نسأل الله تعالى أن يتقبّل منك العمرة، وأن يتقبّل منّا ومنك صالح الأعمال، وعلى المؤمن أن يحرص دائمًا على حضور شرطي قبول العمل وهما الإخلاص ومتابعة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فتقصد بعمرتك وجه الله تعالى والتّقرّب إليه، قال تعالى: “قُلْ إنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ” الأنعام161-162، وقال سبحانه وتعالى مبيّنًا لشرطي قبول العمل “فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا” الكهف110. والمسلم هكذا لا يريد إلاّ وجه الله والدار الآخرة، وفي الحديث القدسي: “أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه” رواه مسلم، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “من سمَّعَ سمَّعَ الله به، ومن يرائي يرائي الله به” رواه مسلم. أما عن صنيعك طعامًا تدعو له أقاربك وأصحابك فيُستحب، باعتبارك عائدًا من السفر، أما أن تصنعه قاصدًا التسميع بالعبادة الّتي أدّيتها وأن الله تعالى قد تقبّلها منك، فهو مناف للإخلاص ودعاء للرياء، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه “أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا قدم المدينة نحر جزورًا أو بقرة”، زاد معاذ عن شعبة عن محارب سمع جابر بنعبد الله: “اشترى منّي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعيرًا بأوقيتين ودرهم أو درهمين فلمّا قدم صرارًا –موضع خلف المدينة- أمر ببقرة فذبحت فأكلوا منها” أخرجه البخاري ومسلم. وهذا الطاعم يقال له: النقيعة، وهي طعام يتّخذه القادم من السفر، ولكن ينبغي على المسلم الّذي وفّقه الله وأنعم الله عليه بنعمة أداء العمرة أن يشكر الله سبحانه وتعالى وأن يتّقيه، ويبتعد عمّا نهى عنه، فيتجنّب في تلك النقيعة الاختلاط والمنكرات كالغناء والغيبة واللغو.