مسافة تتجاوز 1720 كيلو متر عبرناها في رحلة طويلة بالطريق السيار من حدوده الغربية الى حدوده الشرقية من مغنية إلى الطارف عبر إقليم 24 ولاية من شمال الوطن، رحلة كانت مريحة عبر المقاطع المسلمة والمتعبة جدا عبر المقاطع غير المنتهية ونخص بالذكر المقطع الشرقي. إنطلقت رحلتنا في البداية من وهران على الساعة العاشرة صباحا بإتجاه مغنية نقطة الإنطلاق الرسمية لرحلتنا الطويلة عبر الطريق السيار شرق - غرب وقد فضلنا التوجه إلى غاية واد تليلات للسير عبر هذا الطريق للوصول إلى مغنية وإن كانت رحلتنا الحقيقية لم تبدأ بعد في هذا اليوم بل في اليوم الموالي الإثنين 28 جويلية 2010 وبالتالي إضطررنا إلى المبيت في هذه المدينة التي أصبحت هادئة تكاد تنعدم بها حركةالمتسوقين عكس ما كانت عليه، رحلتنا بدأت يوم الإثنين وإقلاعنا كان حوالي الساعة الثامنة صباحا إنطلاقا من بداية الطريق السيار عند الحدود الجزائرية المغربية والذي تحدده لافتة كبيرة مكتوب عليها »نهاية الطريق السيار شرق - غرب« فكانت بدايتنا من أقصى نهاية هذا الطريق متوجهين الى الجزائر العاصمة نقطة التوقف الأولى في رحلتنا ولأن مقطع ولاية تلمسان لم يسلم بعد رسميا رغم أنه مفتوح لحركة المرور فقد وجدنا بعض المقاطع الصغيرة على مسافة بضعة أمتار فقط غير مزفتة فيما أن الطريق ككل منتهي كما أن جوانبه مغلقة بفواصل إسمنتية، وهو مجهز جيدا بإشارات المرور وإشارات الإرشاد والإلزام والإشارات التوجيهية ولأن رحلتنا كانت مرفوقة برئيس مقاطعة تلمسان التابعة للوكالة الوطنية للطرق السريعة المشرف على المشروع في هذا الجزء فقد كنا نتوقف كلما تطلب الأمر ليقدم لنا المهندس الشروحات الكافية حول المنشآت الفنية المنجزة ولاسيما الجسور التي تطلبها المشروع لشق الطريق فوق المناطق المنخفضة أو تلك التي تمر عبرها منابع مائية كالأودية إذ يوجد عبر المقطع الغربي ككل 239 منشأة فنية و19 محولا 29 جسرا عملاقا و610 ممر مائى أنجز أسفل الطريق للسماح لمياه الأمطار المتدفقة من المنحدرات من المرور وتفادي حصول فيضانات قد تضر بالطريق مستقبلا ومن بين المنشآت الفنية التي وفقت عليها أيضا ممرات سفلية تحت الطريق السيار أنجزت للفلاحين لتمكينهم من التنقل الى الضفة الأخرى من الطريق للوصول إلى أراضيهم الفلاحية أو حتى الوصول إلى المنابع المائية سيرنا عبر هذا الطريق من الحدود الجزائرية المغربية الى غاية عبورنا لمسافة 28 كيلومترا أين وصلنا إلى طريق مسدود على مسافة 100 متر وهي النقطة الأخيرة التي لاتزال بها الأشغال متواصلة والتي حالت دون التسليم النهائي لمقطع تلمسان. * مقطع تلمسان يسلم نهائيا بعد أسبوع توقفنا عند هذه النقطة ونحن مرفوقون دائما بمسؤول المقاطعة الذي أكد بأن تسليم مقطع تلمسان كاملا يتوقف إلى إنتهاء الأشغال المتبقية بهذا الموقع وهو ما من المقرر أن يتم بعد حوالي أسبوع إذ سيسلم المقطع ككل باشراف وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول ليكون وقتها الطريق السيار من الحدود الجزائرية المغربية وإلى غاية الجزائر العاصمة عملي ومفتوح لحركة السير مع العلم أن هذا المقطع كان من المقرر أن يكون قد سلم الأسبوع الفارط إلا أن