استمعت محكمة بئر مراد رايس بالجزائر العاصمة، أول أمس، لأربعة أشخاص، من بينهم تاجر عقار، وشرطيان، بتهمة النصب والاحتيال،والتبليغ عن جريمة وهمية، مع حيازة المخدرات لغرض الاستهلاك الشخصي، راح ضحيتها صاحب وكالة لبيع السيارات، بعد أن أوهموه بشراء شقته المتواجدة بمنطقة العاشور في العاصمة، والتي تقدّر قيمتها ب5 ملايير و250 مليون سنتيم، ليقوموا بتوريطه في قضية متاجرة بالكوكايين للتهرب من تسديد باقي المبلغ المقدّر ب3 ملايير سنتيم. 30 مليون و”إيبيزا” لشراء شقة بالعاشور ترجع وقائع القضية من خلال جلسة المحاكمة، التي دامت أكثر من ساعتين، لشهر ماي من السنة الماضية، إثر إيداع الضحية لشكوى قضائية يتهم فيها صديقا له رفقة ثلاثة أشخاص آخرين، أحدهما تاجر عقارات والآخران شرطيان، بتجريده من شقته بالعاشور في العاصمة التي تتربع على مساحة 80 مترا مربعا. وكان المعنيون قد دفعوا تسبيقا بقيمة 30 مليون سنتيم للضحية وعرضوا عليه صورة سيارة ملك لتاجر العقارات، من نوع “إيبيزا” ووعدوه بمنحها له كجزء أيضا من التسبيق، مؤكدين له بأن هذا التاجر أعارها وفور استعادتها سيضمّها لمبلغ التسبيق، ليبقى في ذمّته عقب ذلك مبلغ 3 ملايير سنتيم ونصف. ..الكوكايين للاستيلاء على الشقة وتبيّن من خلال مجريات جلسة المحاكمة، أنه وللتهرب من تسديد باقي المبلغ والمقدّر ب 3.5 مليار سنتيم، قام المتهمون بدس الكوكايين داخل سيارة الضحية لتوريطه في قضية متاجرة بالمخدرات، مستغلين سذاجة الضحية الذي لا يعرف القراءة والكتابة، حيث اصطحبوه لمكتب موثقة بالمحمدية من أجل مباشرة عملية بيع العقار، أين أخطروا الموثقة بأن صاحب العقار مطلع على جميع بنود العقد حتى لا تقوم بتلاوتها عليه، ليتفاجأ بعد أيام من صدور قرار بطرده من شقته بعد أن عادت ملكيتها لتاجر عقارات. وبعد إيداع الضحية شكوى قضائية ضد المتهمين، تفاجأ بإقحامه في قضية مخدرات، بعد التبليغ عنه في نفس اليوم الذي حدده له التاجر لتسليمه باقي المبلغ والذي كان بمستشفى بن عكنون بالجزائر العاصمة. المتهم الرئيسي: “الضحية فبرك القضية” ومثل المتهمون للمحاكمة، على رأسهم المتهم الرئيسي، وهو تاجر في مجال العقارات، الذي صرح أن القضية مفبركة وحيكت ضده للنيل منه، لينكر ارتكابه لجريمة النصب والاحتيال ضد الضحية، مؤكدا بأن عقد ملكية الشقة صحيح وقانوني. من جهته، رافع دفاع الضحية، المحامي “سيدي السعيد” على أساس أن موكّله تعرّض لعملية نصب أغرب من الخيال، تمت حياكتها على يد عصابة مثّلت عليه فيلما هوليووديا بطريقة محكمة، وحاولت زجّه في السجن بدسّ الكوكايين في سيارته، وتمكين التاجر من الاستيلاء على شقتة. أما وكيل الجمهورية، فقد طالب بتسليط عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا وغرامة 200 ألف دج، مع التماس بالقبض الجسدي في حق المتهم في الجلسة، لتنتهي المحاكمة بإدانة كل من صديق الضحية وتاجر بعقوبة سنتين حبسا نافذا، في حين استفاد الشرطيان بالبراءة من الأفعال المنسوبة إليهما.