تسبب الانزلاق في وقوع ازدحام مروري كبير، بالنظر إلى الحركة الكبيرة التي يعرفها هذا الشطر من الطريق السيار. وقد تدخلت مصالح الدرك الوطني لمراقبة سير الحركة المرورية، خصوصا بعد غلق الطريق وتحويل السيارات القادمة من تلمسان في اتجاه بلعباس والولايات الأخرى نحو الطريق الوطني رقم 7، على أن يتم استعمال انحراف الفاصل الإسمنتي للجهة الأخرى من الطريق لتمكين أصحاب السيارات من الدخول إلى الاتجاه الآخر من سيدي بلعباس باتجاه تلمسان. وتجدر الإشارة أن هذا الشطر من الطريق أنجز من قبل الشركة الصينية وفتح أمام حركة المرور منذ حوالي سنتين فقط. وقد باشرت مصالح الأشغال العمومية وضع إشارات الأشغال تحسبا للشروع، منذ نهار اليوم، في أعمال الصيانة والترميم. ويأتي التصدع والانزلاق الذي تعرض له مشروع القرن بالغرب الجزائري، بعد أقل من أسبوعين من انجراف للتربة على مستوى قرية عين حوت بتلمسان، وفي أقل من شهر بعد فضيحة أخرى لحقت الطريق السيار على مستوى ولاية قسنطينة، جراء انهيار جزء من نفق جبل الوحش، ما أجبر المصالح الأمنية والتقنية على غلق الشطر الرابط بين منطقة المريج وبلدية زيغود يوسف. ووعدت الوزارة بإجراء تحقيق لتحديد حجم الضرر الذي لحق بالنفق، والأسباب التي أدت إلى ذلك. وتضاف هذه الفضائح في نوعية الإنجاز إلى الفضائح المالية التي هزت ما اصطلح على تسميته بمشروع القرن، من خلال الفساد في الصفقات التي كشفت عنها تحقيقات والتي جعلت المشروع الذي بدأ ب 11 مليار دولار يقفز إلى مستويات قياسية دون أن يكتمل، ما يضعه كأغلى طريق سيار في العالم، إذ زيادة على أنه تخطى كل الآجال الزمنية المحددة لإنجازه، فإن شطره الرابط بين قسنطينة وسكيكدة يعرف تأخرا كبيرا منذ أكثر من سنتين، خاصة الأنفاق، وفي كل مرة كان يعلن المشرفون على الإنجاز من وزارة الأشغال العمومية، والوكالة الوطنية للطرق السريعة، عن تدشينه قريبا، إلا أن الشركة اليابانية لم تتمكن من تنفيذ التزاماتها. كما أن وضع الإشارات المرافقة للمشروع لا زالت هي الأخرى في طور الإنجاز، ما يعكس حالة “البريكولاج” في إنجاز مشاريع تثقل فاتورتها كاهل الخزينة العمومية.