تطرح الاتهامات التي وجهها وزير الخارجية التونسي، الطيب البكوش، إلى تركيا، في مقابل ترحيبه بعودة السفير السوري إلى تونس، مؤشرات جدية بشأن التحول اللافت في السياسة الخارجية لتونس منذ تسلم الحكومة الجديدة مقاليد الحكم قبل ثلاثة أشهر. قدمت تونس توضيحات إلى تركيا بشأن التصريحات المثيرة التي أدلى بها قبل أيام وزير الخارجية التونسي، الطيب البكوش، والتي اتهم فيها تركيا بالتساهل مع المقاتلين التونسيين والسماح لهم بالعبور إلى ساحات القتال في سوريا والعراق، وقال مساعد وزير الخارجية التونسي المكلف بالشؤون العربية والإفريقية، التهامي العبدولى، في تصريح صحفي إن “الجانب التركي أبدى تفهمه للسياق الذي تمت فيه تلك التصريحات للوزير البكوش”، وأكد أن “هذا الملف المتعلق بتصريحات بخصوص تركيا أغلق نهائيا”. وأوضح العبدولي “أن الخارجية التونسية راسلت سفير تونس لدى أنقرة، محمد صالح تقية، الذي نقل توضيحات إلى الخارجية التركية، وانتهت المسألة بتفهم أنقرة لسياق تصريحات البكوش”. ونفى العبدولي أن تكون تصريحات البكوش حملت اتهاما إلى تركيا، لكنه أشار إلى أن “تونس ستطلب من تركيا بذل قصارى جهدها لمنع التونسيين من دخول سوريا باعتبارهم يعودون إلى تونس كإرهابيين”. لكن تزامن تصريحات البكوش بشأن تركيا، مع تصريحاته بشأن سوريا وإعلانه بدء التطبيع التدريجي للعلاقات بين البلدين، بعد ما يقارب الثلاث سنوات من القطيعة، رأى فيه المراقبون تحولا في سياسة تونس الخارجية، التي كانت تضع تركيا ضمن القطب الحليف لتونس، وتضع سوريا في قطب القطيعة، وينطوي هذا التحول على توجه تونس إلى الخروج من سياسة المحاور والأحلاف التي اندفعت إليها في السنوات الأخيرة، وهو ما كان عبّر عنه الرئيس السبسي في حوار سابق ل«الخبر” أكد فيه أن تونس بلد صغير وليس في مقدوره الانخراط في سياسة المحاور والتحالفات، وهو ما يفسر التحول أيضا في السياسة الخارجية والمواقف التونسية من الأزمة في ليبيا وانفتاحها على طرفي الصراع بالقدر نفسه في الفترة الأخيرة.