“المهزلة” و”الانتهازية” و”غياب الضمير”، هي التعابير التي يفضّل محسن بلعباس، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، استخدامها لوصف التوجه الحالي نحو انتخابات رئاسية، يرى أنها محسومة النتائج لمرشح النظام عبد العزيز بوتفليقة. وذكر بلعباس، أنه لا يؤمن بوجود صراع بين المخابرات والرئيس بخصوص العهدة الرابعة، وأن بوتفليقة “استعمل الحيلة والتكتيك لربح الوقت من أجل الخلود في الحكم”. وتناول رئيس الأرسيدي عدة قضايا، منها التقارب مع الاسلاميين في إطار مقاطعة الاستحقاق.
رئيس الأرسيدي لا يؤمن بوجود صراع بين الرئيس والمخابرات “توفيق مشارك في تكتيك مهندسه بوتفليقة!”
يرفض محسن بلعباس، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إعطاء مصداقية لما يشاع عن صراع بين الرئاسة وجهاز المخابرات، بسبب “العهدة الرابعة”. ويرى أن عبد العزيز بوتفليقة “جاء إلى السلطة عام 1999 وهو عازم على الموت فوق كرسي الرئاسة”. قال بلعباس لدى نزوله ضيفا على ركن “فطور الصباح”، إنه لا يعتقد بوجود شيء اسمه خلاف بين الرئيس بوتفليقة والجنرال توفيق، وهو جدل احتدم بعد هجوم عمار سعداني الحاد على مدير دائرة الاستعلام والأمن، الشهر الماضي. وذكر في الموضوع: “قبل دخول بوتفليقة إلى المستشفى بفرنسا في أفريل الماضي، لم يكن هناك أي مشكل بين أجنحة النظام. ولكن عندما طالت مدة علاجه، ظنت قوى في الحكم أنه انتهى، ثم تغيَرت المعطيات بعد عودته من باريس”. وبشأن التغييرات التي أجراها بوتفليقة في مصالح الاستخبارات، في سبتمبر الماضي، واتخذت شكل “انتقام” دلَ، حسب البعض، على وجود صراع بينه وبين محمد مدين، قال بلعباس: “في كل تلك التغييرات لم يمس أهم شيء في المخابرات، وهو الجنرال توفيق، وهذا يعني أن مسؤول المخابرات مشارك في الخطة المدروسة التي هندسها الرئيس، وتتمثل في خلود بوتفليقة في الحكم. لذلك أعتقد أن بوتفليقة حاليا يجسّد النظام بكامله، بعد أن غيّره من الداخل للاستحواذ على كل السلطات”. ويوافق هذا الطرح، رأي مراقبين يرون أن الرئيس، خلال 15 سنة من ممارسة السلطة، تمّكن من تغيير موازين القوى بتقليص نفوذ المخابرات، خاصة في السياسة، في مقابل التمكين لطبقة من رجال الأعمال وأشخاص مقرّبين منه. وانتقد رئيس الأرسيدي بشدة “الحيلة التي يتعامل بها بوتفليقة”، ويفسر ذلك بقوله: “قلنا في أفريل 2011 بعد خطابه الذي تعهد بإحداث إصلاحات عميقة، إنه يريد ربح الوقت، وقد اتضحت حقيقة ذلك، فقد كانت الخطة التكتيكية أن يجري تعديلات على قوانين تحمل في ظاهرها إرادة في إضفاء الديمقراطية على الحياة العامة، على أن ترفض الأغلبية البرلمانية الموالية له أهم ما في هذه التعديلات عندما تعرض على البرلمان. التكتيك الذي استعمله، تضمن أيضا التسهيلات في إطار الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب، وتخصيص 30 في المائة من مقاعد المجالس المنتخبة للمرأة. وضمن الخطة أيضا، تمت برمجة إزاحة عبد العزيز بلخادم من الأفالان، وأحمد أويحيى من رئاسة