صعوبة الأشغال أخرت عملية التسليم. للإشارة فقد وقع إنزلاق للتربة عند هذه النقطة وهذا بعد الإنتهاءمن أشغال تكديس الموقع بالأثربة للرفع من مستواها بشكل يتناسب مع الأجزاء المتصلة به إنما ولطبيعة المنطقة الصعبة ووجود المياه في عمق هذا الموقع انزلقت التربة الأمر الذي تطلب برمجت أشغال أخرى لإنجاز منفذ للمياه لتفادي إنزلاقها مرة أخرى غير أن مديرية الري تأخرت كثيرا في استكمال هذه الأشغال ما أخر من عملية التسليم التي كانت من المقرر أن تكون قبل هذا التاريخ بكثير. ولعبور هذه النقطة والوصول الى الجزء المقابل للطريق والذي كان يظهر لنا على بعد 100 متر فقط تطلب الأمر الإنحراف يسارا باتجاه الجبال على مسافة حوالي 2 كيلومتر وهذا للإبتعاد عن الحفرة الكبيرة جدا التي خلفها انزلاق التربة وعملية الحفر الواسعة التي تطلبتها الأشغال لإنجاز منافذ للمياه. وبعد أن سرنا على طريق ترابي صعب ووعد وصلنا الى الجزء المقابل للطريق السيار وواصلنا رحلتنا باتجاه العاصمة ولحسن الحظ أن كامل المقطع الذي يلبي هذه النقطة والى غاية الجزائر العاصمة منتهي ومفتوح لحركة السير عدى أن الدخول لمدين تلمسان يتم عبر طريق فرعي ترابي بإعتبار أن المحول الرابط بين الطريق السيار والطريق الوطني المؤدي الى تلمسان لم يسلم بعد وبالتالي فإن مستعملي الطريق السيار والقادمون من وهران وبلعباس والمتجهون نحو مدينة تلمسان يضطرون عند الوصول الى المحول لعبور طريق ترابي يوصلهم الى الطريق الوطني عدى ذلك الطريق السيار بعد هذا الجزء مفتوح بنسبة 100٪. واصلنا رحلتنا وعبرنا إقليم ولاية سيدي بلعباس بعد أن خرجنا من اقليم ولاية تلمسان التي كانت أول ولاية بدأنا بها رحلتنا من بين 24 ولاية عبرناها خلال هذه الرحلة وبعد أكثر من ساعتين من بداية رحلتنا وصلنا إلى منطقة زغلول بعد عبورنا لمسافة 183 كلم وهي نقطة التقاء الطريق السيار والطريق السيار الفرعي المؤدي الى وهران. ولأن رحلتنا يجب أن تتوجه إلى العاصمة عبرنا بعد ذلك إقليم ولاية معسكر بإتجاه غليزان مع العاصمة عبرنا بعد ذلك إقليم ولاية معسكر بإتجاه غليزان مع العلم أن المسافة المتبقية لنا عند منطقة زغلول بإتجاه الجزائر العاصمة هي 400 كلم و169 كيلومتر عن ولاية شلف. الطريق السيار بهذا المقطع (المقطع الغربي) منتهي عبر عدة مقاطع إذ سلم شطر وهران بتاريخ 14 أفريل 2009. أما شطر ولاية غليزان فسلم عبر عدة أجزاء الجزء الأول من الحدود الشرقية لولاية الشلف الى الحمادنة على مسافة 32 كلم وسلم بتاريخ 6 جوان 2009، الجزء الثاني من الحمادنة إلى غليزان إلى مسافة 22 كيلو متر خط رئيسي وسلم في 15 أكتوبر 2009 أما الجزء الثالث من غليزان يلل على مسافة 22 كلم فسلم بتاريخ 22 نوفمبر 2009 أما مقطع يلل زغلول على مسافة 72 كيلومتر والذي سمح بربط وهران بالعاصمة نهائيا عبر الطريق السيار فسلم بتاريخ 29 أفريل الفارط كما سلم بتاريخ 31 ماي 2010 جزء زغلول سيدي علي بوسيدي ببلعباس على مسافة 70 كيلومتر أما شطر سيدي علي بوسيدي تلمسان، كما سبقت الإشارة فسيسلم هذا الشهر. ما استخلصناه من خلال رحلتنا لحد هذه النقطة أن السير من تلمسان إلى غاية غليزان تقلص بمسافة 70 كيلومترا بعد