وزير الإشهار يريد أخلقة الإعلام بالإشهار.. وهو في الحقيقة يريد إفساد الإعلام بالإشهارǃ في بداية العهدة الأولى للرئيس بوتفليقة قام وزير الطاقة، شكيب خليل، بإلغاء القانون العضوي للإعلام بتعليمة وزارية، وخاصة المادة التي تفرض على المؤسسات والهيئات العمومية نشر المناقصات في صحيفة وطنية. خدمة للشفافية والتنافس على الفوز بالمناقصات والإشهار يمنع منح الصفقات بالتراضي وتحت الطاولة، ويمنع أيضا شرب نخب هذه الصفقات ب10 أو 20% لمن بيده منح هذه الصفقات. الوزير شكيب أنشأ نشرية داخلية نشر فيها إشهار الصفقات مع الطليان والفرنسيين والأمريكان خارج الترتيبات القانونية لقانون الإعلام وقانون الصفقات العموميةǃ وهذا الوضع هو الذي سمح بعدم الشفافية في الصفقات في عهد شكيب، وبالتالي حدث ما حدث من كوارث فسادية تعاني منها البلاد حاليا؟ǃ اليوم قام سلال باسم الرئيس خلال الحملة الانتخابية الرئاسية بتوزيع مبالغ مالية خارج إرادة الشعب المتمثلة في البرلمان.. ولا أحد تحدث عن هذا العمل المضاد للقانون.. حيث يقوم رئيس حملة الرئيس وهو مستقيل من الحكومة (نظريا) بتوزيع أموال خارج القانون على البلديات والولايات لشراء ذمم الناخبين نظريا، وأكمل وزير الإشهار ما قام به مدير حملة الرئيس سلال.. فقرر وزير الإشهار منع الإشهار العمومي من النشر في الصحف واسعة الانتشار حتى لا تكون هناك شفافية في منح الصفقات بالأموال التي قررتها الحكومة خارج أي رقابة على هذه الأموال. الأمر تم هكذا، لأن الأحزاب التي قادت حملة الرئيس الانتخابية جمعت أموالا طائلة من المقاولين المفترضين، تقدر هذه الأموال بآلاف المليارات، وكان الوعد الذي قدمه زبانية الرئيس لهؤلاء هو تعويضهم بمشاريع من الدولة والقطاع العام العمومي تعوض لهم أضعاف ما دفعوه لحملة الرئيسǃ لهذا جاءت فكرة وزير الإشهار بإلغاء الإشهار العمومي ومنعه عن الصحف واسعة الانتشار حتى لا تشوّش على حق هؤلاء المقاولين في الحصول على أموالهم عبر أخذ صفقات خارج الشفافية؟ هل من الصدفة أن العديد من الصفقات العمومية على مستوى الوزارات والبلديات والولايات والمؤسسات العمومية تمت بالتراضي وبدون إشهار مناقصات؟ǃ أي أن الوزير ساهم في (أخلقة الفساد) وتنميته وليس أخلقه الإعلام بالإشهار؟ǃ في عنابة مثلا الهوشة التي نشبت بين جماعة المقاولين الذين ساندوا الرئيس، وبين الجماعة التي اشتغلت مع الرئيس بالترنب له في الرئاسيات وإعطائه الشرعية الانتخابية، هذه الهوشة هي التي كانت وراء موت والي عنابة ووراء كل الكوارث الحاصلة في هذه المدينة، هذا هو إشهار ڤرين.