج إنه منذ تنصيب عمر فطموش على رأس مسرح بجاية أعطى دينامكية للعملية الإنتاجية، ومنح الفرصة للمخرجين الشباب للتعبير عن كفاءاتهم وطموحاتهم، وهو ما جعل الجميع يعتبرونه “أبا النهضة المسرحية الحديثة في الجزائر”.