فتح الطريق السيار مقارنة بالمسافة عبر الطريق الوطني، كما لاحظنا من خلال رحلتنا أيضا بأن عمليات عديدة لتحويل الملكية أجريت إذ أن الطريق السيار يعبر عدة مجمعات سكنية متفرقة فصلها بين جزءين الأمر الذي تطلب انجاز جسور وممرات وفي هذا السياق أكد لنا مسؤول المقطع الغربي السيد عيسى مروح بأن هذا المقطع تطلب إجراء 3500 عملية نزع ملكية كما تمت إعادة إسكان 72 عائلة. قد يكون مقطع وهران العاصمة وباعتباره أول مقطع سلم من الطريق السيار وفتح نهائيا لحركة المرور ليس بحاجة لأن نصفه لأنه منتهي ومجهز بإشارات المرور ناهيك عن تسييجه من بدايته إلى نهايته بسياج فاصل لمنع دخول الأشخاص وكذا الحيوانات كما يفصل الطريق السيار بجدار عند عبوره لمجمعات سكنية ناهيك عن تشجير هذا المقطع كامل وحماية جوانبه إذ تم غرس 5 ملايين شجرة عبر هذا المقطع كاملا وهذا على مساحة تتجاوز 2000 هكتار كما أنه وبعد وصولنا إلى العاصمة تبين لنا بأن المسافة بين وهران والعاصمة تقلصت من 450 كيلومتر سابقا إلى 428 كيلومتر فقط أي أن الطريق السيار قلص مسافة 22كيلومتر مع العلم أنه أنجزعلى خط وهران العاصمة 43 منشأة عملاقة و29 محولا. خدمات منعدمة في انتظار فتح المحطات أهم ما لاحظناه من خلال رحلتنا عبر هذا المقطع المسلم نهائيا بجميع أجزائه منذ بضعة أشهر أنه وإن كان منجزا بثلاثة أروقة إضافة الى الرواق الاستعجالي المخصص للتوقف في حالة الطوارىء إلا أن ذلك غير كاف لأن حاجة السائقين للتموين بالبنزين أو شراء الوجبات أو المياه الباردة وغيرها من المستلزمات يتطلب الاستعانة بالمحولات التي تربط المدن التي يمر بالقرب منها الطريق السيار و بالتالي السير لبضعة كيلومترات اضافية وتضييع الوقت خاصة عند الدخول الى منطقة عمرانية مزدحمة وهذا في انتظار انجاز محطات الخدمات ومحطات الراحة رغم أن المساحات والمواقع المخصصة لها قد اختيرت حسبما أكده لنا مدير المقطع الغربي وقد توقفنا عند بعض هذه المواقع التي لاتزال عبارة عن مساحات معشوشبة في انتظار الإنطلاق في تهيئتها وبداية تجهيزها وخاصة فيما يتعلق بمحطات الخدمات التي ستكون محطات للتزود بالوقود محلات لمستلزمات الميكانيك محلات للمواد الغذائية، فنادق، مطاعم، مقاهي وغيرها، وبالتالي فإن السائق المستعمل للطريق السيار في الوقت الراهن إما أن يفضل عدم تضييع الوقت لاقتناء فنجان قهوة أو أخذ وجبة غداء أو شراء قارورة ماء باردة والدخول للقيام بذلك إلى بعض المجمعات السكنية القريبة أو أنه يضطر لذلك وخاصة عند طول المسافة ولاسيما إن تعلق الأمر بالتزود بالبنزين الذي يعتبر ضرورة ملحة، لذا ارتأت مديرية المشروع إلى تأشير الطريق مؤقتا بإشارات إرشادية تعلم السائقين بوجود محطة وقود وتبين الاتجاه والمسافة المتبقية للوصول إليها وهذا في انتظار فتح محطات الخدمات المقرر تسليمها قبل نهاية السنة الجارية كما لاحظنا ونحن ندخل بعض المدن كمدينة يلل، وادي ارهيو، العطاف، بومدفع وغيرها من التجمعات التي كانت التجارة مزدهرة بها قبل تسليم الطريق السيار بأنها أصبحت هادئة وسط ركود الانشطة التجارية بها تدريجيا مع زيادة الاقبال على استعمال الطريق السيار خاصة من طرف أصحاب المسافات الطويلة