دعا التجمع النسائي من أجل الدفاع عن دور وذاكرة شهيدات ومجاهدات ثورة التحرير الوطني، إلى ضرورة وضع قانون يجرم “أي إنسان مهما كانت صفته يمس برموز الثورة التحريرية الكبرى”، لاسيما منهم النساء، كما شدّدت المحامية منى مسلم على ضرورة الإسراع في ترسيم هذا القانون، من أجل حماية الذاكرة الوطنية والتذكير بنضال المجاهدات. اعتبرت المحامية أن التعرض لتاريخ زهرة ظريف وغيرها من المجاهدات بالسوء “خط أحمر”. من جانبها، أكدت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، خلال كلمة مطولة ألقتها للدفاع عن زهرة ظريفة، أنها ستقوم بإعادة طباعة وترجمة الأربعة كتب الوحيدة التي ألّفتها المجاهدات الجزائرية، وأعلنت تبنيها للفكرة التي أطلقها التجمع النسائي فيما يخص إنشاء مركز بحث يقوم بالتحري ومساعدة المجاهدات من ربوع الوطن في كتابة مذكراتهم، كما تبنت خليدة تومي مطلب التجمع الشعبي بخصوص إنشاء جمعية وطنية لحماية ذاكرة المجاهدات وشهيدات الثورة التحريرية الكبرى. ودافعت وزيرة الثقافة بشدة عن المجاهدة زهرة ظريف، وقالت موجهة “إصبع الاتهام” إلى المجاهد ياسف سعدي الذي سبق وقال إن “زهرة ظريف باعت علي لبوانت للمستعمر الفرنسي بالتنسيق مع المجاهدة الراحلة فتيحة خصالي”، “راحت الرجولية عندما يتهجم على شخص ميت”. وأضافت “إنه من العيب والخيانة الاستعانة بأسلحة العدو الفرنسي”، في إشارة إلى الرسائل التي تحدث عنها ياسف سعدي، واعتبرت ذلك مساسا برموز الثورة التحريرية، كما قالت إن ياسف سعدي يخدم “أجندة فرنسية“ لتشويه صورة الثورة الجزائرية، وأوضحت بأنها “نادمة جدا لأنها التزمت الحياد تجاه الاتهامات السابقة التي وجّهها ياسف ضد المجاهدة لويزة إيغيل أحريز”، وأضافت: “أعتذر لأني لم أرد في ذلك الوقت”، مشيرة إلى أن تصريحات ياسف سعدي تأتي بإيعاز من السلطات الفرنسية التي تريد “تشويه صورة الثورة الجزائرية” التي هي صمام الأمان الأخير للسلم والاستقرار والاعتزاز في الجزائر. كما قالت إن ياسف سعدي سبق أن هاجم لويزة في التوقيت نفسه الذي كانت فرنسا تحضّر لقانون تمجيد الاستعمار، وأضافت: “لقد بحثت جيدا حتى فهمت لماذا عادوا إلى مهاجمة زهرة ظريف وعدد من الشهداء”، وأوضحت: “الاتهامات جاءت في وقت نجحت عائلة الشهيد موريس أودان في كسب أول معركة لها مع العدالة الفرنسية للدفع نحو الاعتراف بجريمتها ضد موريس أودان”، كما قالت إن ياسف سعدي كان يهدف إلى الانتقام من كل مناضلي “الحزب الشيوعي”. من جهتها، شدّدت الوزيرة السابقة نوارة جعفر، خلال تناولها الكلمة، على أهمية ترسيم القانون لحماية رموز الثورة، مشيرة إلى أن هذا القانون يعتبر ردا على القانون الفرنسي الذي تم اعتماده مؤخرا والخاص “بتمجيد الاستعمار”، كما دعت إلى الإسراع في استرجاع أرشيف الثورة الجزائرية من باريس والتدقيق فيه، من أجل “كشف المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر”. من جهتها، قالت الكاتبة جميلة زنير خلال كلمتها: “من يغضب الزهرة ستقطع يده الملائكة”.