أظهر تحقيق حول الزيادة المفرطة في الوزن والسمنة والعوامل المرتبطة بهما لدى تلاميذ الطور المتوسط ل21 مؤسسة تعليمية بالجزائر العاصمة، أن 20 بالمائة من تلاميذ الإكماليات من الجنسين يعانون من الزيادة المفرطة في الوزن. وشمل هذا التحقيق الأول من نوعه بالجزائر، والذي تم عرض نتائجه بالمعهد الوطني للصحة العمومية بالجزائر العاصمة، عينة تتكون من 15616 تلميذ من الطور المتوسط لستة اكماليات تابعة للقطاع العام تتواجد بالابيار وبوزريعة وبن عكنون وبني مسوس ودالي براهيم وحيدرة. وتهدف الدراسة الى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة السمنة لدى الأطفال، وبالتالي التصدي للأخطار الناجمة عنها مستقبلا والمتمثلة في الإصابة بالأمراض الخطيرة على غرار داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني وأمراض القلب، ناهيك عن الاختلالات النفسية. وأثبتت نتائج هذا التحقيق أن نسبة 20 بالمائة من هذه العينة، تعاني من الارتفاع المفرط في الوزن و5 بالمائة من السمنة المرضية الخطيرة، حيث أكدت الدكتورة علام فريدة رئيسة مصلحة الأمراض الوبائية والطب الوقائي ومنسقة التحقيق أن نسبة تتراوح بين 20 الى 30 بالمائة من هؤلاء التلاميذ معرضين الى الإصابة بالسمنة حتى عند الكبر، ولاحظ التحقيق -حسب نفس المتحدثة- أن 19 بالمائة من العينة التي شملها متمدرسة خارج إقامتها، مما يجعلها تستعمل وسائل النقل ولا تراعي التغذية السليمة في وجبة الغذاء، ودقت الدكتورة علام ناقوس الخطر حول تفشي ظاهرة الارتفاع المفرط للوزن والسمنة لدى الأطفال، والذي أصبح حسب المنظمة العالمية للصحة يمثل خطرا حقيقيا على الصحة العمومية. وقد تمت مراعاة في انجاز هذا التحقيق الذي أشرف عليه أربعة أطباء عامون وأربعة ممارسون بجانب مختصين في طب الأطفال والأوبئة، وتقنيين من معهد الصحة العمومية، بالاضافة الى الأخذ بعين الاعتبار المستوى المعيشي لعائلات التلاميذ، والنمط الغذائي المتبع لدى التلاميذ الذين تم استواجبهم، وسجل التحقيق ركودا نسبيا لدى الأطفال الذين يقضون معظم أوقاتهم في متابعة البرامج التلفزيونية، وأمام جهاز الحاسوب وألعاب الفيديو سواء كان ذلك خلال أوقات الدارسة أو خارجها. وفيما يتعلق بممارسة الرياضة أشار التحقيق الى أن 90 بالمائة من هؤلاء التلاميذ، يمارسون الرياضة بالإكمالية و34 بالمائة خارج المؤسسة التربوية و70 بالمائة، بصفة منتظمة بمعدل 2 الى 3 مرات في الأسبوع خارج مؤسساتهم، وقدمت بالمناسبة الدكتورة فريدة بونيدار من العيادة متعددة الخدمات لبوزريعة، عرضا حول ارتفاع الوزن والسمنة لدى المراهقين والنتائج المرتبطة عنهما مذكرة بالعوامل المتسببة في ذلك، من بينها الجوانب الوراثية وتناول بعض الأدوية والنمط الغذائي غير السليم وزيادة الوزن عند ولادة الطفل وحرمان الطفل من الرضاعة الطبيعية بجانب المستوى المعيشي للعائلات. ومن بين الآثار الناجمة عن الإصابة بالسمنة لدى المراهقين، ذكرت نفس المتحدثة الإصابة بالاختناق خلال النوم واختلالات في التنفس خلال الليل، مما يؤدي الى اضطرابات في الدراسة والفشل المدرسي، كما يعاني الأطفال البدناء من مشاكل بالمفاصل وأخرى بالغدد وهم معرضين الى الإصابة بداء اسكري من الصنف 2 وأمراض القلب واضطرابات نفسية، نتيجة المضايقات التي يتعرضون لها داخل العائلة والمجتمع، ونصحت بالتكفل بارتفاع الوزن والسمنة لدى المراهقين وتشخيص الأسباب المؤدية لها متأسفة لغياب مختصين في هذا المجال.