الوزراء والأرندي، وكان الهدف ترك الانطباع بوجود تغيير في البلاد. واستمر تنفيذ الخطة إلى غاية تعرضه لجلطة دماغية”. وأوضح محسن بلعباس أن حزبه متمسك بتفعيل المادة 88 من الدستور، التي تتحدث عن المانع الصحي المزمن والخطير لرئيس الجمهورية، وقال إن الأرسيدي طالب بذلك في ديسمبر 2012، أي قبل إصابة بوتفليقة بجلطة دماغية بأربعة أشهر. وأضاف بشأن القضية التي تثير جدلا: “قلنا عام 2005 عندما أجريت على بوتفليقة عملية جراحية، إنه أدخل الجزائر في غيبوبة معه. وفي 2012، نبهنا إلى عجزه عن تنظيم اجتماعات مجلس الوزراء، واتضح أنه غير قادر على افتتاح السنة القضائية ولا عن ممارسة الأنشطة البروتوكولية، ما دفعنا حينها إلى التصريح بأن الوقت حان لتفعيل المادة 88”. الجزائر: حميد يس
بلعباس يشيد بتحالفه مع إسلاميين حول خيار المقاطعة “لا نلزم المرشحين بالانسحاب لكننا أثبتنا لهم أن الرئاسيات محسومة”
وصف محسن بلعباس، التقارب الحاصل مع أحزاب إسلامية وشخصيات مستقلة ب”السهل، لأن النهج بدأ منذ فترة طويلة”، ووصف ذهاب 11 مرشحا إلى المجلس الدستوري لمنافسة الرئيس بوتفليقة رافضين دعوة الأرسيدي للانسحاب، بأن “الأمر يتعلق برؤى ونحن في التنسيقية قدمنا نظرة تقول باستحالة التغيير في 17 أفريل”. تحدث محسن بلعباس عن ظروف التكتل الذي يجمع حزبه بتشكيلات إسلامية وشخصيات مستقلة، التقوا حول خيار مقاطعة الرئاسيات، لافتا أن الأصل يتعلق ب«نهج بدأ منذ أكثر من سنة والتقارب كان سهلا، عكس ما يتصوره البعض”، وأرجع بلعباس أصل التقارب إلى الانتخابات التشريعية في 2012 لما رفعنا مطلب “هيئة مستقلة تشرف على الموعد، لكن السلطة رفضت وتعنتت”، وأضاف “أطراف التنسيقية متوافقون اليوم أن قواعد اللعبة الانتخابية مختلة”. ويمتدح محسن بلعباس التنسيقية، التي تضم الأرسيدي وحمس والنهضة وجيل جديد والتنمية والعدالة، بالإضافة إلى رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، لأنها “تمكنت من بناء توافق حول قواعد اللعبة السياسية الصحيحة والانتخابات الصحيحة”. ويرفض محسن بلعباس خليفة سعيد سعدي مؤسس الأرسيدي، انتقاد المرشحين الذين رفضوا الانسحاب من السباق بناء على دعوة التنسيقية لهم بالمقاطعة، أو بناء على معطيات موضوعية لا تحتاج لدعوة من أحد، أبرزها ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة “بعض المرشحين أصحاب مبادئ، وبعضهم ربما وضع مشروعا لتحقيقه بأن يبرز كرئيس حزب أو طموح لأن يكون وزيرا. لكل حساباته ونحن نحترمها، لكن ما نقوله إننا لسنا بصدد رئاسيات وإنما مهزلة جديدة”، وتابع “لكن هناك أيضا من المرشحين أو من الشخصيات المؤثرة في الرئاسيات، من تثير التقزز بحكم ما تبديه من انتهازية وغياب الضمير”، متسائلا “كيف لوزير أن يشتم الشعب، أليس هذه انتهازية وقلة احترام”، في إشارة إلى عمارة بن يونس رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، الذي كان قياديا في الأرسيدي. ولا يرى محسن بلعباس في خطوة الوقفة الاحتجاجية التي تقرر تنظيمها اليوم