دعت ”جبهة العدالة والتنمية” السلطة إلى الاستماع لمقترحات المعارضة، وأن تتجاوب مع مطالبها في إطار التعاون على ”حشد طاقات البلد المادية والمعنوية خدمة للصالح العام وكي يشيدوا جميعا نظاما يقوم على الشرعية الحقيقية”. انتقدت ”العدالة والتنمية”، في بيان توج أشغال الدورة العادية للمجلس الشوري، مساء أول أمس، الطريقة التي تتعاطى بها السلطة مع أحزاب المعارضة، مشيرة في هذا الصدد إلى أنه وبعد مرور أكثر من ربع قرن على الانفتاح السياسي إلا أن ”الثقافة الواحدية وروح الاستعلاء والاستغناء، جعلت السلطة ترفض النصح وتصر على انتهاج سياسات التزوير والنهب والفساد، بالموازاة مع إفساد الشعب وإذلاله وتفقيره”. وفي هذا السياق، أشارت ”جبهة العدالة والتنمية” إلى ”استمرار السلطة في رفض مقترحات المعارضة بتأسيس هيئة مستقلة تتولى الإشراف الكامل على الانتخابات والاستفتاءات، وخاصة انتخابات مسبقة والذهاب إلى دستور يعزز مكانة ثوابت الأمة، ويحفظ الحقوق والحريات والتعسفات، ويحقق التوازن في الصلاحيات ويوجد مؤسسات الرقابة الفاعلة على أعمال السلطة”. كما انتقد المجلس الشوري لحزب جاب الله، ”إلحاح السلطة على استغلال الغاز الصخري رغم ظهور مضاره، ورفض الشعب له، زيادة على قرار تشجيع استغلال الخمر والتجارة فيه”، بما ”يفتح الباب أمام شيوع شتى أنواع الأمراض الاجتماعية”. واغتنمت ”العدالة والتنمية” المناسبة للتحذير من ”المشكلات التي نعيشها منذ عقود، يتطلب حلها تعديلات عميقة وشاملة وواسعة في الدستور، وليس جزئيا، يستهدف إدراج تحويرات تزيينية مثل عدد العهدات الرئاسية ومنصب رئيس الحكومة، متجاهلا الاختلالات في باب الحريات وصلاحيات مؤسسات الحكم وأساسيات الحكم”. وبعد أن اتهم واضعي الدستور الحالي والقادم ب«تعمد ترك تلك الثغرات والاختلالات لاستعمالها في وقت الحاجة”، من منطلق ”الثقافة الواحدية الموالية فكريا لفرنسا”، في إشارة ضمنية لوجود اقتباسات من الدساتير الفرنسية، ”تناضل بها وتعمل من أجل تكريس الولاء لفرنسا وأهدافها التي عجزت عن تحقيقها طيلة فترة تواجدها الاستيطاني”. وعن دعوات الحوار التي تطلقها السلطة عبر حلفائها في جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، أوضح حزب جاب الله: ”لدينا تجارب مع هذا النظام، تحاورنا معه عدة مرات إلا أننا نقف في كل مرة على نفس الخطأ والضحك على الناس وتنفيذ ما يريدونه هم.. هي مناورات وكذب وضحك علينا وعلى الشعب وتلاعب بمشاعر الناس”.