دعت المشاركات في التجمع النسوي من اجل الدفاع عن دور وذاكرة ومجاهدات ثورة التحرير الرموز الوطنية بالجزائر إلى ضرورة المحافظة على قامات البلاد من مجاهدين ومجاهدات، لأن المواطن الجزائري في أمس الحاجة لتمرير المثل العليا والقيم الإنسانية الكبرى للأجيال القادمة . نظم أمس التجمع النسائي من أجل الدفاع عن دور وذاكرة شهيدات ومجاهدات ثورة التحرير وتحت إشراف الديوان الوطني للثقافة والإعلام تجمعا بقاعة الموقار لاستنكار التصريحات التي مست بعض رموز الثورة التحريرية والدفاع عن شهيدات ومجاهدات ضد من سولت لهم أنفسهم تشويه صورتهن ونضالهن من أجل استقلال الجزائر . ويهدف هذا التجمع النسوي الذي حضره جمع غفير من المجاهدات، ووزيرة الثقافة خليدة تومي وبرلمانيات ووجوه سياسية ومدراء مؤسسات إعلامية وممثلات عن المجتمع المدني من 48 ولاية إلى شحذ الهمم للدفاع عن ذاكرة مجاهدات وشهيدات الأمس وتاريخ الجزائر ومن صنعوه. وفي هذا الصدد أكدت المحامية منيا مسلم بالنيابة عن عضوات اللجنة المنظمة للتجمع، أن تنظيم الملتقى النسوي ما هو إلا رد اعتبار للمجاهدة والمناضلة الشريفة زهرة ظريف بيطاط وهو مناسبة لوضح حد لكل من تسول له نفسه تجريح وتشويه صورة مجاهدات الأمس، والقول لهم بأن «مجاهداتنا وشهيداتنا خط أحمر ولا يحق لأي كان انتقادهن والتجريح فيهن «، مشيرة الى أن الجزائر تمر بمنعطف جد حساس يستوجب تضافر وتكاثف كل الجهود للمحافظة على وحدتها واستقرارها. وأوضحت مسلم أن المساس برموز الثورة شيء غير مقبول ولا يكمن السكوت عنه ، غرضه المساس بوحدة الوطن والمكتسبات المحققة منذ 52 عاما من الاستقلال، مؤكدة في هذا الشأن أن الهجمة الشرسة التي تعرضت لها مجاهدات وشهيدات الثورة لم تكن اعتباطية وإنما ورائها قوى خفية تعمل جاهدة لطمس الحقيقة ومعها تاريخ الجزائر . ودعت المتحدثة الجهات المعنية إلى سن مادة في قانون العقوبات تحمي تاريخ وشهداء الحرب التحريرية ، و تحارب وتقاضي أي شخص يتعرض بسوء لرموز الثورة المجيدة . بدورها شكرت وزيرة الثقافة خليدة تومي منظمات هذا التجمع اللواتي تجندن للدفاع عن مجاهدات وشهيدات الوطن إبان الحرب التحريرية، مؤكدة أن نضال المرأة الجزائرية لم يتوقف بعد 1962 والدليل على ذلك تواجد أربع نساء في الحكومة الحالية و30 بالمائة منهن في البرلمان. وأوضحت تومي بأن المساس برموز الثورة المجيدة هو مساس بالدولة الجزائرية وبشعبها مشيرة أن تواجدها في التجمع هو للوقوف إلى جانب المناضلة زهرة ظريف بيطاط بعد التهجم والعنف عليها من طرف أحد رفاقها في الكفاح . وأفادت تومي أن الاتهامات الموجهة الى زهرة ظريف اتهامات مرتكزة أساسا على رسالتين وجدتا في الأرشيف الفرنسي ، رسالتان ملفقتان ومزورتان من طرف الهيئات الاستعمارية العسكرية المختصة في العمل البسيكولوجي كما بين ذلك المؤرخون المتخصصون والذين هم أهل للثقة. من جهتها أكدت عضو مجلس الأمة نوارة جعفر في مداخلتها تضامنها مع المجاهدة القديرة وعضو مجلس الأمة زهرة ظريف بيطاط، وقالت نوارة جعفر في مداخلتها «أتساءل حول أسباب الحملة الشرسة التي تستهدف المساس برموزنا التاريخية، وأذكر هنا المجاهدة زهراء ظريف، الحملة لا تمسها وحدها بل تمس كل الذين صنعوا الثورة» وقالت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون بالمناسبة أن استهداف المجاهدات والشهيدات هو استهداف لكل النساء الجزائريات، لكن المستهدف الأساسي والأكبر على حد تعبيرها هي الثورة التحريرية التي يريدون تجريدها من شرعيتها.