في مقام الشهيد بالعاصمة، باسم التنسيقية، بأنها دعوة للعنف “مثلما يصور الأمر بعض أنصار السلطة.. الذي يشجع العنف هي الجهات مجهولة المصدر، وليس أعضاء التنسيقية المعروفين للجميع”. وساق محسن بلعباس في هذا السياق حديثا عن تنظيم “بركات” المناهض للنظام ومشروع العهدة الرابعة، فقال: “بركات معروفة وأعضاؤها معروفون... الخطر من الجهات غير المعروفة وقد شاهدنا بيانات في تيزي وزو والبويرة وبجاية تدعو للتظاهر، تلك هي التي حذرنا منها، لأن الجهة التي تقف خلفها لا تكشف عن نفسها”. ونفى محسن بلعباس أيضا أن يكون حزبه قد جرى التفاوض معه من قبل مرشحين محتملين للرئاسيات “الأرسيدي حزب يرفض العمل في الظلام”. الجزائر: عاطف قدادرة
بلعباس يستبعد استحداث منصب نائب الرئيس بعد الرئاسيات “لم يعد للنظام أي مستقبل” يرى محسن بلعباس، رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أن “النظام الجزائري يعيش أطول شهر من عمره”، في إشارة إلى الفترة التي تفصل عن موعد الانتخابات الرئاسية. ويتوقّع، احتمالين لمرحلة ما بعد 17 أفريل: “إما أن ننجح في توفير ظروف مرحلة انتقالية، ستبدأ مباشرة بعد الانتخابات. وإما أن يستمر النظام لبضعة أشهر”، يقول المتحدث، مؤكدا على أن “النظام لم يعد له مستقبل ولن يستمر طويلا”. لكن، هل يتوقّع رئيس الأرسيدي أن تكون النهاية عنيفة في حالة عدم توفر ظروف المرحلة الانتقالية؟ يجيب محسن بلعباس “نحن نعمل على توسيع حركتنا أكثر فأكثر من أجل توفير ظروف الذهاب إلى مرحلة انتقالية في أقرب وقت. وإذا لم تتوفر موازين القوى لذلك، فالأمر سيتأخر قليلا”. ويعتبر ضيف “الخبر” أن “بوتفليقة حتى وإن نجح في تفتيت الساحة السياسية طيلة فترة حكمه، فهناك أشياء تغيّرت، منها تفطن الشعب الجزائري لضرورة الذهاب إلى الأمام”، زيادة على كون “النظام بلغ مرحلة الذروة في استغلاله البحبوحة المالية لضمان البقاء”. وهل أنصار العهدة الرابعة بعد نجاحهم في اجتياز عقبة 17 أفريل سيتركون الأمور تفلت من أيديهم دون تحضير أي حل لتسيير المرحلة القادمة؟ يقول محسن بلعباس “لا أعتقد أن أنصار العهدة الرابعة لديهم حلول لمرحلة ما بعد الانتخابات، لأنهم لا يثقون في بعضهم البعض، حتى داخل هذا التكتل”. كما يستبعد رئيس الأرسيدي أن ينجح أنصار العهدة الرابعة في تعديل الدستور بعد الرئاسيات وتعيين نائب لرئيس الجمهورية، بل يعتبر الأمر “يتطلب التفكير ألف مرة من قبل النظام، لأن تعيين نائب الرئيس ومنحه صلاحيات الرئيس المنتخب غير ممكن تجسيده”. وكيف يمكن للنظام أن يقبل بالذهاب إلى مرحلة انتقالية بعد نجاحه في تمرير العهدة الرابعة؟ هنا يوضح محسن بلعباس أيضا “نحن لا نطالب بتنظيم مرحلة انتقالية من قبل النظام، بل نحن من سينظم هذه المرحلة الانتقالية من خلال بناء موازين القوى الكفيلة بتحقيق ذلك”. وفي هذا الإطار، يتحدث محسن بلعباس عن مبادرة جبهة المقاطعة التي حددت من أهدافها تنظيم ندوة وطنية حول الوضع السياسي في البلاد، معتبرا آجالها غير محددة، لأنها تتطلب توسيع الاستشارة قدر الإمكان لكل الفاعلين السياسيين. وفي انتظار ذلك يقول “أيا كان من سينتخب في أفريل القادم، لن نعترف به”. الجزائر: م.إيوانوغان
