أميمة بلوصيف، فتاة يافعة، يحركها الطموح وتدفعها الرغبة القوية في إتمام حفظ القرآن الكريم باللغات الأجنبية خدمة للدّين، ودعمًا للدعوة الإسلامية السّمحة في بلاد الغرب. بدأت الفتاة الّتي لم تبلغ سن الرشد بعد، في حفظ القرآن الكريم وتفسيره باللّغة الفرنسية أوّلاً، آملة أن تكون يومًا ما من الدّاعيات المسلمات لدين الله بأوروبا الناطقة باللغة الفرنسية، وهذا طبعًا بعدما أتمّت حفظ كتاب الله كاملا قراءة بقراءة ورش وتفسيرًا، في مدّة زمنية لم تتجاوز 4 سنوات، وهذا بمدرسة حمزة بن عبد المطلب بحي كرنيف ببلدية عين آزال الواقعة جنوب ولاية سطيف، أين ولدت لها رغبة شديدة في حمل همّ الدعوة في أرض الله، وهي تتصفّح قاموسًا بالصّدفة بمكتبة هذه المدرسة، وهنا قرّرت أميمة أن تتم الحفظ بالعربية وكان لها ذلك، وبعده باللغة الفرنسية، وقد قطعت شوطًا لا بأس به في هذا المجال. كما قرّرت أن تجاهد النّفس في دراستها الثانوية، خاصة وهي على أبواب شهادة البكالوريا، من أجل أن تحصل على معدل يسمح لها بمتابعة الدراسات الإسلامية بمدرجات الجامعة، ممّا يعبّد لها طريق الدعوة إلى سبيل الله مستقبلا. وبدأت دراسة الأحكام الشّرعية بالقراءات العشر على يد أحد المجازين، غير أنّ المهمّة لم تكتمل بعد، مع العلم أنّ أميمة تحلُم حاليًا بالمشاركة في المسابقة الوطنية لفرسان القرآن، بعدما بلغت السن القانونية، خاصة وأنّها تمكّنت من افتكاك المراتب الأولى في حفظ القرآن الكريم في جُل المسابقات المنظمة محليًا بسطيف، على غرار حصولها على المرتبة الأولى في حفظ الرُّبُع “خمسة عشر حزبًا” والثانية في حفظ النّصف “نصف القرآن الكريم” ومراتب أخرى مشرّفة في الختمة الشّريفة “كاملاً”، على أمل حصولها على المرتبة الأولى في مسابقة “فرسان القرآن” في ظلّ توفّر الإرادة ووجود الرّغبة القوية.