كسائقو الطاكسي الذين غيروا المحلات التي كانوا يتعاملون معها ويأخذون زبائنهم إليها وسط المدن وأصبحوا يتوجهون الى المحلات وخاصة المطاعم القريبة من الطريق السيار والواقعة عادة عند مدخل المدن في الجهة المؤدية إليه. وصلنا إلى العاصمة وقد استغرقنا نحو 6 ساعات ونصف انطلاقا من مغنية و4 ساعات تماما انطلاقا من نقطة عبور اقليم ولاية وهران ففضلنا التوقف بها للاستراحة بعد أن عبرنا اقليم 9 ولايات وهي تلمسان (100 كلم)، سيدي بلعباس (73 كلم)، معسكر (77 كلم)، غليزان (87 كلم)، الشلف (60 كم)، عين الدفلى (104كلم) البليدة (42 كلم) وأخيرا الجزائر (49 كلم) على مسافة 594 كلم إجمالا. أشغال متقدمة عند مقطع بومرداس ونحن موجودون بالعاصمة نظمت لنا زيارة بمرافقة مسؤول المشروع لولاية بومرداس لمقطع الطريق السيار العابر لهذه الولاية وهو المقطع غير المسلم بعد والذي يربط مقطع وهران العاصمة بالمقطع الشرقي إذ أنه وبعد تسليمه سيكون الطريق السيار مفتوحا من الحدود الجزائرية المغربية إلى غاية قسنطينة. يمتد المقطع من حدود ولاية الجزائر العاصمة الى غاية منطقة الاخضرية بحدود ولاية البويرة على مسافة نحو 129 كيلومتر منها 28 كيلومترا بإقليم ولاية بومرداس و 101 كلم بإقليم ولاية البويرة، المقطع منجز بنسبة نحو 85٪ تم الانتهاء من شق الطريق وكذا إنجاز المنشآت الفنية البالغ عددها 15 منشأة عملاقة بما في ذلك الجسور إذ تطلب المشروع بهذا المقطع حسبما وقفنا عليه إنجاز جسور بارتفاع عال جدا للحفاظ على مستوى الطريق واتصاله مع الاجزاء الأخرى كما تطلب المقطع في بعض أجزائه رفع مستوى الطريق بالأتربة على ارتفاع نحو 20 مترا كما يوجد بهذا المقطع أربعة أنفاق تقدمت بها الاشغال بشكل جيد منها نفقين بجبال بوزقزة بولاية بومرداس ونفقين آخرين ببلدية قدارة في الحدود بين بومرداس وولاية البويرة. النفقين غاية في الجمال يشقان جبال مرتفعة وسط طبيعة خلابة وتضاريس وعرة جدا وما يزيد من أهمية هذه الانفاق طولها. تجاوزت النسبة الإجمالية لإنجاز نفقي جبال بوزقزة 98٪ وكنا قد نشرنا في أعدادنا السابقة خبرا عن إشراف وزير الأشغال العمومية بتاريخ الخامس جويلية الفارط على افتتاح أحد هذين النفقين الممتدين على مسافة 1700 متر أي 1.7 كيلومتر كما تجاوزت نسبة الحفر بالنفقين 100٪ و98٪ في أشغال الهندسة المدنية و93٪ في أشغال تهيئة السقف وهو ما يمثل الإنجاز الكبير خاصة مع صعوبة تضاريس هذه المنطقة الجبلية، يضم النفق 3 أروقة وهو يعبر جبال بوزقزة التي تعتبر من بين أعلى المرتفعات بولاية الوسط، النفق موجود داخل إقليم بلدية اربعطاس على مسافة نحو 30 كيلومترا من الطريق السيار انطلاقا من حدود بلدية حميز التابعة لولاية بومرداس. أما النفقين الآخرين ببلدية قدارة فقد بلغت نسبة الحفر بهما 96٪ أما أشغال الهندسة المدنية فتجاوزت نسبة 92٪ وبالتالي بقي بهذين النفقين مسافة 128 متر غير محفورة فيما أن النسبة الاجمالية لإنجازهما معا بلغت 95٪ كما من المقرر أن يسلم هذا المقطع مع نهاية السنة ما سيسمح بتسليم المشروع ككل داخل الآجال التعاقدية. * من البويرة إلى المريج بقسنطينة مقطع منتهي ومفتوح لأن مقطع الجزائر العاصمة