قال بلعباس
رئيس دولة وليس رئيس جمهورية لن تقرأوا ولن تسمعوا في خطابنا شيئا اسمه رئيس الجمهورية، وإنما نفضل الحديث عن رئيس دولة، لاعتقادنا أن الصفة الأولى تنطبق على رئيس منتخب شعبيا، وتعني وجود جمهورية.. أما “رئيس الدولة”، فتعني أن الرئيس معيّن وهي صفة تنطبق على بوتفليقة. خدعنا بوتفليقة فانسحبنا من الحكومة خدعنا بوتفليقة في 1999 عندما تعهد بإصلاح العدالة والمنظومة التربوية، وهياكل الدولة، فهو لم يلتزم بما وعد. ولما ارتكب النظام مذابح في منطقة القبائل عام 2011، ازدادت قناعتنا باستحالة التعايش مع هذا الرئيس، فانسحبنا من الحكومة. لماذا طلبنا حضورا مكثفا للمراقبين؟ نعتقد أن المؤسسات منهارة، لأنها غير منتخبة، وبالتالي لا وجود لجمهورية في رأينا، وهو ما دفعنا في مواعيد انتخابية سابقة إلى طلب حضور مكثف لمراقبين دوليين. استحداث هيئة مستقلة ودائمة للانتخابات الأرسيدي يبحث عن دستور توافقي، منبثق عن مواقف وآراء مختلف الفاعلين السياسيين. ولما طرحنا هذا المشروع، كانت هناك مؤشرات لتأجيل تعديل الدستور الذي تعهد به بوتفليقة. وكان من بين أهم مطالبنا، ولا يزال، إدراج مادة في الدستور تتعلق باستحداث هيئة مستقلة ودائمة تشرف على تسيير العملية الانتخابية، متكونة من 10 أشخاص محل إجماع ومشهود لهم بالمصداقية والاستقامة والنزاهة. سعدي لا يزال مناضلا في الأرسيدي سعيد سعدي (الرئيس السابق للأرسيدي) شخصية تملك مسارا ومواقف معروفة والرأي العام في الجزائر يترقب دائما إسهاماته في النقاش، وهو لا يزال مناضلا في الحزب يبدي رأيه كملاحظ سياسي وكمواطن في الأحداث المطروحة، ولا نفوذ له أبدا في قرارات وتوجهات الحزب. بن فليس لم يتصل بنا لم يتصل بنا المرشح علي بن فليس ليطلب دعمنا له في الرئاسيات لسبب بسيط، هو أنه لم يفعل ذلك مع أحد. بن فليس التقى أشخاصا وأحزابا في الخفاء، ونحن في الأرسيدي لا نقبل بالاتفاق مع أي كان في الخفاء. ولو كان بن فليس ينوي التحاور، لأعلن على الأقل عن لقاءاته السياسية عبر بريده الالكتروني. حمروش شخص وتصريحاته تلزمه بمفرده حمروش حتى وإن كان شخصية سياسية وطنية، يبقى شخصا مواقفه وتصريحاته تلزمه بمفرده. أما أنا، فأتحدث باسم حزب سياسي ولا يمكنني الحديث خارج إطار مؤسسات هذا الحزب، لذلك لا أرى مانعا من التحاور مع حمروش أو أي شخص، لكن لا يمكنني أن أتعامل مع شخص مثلما أتعامل مع حزب سياسي. حبذا لو يلتحق الأفافاس بمبادرتنا دور الأحزاب هو إيجاد المبررات المقنعة لمواقفها السياسية. والفرق بين الأحزاب الموالية والمعارضة، أن الأولى ليس لها مبادئ تمنعها من تغيير مواقعها. أما الثانية، مثل الأفافاس، فهي قائمة على مبادئ ومسار نضالي. وحبذا لو يلتحق الأفافاس بمبادرتنا، لكنه يبقى حرا في مواقفه، وهناك أحزاب سياسية كثيرة في الساحة السياسية، لا نفرض على أي منها الالتحاق بنا.