إنّ الطعام الذي يصنع عند قدوم القريب من السفر يسمّى ''النقيعة''، وقد ذكر البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ''أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا قدم المدينة نحر جزورًا أو بقرة''. قال البخاري: زاد معاذ عن شعبة عن محارب سمع جابر بن عبد الله: ''اشترى منّي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعيرًا بأوقيتين ودرهم أو درهمين، فلمّا قدم صرارًا أمر ببقرة فذبحت فأكلوا منها'' أخرجه البخاري في صحيحه. فالحديث، كما ذكر أهل العلم، يدل على مشروعية الدعوة عند القدوم من السفر، ويقال لهذه الدعوة ''النقيعة''. لكن ينبغي التنبيه إلى وجوب الابتعاد عن المحرّمات والمخالفات الشّرعية التي قد يحتمل الوقوع فيها مثل التبذير والإسراف، وقد قال تعالى: {إنّ المُبذِّرين كانوا إخوان الشّياطين وكان الشيطان لربِّه كفورًا} الإسراء: .27 وقال سبحانه وتعالى: {وكلوا واشربوا ولا تُسرفوا إنّه لا يُحبُّ المُسرفين} الأعراف: 31، ومن ذلك اختلاط النساء بالرجال الأجانب فهو محرّم وكذا اللهو واللغو. فالحاج عاد من مكان مقدّس يرجو من الله أن يقبل حجّه وأن يتجاوز عن كلّ خطاياه وأن يستجيب دعاءه، فكيف يهدم كلّ ما بناه طيلة شهر في يوم واحد؟!