بومرداس وجزء من ولاية البويرة لم يسلم بعد فإن مستعمل الطريق السيار والقادم من العاصمة والمتجة نحو الشروق يضطر كما فعلنا نحن أثناء رحلتنا هذه الى السير عبد الطريق الوطني إلى غاية منطقة الأخضرية أين وجدنا مدخل للطريق السيار الذي يربط العاصمة بولاية الشرق مرورا ببرج بوعريرج التي يمر عبرها الطريق السيار على مسافة 92 كيلومتر منها 55 كلم تدخل بمقطع الوسط و37 كلم بمقطع الشرق إلا أن الجزئين معا أي 92 كلم كلها انتهت بها الأشغال ومفتوحة لحركة السير زيادة على شطر ولاية سطيف عبر 75 كيلومترا وشطر ولاية ميلة عبر 53 كيلومترا منها 27 كيلومترا حضرنا عملية افتتاحها رسميا تحت إشراف وزير الأشغال العمومية بتاريخ الأحد 4 جويلية 2010 الفارط وبالتالي فإن رحلتنا من العاصمة الى غاية قسنطينة التي توقفنا بها لحضور عملية افتتاح أول شطر كما ذكرنا كانت عبر طريق السيار مسلم نهائيا من الأخضرية الى قسنطينة أما الشطر من الأخضرية قدوما من العاصمة فعبرناه على طريق غير منتهي وغير مزفت للإشارة للوصول من العاصمة الى قسنطينة يمر الطريق السيار عبر 49 كلم بإقليم ولاية الجزائر. 28 كلم بإقليم ولاية بومرداس، 101 كلم بالبويرة، 99 كلم ببرج بوعريريج، 75 كلم بسطيف، 53 كلم بميلة و64 كلم بقسنطينة سلم منها كما سبقت الإشارة 35 كلم بين حدود هذه الولاية مع ميلة والى غاية منطقة لمريح أما المسافة المتبقية والمقدرة ب 29 كيلومترا فلا تزال بها الأشغال متواصلة لدى وبعد استراحتنا بقسنطينة واصلنا رحلتنا باتجاه الحدود الجزائرية التونسية مرورا عبر أربع ولايات أخرى وهي سكيكدة، عنابة، ڤالمة والطارف. * 10 ساعات قضيناها عبر طريق غير منتهي من لمريج الى الطارف المرحلة الأخيرة من رحلتنا بدأت من منطقة لمريج بداية الشطر غير المنتهي والتابع لإقليم ولاية قسنطينة على مسافة 29 كلم متجهين نحو الحدود الجزائرية التونسية بإقليم ولاية الطارف المسافة المتبقية لنا كانت تقدر ب 215 كيلومتر فأقلعنا يوم السبت 3 جويلية من منطقة لمريج حوالي الساعة التاسعة صباحا مرفوقين برئيس المشروع بولاية قسنطينة ونحن نسير عبر طريق يكاد تنتهي به الأشغال الى أن وصلنا الى أنفاق جبال الوحش وهذا بعد سيرنا لمسافة 5 كيلومترات بداية من محول سيساوي أين قمنا بزيارة أول نفق بهذه الجبال الممتد على مسافة 1900 متر أي 1.9 كيلو متر إذ أن أشغال الحضرية متقدمة ولم يتبق منها سوى 900 متر كما ينجز هذا النفق باتجاهين أسفل جبل الوحش وبعد مرورنا ب 4 كيلومترات أخرى وجدنا نفق آخر بمنطقة ديدوش مراد انتهت أشغال الحفر به على مسافة 1.3 كيلومتر وبعد مرورنا ل 1.5 كلم وجدنا جسر يصل ارتفاعه 15 مترا تم وعلى مسافة 6 كيلومترات جسر آخر على علو 51 مترا وهو عبارة عن منشأة عملاقة جدا ومع نهاية ال 29 كيلومترا التابعة لولاية قسنطينة يوجد نفق يصل طوله 2.5 كيلو متر جزء منه داخل اقليمقسنطينة والجزء الآخر داخل اقليم ولاية سكيكدة هذا المقطع من المقرر أن ينتهي مع نهاية السنة الجارية وبالتالي دخلنا بعد ذلك في مقطع ولاية سكيكدة الممتد على مساحة 71 كيلو مترا والذي عبرنا داخل حدوده على جسرين ببلدية بوزيان وجسر بجبال التوصيات كما ممرنا باقليم كل من