أخذت الأحداث التي عرفتها المقابلة بين وفاق سطيف وضيفه الرجاء البيضاوي، منعرجا جديدا، بعد دخول حزب الاستقلال المغربي على الخط للتعبير عن ”استنكاره” لما وصفه البيان الذي أصدره الحزب، بالاعتداءات الشنيعة التي تعرض لها الوفد المغربي، بمناسبة المقابلة التي جمعت الوفاق والرجاء في إطار الدور ثمن النهائي لرابطة أبطال إفريقيا، يوم الجمعة، بملعب 8 ماي 45 بسطيف. وأدان حزب الاستقلال، المعروف بأطروحاته التوسعية وتطاوله المستمر على الجزائر، في بيان نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، بشدة، ”العدوانية المترسخة في عقول أجهزة الأمن الجزائرية”. وطالب حزب الاستقلال الحكومة المغربية ب«اتخاذ إجراءات حازمة ضد السلطات الجزائرية، باعتبارها مسؤولة بشكل مباشر عن الاعتداء بالضرب والسب والشتم الذي تعرض له فريق وجماهير الرجاء البيضاوي، في مناسبة رياضية كان من المفروض، حسبه الحزب، أن تكون فرصة لتعزيز أواصر الأخوة والمحبة بين الشعبين الشقيقين”. ووجه الحزب نداءه إلى المسؤولين الرياضيين بالمغرب ل«العمل من أجل متابعة ومحاسبة السلطات الجزائرية على وحشيتها المجانية أمام المسؤولين الرياضيين على المستوى العالمي”. ومثلما يبدو، فإن الحزب المعروف بتطرف أفكاره وبمعاداته للجزائر، لم يجد صدى لتسويق أطروحاته المعروفة بغير المبررة، إلا الأحداث الأخيرة للترويج لأفكاره لكسب أصوات جديدة وسط المغاربة من خلال دغدغة العواطف. فبدل أن يترك الهيئة المختصة قاريا تقوم بمعالجة المسألة في إطارها الرياضي، نصّب حزب الاستقلال نفسه مسؤولا عن اللعبة في إفريقيا، كما دعا السلطات المغربية إلى اتخاذ إجراءات ضد الجزائر، وكأن الجزائر تفتقد للأدوات التي تجعلها ترد على أي وسيلة ضغط. وتناسى حزب الاستقلال الحديث عن السموم التي تنقل إلى الجزائر عبر الحدود الغربية، كما تناسى إثارة المناوشات التي يفتعلها المغاربة ضد الجزائريين على الحدود، فكان من الأجدر على حزب الاستقلال، الذي يعارض بشدة حق الصحراويين في تقرير مصيرهم، طرح حلول لتسوية المشاكل العالقة، خاصة ما تعلق منها بالمخدرات والتهريب، بدلا من تسميم العلاقات أكثر بين الجزائر والرباط، خاصة وأنه لم يصدر أي تعليق حاد من السلطات السياسية الجزائرية للرد على اتهامات المملكة. وبنشره البيان التحريضي والناري ضد الجزائر، بحث الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، عن إعادة ترتيب أوراق حزبه بخصوص علاقاته مع الأندية الكروية، يتقدمها الرجاء، الذي رد بهجوم قوي، مثلما أكدته تقارير صحفية مغربية، في وقت سابق، على حزب الاستقلال بعد إثارة أمينه العام للميزانية الكبيرة للرجاء في خطوة سعى من خلالها الحزب إلى تلميع صورته والظهور في ثوب المدافع عن مصالح المغاربة، في وقت تشهد شعبيته تراجعا.