جدل حول تأمين الرئيس السابق منصف المرزوقي في فرنسا نفى رئيس الجمهورية التونسي الباجي قايد السبسي عودة السفير السوري إلى تونس مؤكدا أن أي قرار بخصوص المسألة سيكون ضمن الإجماع العربي. واستغرب السبسي في لقاء تلفزيوني بثته "فرانس 24"، تصريح وزير خارجيته الطيب البكوش بخصوص ترحيب تونس بعودة السفير السوري، مضيفا "ربما ما أراد الوزير قوله هو حرصنا على إعطاء ضمانات أكثر للجالية التونسية الموجودة في سوريا وربما.. نكلف من يهتم بشؤونهم.. وهذا سيقع إقراره عند الاقتضاء". وأكد الرئيس التونسي أن بلاده لن تغير سياستها بخصوص المسألة ولن تقوم بأي عمل دون موافقة كل الأطراف في الجامعة العربية. وكان وزير الخارجية التونسي أعلن عن قرب إرسال ممثل دبلوماسي إلى سوريا معبرا عن ترحيب بلاده في الوقت ذاته بعودة السفير السوري إلى تونس. وقال البكوش في مؤتمر صحافي عقده الخميس الماضي بقصر الحكومة في العاصمة تونس: "سنرسل في قادم الأيام تمثيلا قنصليا أو دبلوماسيا قائما بالأعمال إلى سوريا"، مضيفا "أبلغنا الجانب السوري بإمكانية إرساله سفيرا لسوريا في تونس، وقررنا رفع التجميد الدبلوماسي في سوريا وليبيا". وكانت تونس أغلقت سفارتها في دمشق مطلع عام 2012 بعد أن اتخذت قرارا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق في فترة الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي. وقررت الحكومة التونسية المؤقتة برئاسة المهدي جمعة في عام 2014 فتح مكتب في دمشق لإدارة شؤون رعاياها في سوريا. ويذكر أن سوريا دانت بشدة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مؤخرا المتحف الوطني التونسي وتسبب في مقتل أكثر من 20 شخصا أغلبهم من السياح الأجانب، وأعربت عن تعاطفها مع تونس، وعبرت عن تعازيها ومواساتها لذوي الضحايا. وفي تطور آخر، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية التونسية، مختار الشواشي، أنَّ تصريحات وزير الخارجية، الطيب البكوش، الأخيرة، لم تتهم تركيا بدعم الإرهاب. وأوضح الشواشي أنَّ الخارجية كلفت السفير التونسي في أنقرة نقل توضيحات للجانب التركي، مشيرًا إلى أنَّ تصريحات الطيب البكوش أُخرجت من سياقها "إعلاميًّا". وشدَّد على أنَّ علاقة تونسبتركيا ستبقى طيبة. وفي ما يتعلق بإعلان الخارجية عودة العلاقات الدبلوماسية مع سورية، وبسؤاله حول تضارب تصريحات وزير الخارجية الطيب البكوش وتصريحات رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في المسألة، رفض الشواشي التعليق عن ذلك، قائلا "لا علم لي بالأمر". من ناحية أخرى، اتهم عضو مجلس النواب التونسي، عماد الدايمي، سلطات بلاده برفض السفارة التونسية في باريس توفير المرافقة الأمنية للرئيس السابق منصف المرزوقي خلال الزيارة التي يؤدّيها إلى فرنسا. وأكد الدايمي، في كلمة بمجلس النواب أنَّ المرزوقي تقدَّم بطلب توفير الحماية الأمنية له قبل موعد سفره إلى فرنسا، مضيفا "المرافقة الأمنية انتهت إلى حدود باب الطائرة في تونس، فيما غابت التشريفات لدى نزوله بالمطار الفرنسي". وأشار إلى أنَّ الرئيس السابق تخلّى عن جميع الامتيازات العينية القانونية، ولم يطلب سوى استمرار الحماية الأمنية؛ نظرًا «للتهديدات الإرهابية الراهنة". وعلى النقيض، قال الناطق باسم وزارة الخارجية التونسية مختار الشواشي إنَّ سفارة تونسبباريس وفَّرت جميع التسهيلات بطلب من رئاسة الجمهورية لضمان حماية الرئيس السابق منصف المرزوقي. وأضاف الشواشي أنَّ أمنيين فرنسيين وتونسيين رافقوا المرزوقي في باريس إلى مقر إقامته.