في سابقة هي الأولى من نوعها، لم يسبق أن شهدتها المستشفيات العمومية، اقتحم مدير المؤسسة الاستشفائية مكور حمو لعين الدفلى قاعة العمليات وطرد منها الطبيب المختص في جراحة الأعصاب والمخ، ”ب.م.أ”، ومريضه من فوق طاولة الجراحة. بدأت معاناة الطبيب عندما التحق بالمؤسسة الاستشفائية للعطاف بولاية عين الدفلى، في 2 سبتمبر 2013، أين كان يعمل في ظروف صعبة بسبب اهتراء قاعة العمليات وانعدام التجهيزات الطبية، ما جعله يطرح المشكل على مدير الصحة لولاية عين الدفلى، الذي أصدر قرارا يقضي بنقله إلى المؤسسة الاستشفائية للولاية. غير أن عملية التحويل لم تحل المشكل، حسب الطبيب، الذي أكد أنه كان يتقاسم قاعة العمليات الوحيدة بالمؤسسة الاستشفائية مع 17 طبيبا مختصا في جراحة العظام، فيما وعده مدير الصحة للولاية بوضع برنامج لإجراء العمليات الجراحية، في انتظار فتح قاعتين جديدتين، وهو ما دفع ضريبته، يضيف المتحدث، 18 مريضا كان يشرف على علاجهم. وبقي الطبيب ”يحارب”، كما قال، من أجل مرضاه، إلى أن حدث أن اقتحم مدير المستشفى قاعة العمليات وطرده ومرضاه الثلاثة منها دون أي سابق إنذار، ليخبره بأنه قد ”تم توقيفه ويمنع عليه ممارسة أي نشاط”. كما ذكر أن سبب طرده قد يعود إلى قرار تحويله، والذي تم دون التفاوض مع السلك الصحي للمؤسسة الاستشفائية، ليناشد في الأخير وزير الصحة التدخل العاجل والفصل في القضية. وحسب ما جاء في رد مدير المستشفى، ”فإنه ليس له حق توقيف أي طبيب، غير أن ما في الأمر أن الإدارة رفقة الفريق الطبي ورئيس مصلحة قاعات العمليات الخاصة بالجراحة أشعرت المدير الولائي في اجتماع بمديرية الصحة بالضغط الكبير والاختناق الذي تشهده المؤسسة يوميا في العمليات الجراحية، إذ يتداول عليها 44 جراحا في كل الاختصاصات، لاسيما جراحة الأطفال، والعظام، وأمراض النساء والولادة”. وبخصوص قضية الطبيب ”ب.م.أ”، فقال المصدر إنه منتدب مؤقتا من مستشفى العطاف وتم إعادته إلى منصبه الذي عين به لأول مرة بسيدي بوعبيدة، بقرار من مدير الصحة الذي تفهم وضع الضغط المسلط على قاعات العمليات. من جانبه، أوضح رئيس مصلحة قاعات العمليات، الدكتور سمير بوعزدية، أن حالة الاختناق والضغط ضاعفت من متاعب الجراحين الذين يتنافسون يوميا على هذه القاعات، التي لم تعد كافية للطلب المتزايد، فقرار إعادة الطبيب إلى مكان تعيينه الأول إجراء صائب بهدف تغطية النقص الموجود بالعطاف التي بها 5 قاعات للعمليات، لأن الموجود بمستشفى مكور حمو لم يعد يستوعب العدد الهائل من المرضى، لذلك فتفهم المدير الولائي بإعادة الطبيب إلى مستشفى العطاف يصب في مصلحته، يقول رئيس قسم الجراحة بعين الدفلى، الذي شدد على توسيع هذا القسم لتزايد عدد المرضى من الولايات المجاورة.