منطقة الحروش، قرية السعيد بوصبع، واد الصفصاف، الغدير، غرابة، عين شرشار وصولا الى بئر المرجة وهي النقطة التي ينتهي عندها مقطع ولاية سكيكدة المنتهية الأشغال به بنسبة 70٪ حسب تقدير مسؤول المشروع والمنتظر أن يسلم نهاية الستة أيضا والمعروف بصعوبة تضاريسه وحالات انزلاق التربة المتكررة الأمر الذي تطلب انجاز 8 جسور، 7 ممرات علوية و20 ممرا سفليا. * إنتهاء شق الطريق في الإتجاهين حتى الحدود الجزائرية التونسية ما لاحظناه خلال رحلتنا هذه أن المقطع غير المنتهي من قسنطينة والى غاية الحدود الجزائرية التونسية قد انتهت بها أشغال شق الطريق في الإتجاهين ولم تبق اجمالا سوى بعض الأشغال بالمنشآت الفنية العملاقة كالجسور والأنفاق وكذا عمليات التزفيت التي تتم على سمك يصل أحيانا إلى 40 سنتيمترا. وبالتالي فإن الأشغال جارية بجميع هذه المقاطع. بعد مقطع ولاية سكيكدة دخلنا مقطع ولاية عنابة على مسافة 26 كيلومترا بداية من »بئر المرجة« وإلى غاية » عين الصيد« مع العلم أن هذا المقطع يتقاطع مع الطريق الوطني رقم 21 ويمر بالقرب من محجرة عين الصيد قبل 4 كلم من انتهائه وبه 4 منشآت فنية عملاقة، 5 ممرات علوية و14 ممرا سفليا و52 ممرا مائيا. كما تتجاوز نسبة الأشغال به 80 ٪ ومن المقرر أن يسلم نهاية السنة مع بقية المقاطع الأخرى. بعد هذا المقطع يوجد مقطع تابع لإقليم ولاية الطارف على مسافة 87 كلم يتخللها مقطع تابع لولاية ڤالمة على مسافة 2 كيلومتر. فأما المقطع الأول لولاية الطارف فيمتد من عين الصيد الى غاية الإقتراب قبل مسافة 800 متر من الطريق الوطني رقم 16 وهذا عبر أربع كيلومترات تم يليها مقطع ڤالمة الممتد على مسافة نحو 2 كيلومتر (1.9 كلم) من الطريق الوطني رقم 16 إلى غاية منطقة بلبيضة التي يبدأ منها المقطع الثاني التابع لإقليم ولاية الطارف والممتد على مسافة 83 كيلو متر من بلبيضة الى غاية »رمل السوق« آخر منطقة في مسار الطريق السيار باتجاه الحدود الجزائرية التونسية وهو المقطع المار لمحمية القالة والذي تجاوزت به نسبة الأشغال 50٪ بالنسبة لأشغال شق الطريق و95٪ بالنسبة لأشغال انجاز المنشآت الفنية والبالغ عددها بمقطع الطارف 8 جسور و5 ممرات علوية و418 ممر سفلي ومن بين الممرات العلوية هناك 4 ممرات خصصت للحيوانات داخل محمية القالة وهي ممرات محددة بفواصل اسمنتية عالية ومغطاة بالتراب حتى لايحس الحيوان بالفرق الموجود بين الغاية والممر ويتمكن من التنقل الى الضفة الأخرى من المحمية بسهولة ودون خوف. أما مقطع ولاية ڤالمة فيه منشأة فنية واحدة فقط وممرين مائيين. بعد عبور جميع هذه المقاطع يعبر الطريق السيار عند آخر نقطة له وصولا الى الحدود الجزائرية التونسية منطقة رمل السوق أين يوجد بها وعند الحدود بالضبط لافتة كبيرة مشابهة تماما لتلك اللافتة الموضوعةعند الحدود الجزائرية المغربية مكتوب عليها نهاية الطريق السيار، مع العلم أن نهاية الطريق السيار مع الحدود التونسية يبعد عن مركز العبور لرمل السوق ب 7 كيلومترات فقط وهنا انتهت رحلتنا التي اكتشفنا من خلالها جمال الجزائر الخلاب والمتنوع جدا من حدوده الغربية الى حدوده الشرقية فلكل منطقة جمالها وخصائصها وميزاتها الطبيعية.