كشفت نتائج دراسة أجريت في مخبر التغذية الإكلينيكية والأيضية بجامعة وهران، حول موضوع العادات الغذائية السيئة لدى المراهقين في المدارس، أن 13 بالمائة من الأطفال دون 17 يعانون من وزن زائد، وهؤلاء لديهم متوسط ضغط الدم عال، ما يزيد من خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وصفت رئيسة المؤسسة الجزائرية للتغذية، والباحثة للتغذية الإكلينيكية بجامعة وهران، الأستاذة مليكة بوشناق، نتائج الدراسة بالمقلقة للغاية، حيث أظهرت أن المستهلك الجزائري يعاني من ضعف من حيث التوازن الغذائي. وأوضحت المتحدثة، في ندوة صحفية حول “الغذاء غير المتوازن” بفندق السوفيتال، أمس، أن الدراسة شملت 400 مراهق متمدرس تتراوح أعمارهم بين 10 و17 سنة، وأظهرت أنهم يعانون من شذوذ متعلق بالأيض، وهو عملية حرق الجسم للطاقة واستخدامها، والوقاية منه تتطلب برنامجا تربويا غذائيا وممارسة الرياضة بانتظام. وكشفت نتائج عينة الدراسة العديد من المؤشرات التي تبين العادات الغذائية السيئة وتأثيرها على الشباب الجزائري، أهمها خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، علما أن النشاط الرياضي لهؤلاء المراهقين يقتصر على ساعتين في الأسبوع، أي أقل بكثير من المتوسط الذي توصي به منظمة الصحة العالمية، والذي يدعو إلى نشاط بدني لا يقل عن ساعة يوميا. كما بينت نتائج الدراسة أن 40 بالمائة من هؤلاء المراهقين يقضون أكثر من ساعتين في اليوم أمام الكمبيوتر وجهاز التلفزيون الذي يفضلون تناول الأكل أمامه. وتعكس الأرقام التي خلصت إليها الدراسة وجود تعايش بين سوء التغذية وزيادة الوزن في نفس البيئة، إذ أن 16 بالمائة من عينات الدراسة لديهم تأخر في القوام والنمو، 13 بالمائة لديهم زيادة في الوزن و5 بالمائة يعانون من السمنة. وذكرت المتحدثة أن المؤسسة الجزائرية للتغذية بصدد إعداد دراسة أعمق ستشمل 3000 طفل ومراهق في مدارس وهران، مشيرة إلى ضرورة تنظيم حملات تحسيسية حول التغذية السليمة في الوسط المدرسي، وهو من أهداف المؤسسة: “نطمح إلى تنفيذ برامج حول الوقاية من نقص التغذية وزيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال والمراهقين بتعزيز نقل الممارسات الغذائية الجيدة”.